تفاصيل التحول المهني لدى 48٪ من جيل «زد» اليوم: هل تضعهم الوظائف المتعددة في مواجهة تهديدات سيبرانية حقيقية؟

يعمل نحو 48٪ من جيل «زد» في أكثر من وظيفة في الوقت ذاته، مما يخلق تحديات ومخاطر جديدة في مجال الأمن السيبراني مرتبطة بأسلوب «تعدد الوظائف» الذي يزداد انتشاره بين هذه الفئة الشابة. فمع كل وظيفة إضافية يزداد عدد البيئات الرقمية والأدوات المستخدمة، ما يزيد من فرص التعرض للهجمات السيبرانية وسرقة البيانات.

كيف يؤثر تعدد الوظائف على مخاطر الأمن السيبراني لدى جيل «زد»

أسلوب تعدد الوظائف لدى جيل «زد» يعني التفاعل المكثف مع بيئات رقمية متنوعة، تشمل البريد الإلكتروني، وتطبيقات إدارة المشاريع، وأدوات التواصل التي قد تتجاوز العشرات في بعض الحالات؛ مثل Microsoft Teams، وZoom، وSlack، وOutlook، وغيرها من البرامج التي يستخدمها أصحاب أكثر من وظيفة. تزداد فرص التعرض لهجمات الاحتيال من خلال رسائل تصيد مباشر، أو روابط مزيفة، أو برامج خبيثة مخفية ضمن دعوات تقويم إلكترونية أو محادثات ضمن التطبيقات، وهو ما يصعب اكتشافه بسهولة بسبب تداخل الأدوات والمهام المختلفة. فكل إضافة جديدة تعني فتح مجال واسع للانتهاكات الإلكترونية، ما يجعل المستخدمين أكثر عرضة للقرصنة والهجمات الموجهة التي تستغل الطبيعة متعددة الوظائف للعمل.

الإحصائيات والتقارير حول هجمات الأمن السيبراني على جيل «زد» متعدد الوظائف

كشف تقرير حديث صادر عن شركة كاسبرسكي أن الفترة بين النصف الثاني من 2024 والنصف الأول من 2025 شهدت أكثر من 6 ملايين هجوم إلكتروني متنكرين كبرامج عمل أو محتوى مرتبط بأكثر من 20 تطبيقًا شهيرًا في بيئات العمل. أبرز هذه التطبيقات المستهدفة كانت Zoom بعدد 3,849,489 هجمة، تلتها Microsoft Excel بحوالي 835,179 هجمة، وOutlook 731,025، وOneDrive 352,080، وMicrosoft Teams 151,845 محاولة هجوم. كما أصبح جيل «زد» مستهدفًا بشكل متزايد عبر منصات التوظيف الرقمية مثل LinkedIn وFiverr وUpwork حيث ظهرت أكثر من 650,000 محاولة تصيد احتيالي على صفحات مزيفة تربط بفرص عمل وهمية، مستغلين سرعة وتكرار البحث عن الوظائف الحرة.

التحديات الأمنية الناتجة عن تعدد الوظائف وكيفية تفاديها

يتعامل جيل «زد» الذي يعمل في عدة وظائف مع بيئات متداخلة في الوقت والوسائل، مما يعزز احتمالية الوقوع في أخطاء أمنية بسبب:

  • استخدام كلمات مرور مكررة أو بسيطة تُمثل نقطة ضعف لاقتحام الحسابات
  • خلط الحياة المهنية مع الشخصية عبر استخدام نفس الجهاز دون فصل بين البيئات
  • تثبيت برامج غير مرخصة أو إضافات خارجية تزيد من ثغرات الأمان المعروفة باسم Shadow IT
  • التعرض لهجمات تصيد احتيالي عبر رسائل مزيفة تعرض عقودًا أو فرص عمل تطلب الدخول لصفحات غير رسمية

تتفاقم هذه المخاطر مع اعتماد بعض المؤسسات على مبدأ «أحضر جهازك الشخصي» BYOD، ما يجعل تأمين بيانات الدخول وإدارة الأجهزة عن بعد أكثر تحديًا، إذ يمكن لاختراق حساب واحد أن يؤدي إلى تأثيرات أوسع على بيانات الشركات والمشاريع الخاصة.

يُحذر خبراء الأمن مثل إيفجينى كوسكوف من أن التداخل بين تعدد المهام الرقمية والحياة الشخصية يزيد الضغط الذهني، ما يجعل الأخطاء الأمنية أمرًا حتميًا نتيجة كثرة التنقل بين منصات وبرامج متعددة، وهو ما قد يتسبب في إرسال ملفات خاطئة، أو تجاهل رسائل تصيد احتيالي أو سوء إعدادات الصلاحيات، مع ما تتركه هذه الأخطاء من تبعات خطيرة على خصوصية البيانات والأنظمة.

يبقى التحدي الأكبر لعمل جيل «زد» في أكثر من وظيفة يكمن في تنسيق استخدام الأدوات الرقمية بشكل آمن ووعي كافٍ بمخاطر الأمن السيبراني حتى يتمكنوا من الاستفادة من مزايا تعدد الوظائف دون الوقوع في الفخاخ الإلكترونية.