مشروع سعودي ضخم بقيادة الملك سلمان يعيد تشكيل مستقبل الخليج العربي – تعرف على التفاصيل

قناة الملك سلمان تُعد مشروعًا سعوديًا عملاقًا يعكس رؤية المملكة نحو التنمية المستدامة، إذ تمتد القناة بطول 950 كيلومترًا وعرض 150 مترًا، وتغطي عمقًا يصل إلى 25 مترًا، مما يخلق معلمًا هندسيًا غير مسبوق يربط الخليج العربي ببحر العرب مرورًا بالربع الخالي، في خطوة استراتيجية تهدف إلى تحويل الصحراء إلى واحة خضراء تنمو فيها الاقتصاديات وتزدهر البيئة.

قناة الملك سلمان كبديل استراتيجي وآمن لمضيق هرمز

تعمل قناة الملك سلمان لتوفير مسار مائي بديل للمضائق البحرية التقليدية وخاصة مضيق هرمز، الذي يعاني من مخاطر سياسية وجيوستراتيجية مستمرة، إذ تمتد القناة لمسافة 630 كيلومترًا داخل الأراضي السعودية حتى تصل إلى اليمن، ما يخلق ممراً بحريًا مستقلاً يدعم تعزيز الأمن الاقتصادي والتجاري في منطقة الخليج، ويقلل التبعية لمسارات قد تتأثر بالتوترات الإقليمية، مما يجعل المشروع رافعة حيوية لتحسين السيادة الاقتصادية للمنطقة وتأمين تدفق النقل البحري الحيوي.

تحويل الربع الخالي إلى مركز حضاري سياحي من خلال قناة الملك سلمان

لا يقتصر مشروع قناة الملك سلمان على بناء ممر مائي فحسب، بل يتضمن خطة شاملة لتحويل صحراء الربع الخالي إلى وجهة حضرية متطورة، تضم مدنًا ذكية على ضفتي القناة، إضافة إلى منتجعات سياحية فاخرة. يشمل المشروع أيضًا تطوير بنية تحتية متقدمة مثل خطوط سكك حديد عالية السرعة ومطارات دولية، لتعزيز الحركة والسياحة خاصة في فترة الشتاء، مما يخلق من الربع الخالي مركز جذب عالمي متعدد الاستخدامات يستقطب الزائرين ويساهم في تنويع مصادر الدخل الوطني.

دور قناة الملك سلمان في تعزيز الطاقة النظيفة والتنمية المستدامة

يرافق مشروع قناة الملك سلمان اهتمام خاص بتطوير البنية التحتية للطاقة النظيفة؛ إذ ستركز المملكة على إنشاء عشر محطات نووية بقدرات تتراوح بين 5 و50 جيجاواط لكل محطة، إلى جانب محطات شمسية تمتلك قدرة 50 جيجاواط، في خطى حثيثة لتحقيق نسبة 50% من الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة بحلول عام 2030. هذا التوجه لا يدعم فقط الاستدامة البيئية، بل يضمن أيضًا توفير الطاقة اللازمة لمشاريع التنمية الزراعية والسياحية في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، يشتمل المشروع على جهود لتحلية المياه بهدف دعم الزراعة وتوفير مساحات خضراء شاسعة، مع تعزيز مصايد الأسماك وتربية الماشية، ليكون له أثر مباشر على الأمن الغذائي ويرمم النظام البيئي في الربع الخالي، ويُحسن من نوعية المياه الجوفية.

• تنمية المساحات الزراعية من خلال تحلية المياه
• دعم تربية المواشي ومصائد الأسماك
• تحسين جودة المياه الجوفية على المدى الطويل

من الجانب الاقتصادي، من المتوقع أن تخلق قناة الملك سلمان آلاف الفرص الوظيفية في مجالات متعددة تشمل الهندسة والطاقة والزراعة والسياحة، ما يعزز من تنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن الاعتماد على النفط، ويشجع على بناء اقتصاد مستدام وقوي.

حاليًا، يتقدم المشروع نحو مرحلة التنفيذ بعد دراسات مستفيضة، مع استثمارات متوقعة تتجاوز 3 تريليونات دولار، فيما تم الإعلان عن مشاريع بقيمة 1.25 تريليون دولار حتى الآن، ما يدل على الجدية الكبيرة في التحول الهندسي والتنموي للمملكة ضمن إطار رؤية 2030. إذا ما تحقق هذا المشروع الضخم، ستصبح قناة الملك سلمان علامة فارقة في تطوير المنطقة، وتحويل قلب الجزيرة العربية إلى مركز حضري وسياحي واقتصادي نابض بالحياة تعكس طموحات المملكة في المستقبل.