فهم التاريخ عنصر أساسى فى تشكيل الهوية الوطنية

شهدت مكتبة ديوان فرع مصر الجديدة، أمسية فكرية ثقافية، بمناسبة إطلاق كتاب “مستقبل علم المصريات” للدكتورة مونيكا حنا، بترجمة أحمد سنطاوي، وأدار النقاش النائبة الدكتورة جيهان زكي.

 في رحاب مكتبة ديوان مصر الجديدة.. اطلاق كتاب “مستقبل علم المصريات” 

وشهدت المناقشة طرحًا جريئًا حول ضرورة إعادة النظر في المصطلحات المستخدمة في دراسة التراث المصري.

وأكدت الدكتورة مونيكا حنا، على أهمية فصل علم الآثار عن قطاع السياحة، موضحة أن استخدام مصطلح “آثار” نفسه يحمل إرثًا استعماريًا يرسّخ فكرة أن هذه الموروثات تنتمي إلى الماضي فقط، مما يبرر الاستيلاء عليها. 

وقالت “حنا” في هذا السياق: “أنا مع فصل الآثار عن السياحة، وضد تسميتها بالآثار أصلًا، لأن هذا المصطلح يفصلها عن الخط الزمني الذي يربطها بالحاضر، بينما يجب أن يُنظر إليها كجزء من تراث ممتد، ويجب أن يكون لدينا هيئة أو وزارة للتراث، وليس للآثار فقط”.

كما تناولت الجلسة إشكالية اللغة ودورها في تشكيل الهوية الثقافية، وشدد المترجم أحمد سنطاوي على أهمية أن تُكتب هذه الأبحاث والكتب الأكاديمية بالعربية منذ البداية، بدلًا من انتظار ترجمتها من اللغات الأجنبية. 

وقال سنطاوي: “على قد ما الكتاب ده مهم ورسالته مهمة، بشوف أنه كمان مهم ليّ كشخص بينقل المعرفة، وأتمنى أنه في المستقبل يكون لدينا مساحة لكتابة الكتب الأكاديمية عن علم المصريات باللغة العربية مباشرةً”.

ومن جانبها، أكدت الدكتورة جيهان زكي على أن فهم التاريخ هو عنصر أساسي في تشكيل الهوية الوطنية، قائلة: “زي ما بنقول اللغة قوام الهوية، أنا بالنسبالي التاريخ قوام الهوية، والإنسان اللي يعرف تاريخ بلده هتلاقيه مختلف تمامًا في أحاديثه وتهذيب نفسه وصياغة أموره”.

وحظيت الفعالية بتفاعل واسع من الحضور، الذين ناقشوا قضايا مثل استرداد الآثار، وتصحيح المسار الأكاديمي لعلم المصريات، وضرورة تعزيز الوعي العام بأهمية التراث كمعرفة وليس مجرد مقتنيات مادية.

ويعد كتاب “مستقبل علم المصريات” خطوة جريئة نحو إعادة النظر في السرديات التقليدية وإعادة ملكية هذا العلم إلى مصر وأهلها، ويتوفر الكتاب الآن في جميع المكتبات.

close