تشهد المملكة العربية السعودية تحضيرات لمحادثات أميركية روسية يُفترض أن تُعقد خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد الاتصال الذي جرى بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام، واتفقا خلاله على عقد قمة في السعودية يشارك فيها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وذكرت صحيفة كوميرسانت الروسية أن محادثات بشأن أوكرانيا بمشاركة وفد روسي من المتوقع أن تبدأ يوم الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض. وأُفيد بأن مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط ستيف ويتكوف كان يُفترض أن يتوجه إلى السعودية، في وقت متأخر الأحد، برفقة مستشار الأمن القومي مايك والتس، لإجراء محادثات حول كيفية إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها لقناة «فوكس نيوز»، في أول تأكيد رسمي بإجراء المحادثات.
وقال ويتكوف عن الزيارة، في حديثه للقناة الإخبارية الأميركية: «سأتوجه الليلة… سأسافر إلى هناك مع مستشار الأمن القومي، وسنعقد اجتماعات، بتوجيهات من الرئيس، وآملُ، في حقيقة الأمر، أن نحرز تقدماً جيداً».
كذلك، بدأ وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف زيارة إلى السعودية، الأحد، قبل المحادثات المرتقبة، وتحدّث سيلوانوف، في مؤتمر العلا لاقتصادات الأسواق الناشئة، الذي تنظمه وزارة المالية السعودية وصندوق النقد الدولي.
وقال عضو بالكونغرس الأميركي ومصدر مطلع إن مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا سيلتقون في السعودية، خلال الأيام المقبلة؛ لبدء محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب التي تخوضها موسكو، منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، في أوكرانيا.
وأجرى سيلوانوف، والنائب الأول لرئيس الوزراء الروسي دنيس مانتوروف، ورئيسة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا، محادثات مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، السبت.
وأكد سيلوانوف، في كلمةٍ ألقاها بإحدى الفعاليات، استعداد روسيا لإعادة هيكلة ديون الدول الأجنبية. وقال: «على مدار السنوات 25 الماضية، أعدنا هيكلة ديون 22 دولة، بقيمة تُقارب 30 مليار دولار. وأعدنا هيكلة مبلغ مماثل من خلال اتفاقيات ثنائية».
وستكون المحادثات المقبلة في السعودية من بين المناقشات الأولى رفيعة المستوى المباشرة بين مسؤولين روس وأميركيين منذ سنوات، وتهدف إلى التحضير لقمة بين الرئيسين الأميركي والروسي، بمشاركة ولي العهد السعودي.
وعبَّر زعماء أوكرانيون ومسؤولون في دول أوروبية أخرى علناً عن شعورهم بالإحباط، بعد استبعاد المسؤولين الأميركيين لهم من بعض المفاوضات مع الروس. ويقول المسؤولون الأوكرانيون إنهم لم يتلقّوا دعوة لحضور الاجتماع المرتقب في السعودية، وإنهم لن يكونوا مُلزَمين بأي اتفاق ينتج عن أي حوار هناك.
ورفض ويتكوف فكرة استبعاد الأوكرانيين من المحادثات مع الروس.
وأشار، في المقابلة التي أجرتها معه قناة «فوكس نيوز»، إلى أن مسؤولين أوكرانيين اجتمعوا مع عدد من كبار المسؤولين الأميركيين، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، في مطلع الأسبوع، لكنه لم يذكر أن الأوكرانيين تلقّوا دعوة لحضور المحادثات في السعودية. وقال ويتكوف: «لا أعتقد أن الأمر يتعلق باستبعاد أي شخص… في الواقع، الأمر يتعلق بإشراك الجميع».
«تركيز على السلام»
بدوره، قال «الكرملين»، الأحد، إن أهمية المكالمة الهاتفية الأخيرة بين الرئيسين بوتين وترمب تكمن في أن موسكو وواشنطن ستتحدثان، الآن، عن السلام وليس عن الحرب. وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في مقطع مصوَّر: «هذه إشارة قوية على أننا سنحاول، الآن، حل المشكلات من خلال الحوار… الآن سنتحدث عن السلام، وليس عن الحرب». وأوضح بيسكوف أن الاجتماع الأول بين بوتين وترمب ستكون له أهمية خاصة، بالنظر إلى الظروف الحالية، مضيفاً أن العقوبات الغربية لن تشكل عائقاً أمام المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة، إذ يمكن «رفعها بالسرعة نفسها التي فُرضت بها».
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف، ونظيره الأميركي ماركو روبيو، تحدّثا هاتفياً، السبت، وناقشا الوضع في أوكرانيا، واتفقا على إزالة «العوائق» التي فرضتها الإدارة الأميركية السابقة.
«إزالة العوائق»
وذكرت الوزارة، في بيان، أن لافروف وروبيو اتفقا، خلال المكالمة التي بادر بها الجانب الأميركي، على العمل لاستعادة «الحوار القائم على الاحترام المتبادل»؛ تماشياً مع النهج الذي حدَّده الرئيسان. كما اتفقا على مواصلة الاتصالات لحل المشكلات في العلاقات الثنائية؛ «بهدف إزالة العوائق أحادية الجانب التي تُعرقل التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري المتبادل التي خلفتها الإدارة السابقة». ولم يتضح على الفور ماهية العوائق المحددة التي جرت مناقشتها.
وفرضت الولايات المتحدة، في ظل إدارة الرئيس السابق جو بايدن وحلفاء كييف في جميع أنحاء العالم، موجات من العقوبات على موسكو، قبل ثلاث سنوات، بسبب غزوها أوكرانيا؛ بهدف إضعاف الاقتصاد الروسي، والحد من قدرة الكرملين على مواصلة الحرب.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن روبيو أكد، في الاتصال، التزام ترمب بإيجاد حل لإنهاء الصراع في أوكرانيا. وأضافت الوزارة، في بيان: «بالإضافة إلى ذلك، ناقشنا إمكانية التعاون المشترك في عدد من القضايا الثنائية الأخرى»، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وقالت الوزارة، في بيان: «عبَّر الجانبان عن استعدادهما المتبادل للتفاعل بشأن القضايا الدولية المُلحّة؛ بما في ذلك التسوية بشأن أوكرانيا، والوضع المتعلق بفلسطين، والشرق الأوسط بوجه عام، وغيره من الاتجاهات الإقليمية».
وتحدّث ترمب وبوتين، لأكثر من ساعة، يوم الأربعاء الماضي، في أول اتصال مباشر على مستوى الرؤساء، منذ أن أجرى بوتين اتصالاً مع الرئيس الأميركي السابق بايدن، قبل وقت قصير من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وقالت «الخارجية» الروسية أيضاً إن لافروف وروبيو ناقشا كيفية تحسين الشروط اللازمة لعمل البعثات الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة على نحو سريع. وذكرت الوزارة، في بيانها، أن خبراء سيجتمعون قريباً «للاتفاق على خطوات محددة لإزالة العقبات المتبادلة التي تُعرقل عمل البعثات الروسية والأميركية في الخارج».
كييف قلقة
في المقابل، رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا تستعد «لشنّ حرب» ضد حلف شمال الأطلسي الضعيف، إذا قلّص الرئيس دونالد ترمب الدعم الأميركي للتحالف. وفي مقابلة مع قناة «إن بي سي»، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن، قال زيلينسكي إن لدى ترمب نفوذاً لدفع فلاديمير بوتين إلى مفاوضات وقف إطلاق النار بشأن أوكرانيا، لكنه حذَّر من أنه لا ينبغي أبداً الوثوق بالزعيم الروسي. وذكر زيلينسكي، في المقابلة التي بُثّت، الأحد: «نعتقد أن بوتين سيشن حرباً ضد حلف شمال الأطلسي». وعَدَّ أن بوتين ربما ينتظر «إضعاف حلف شمال الأطلسي»، والذي قد ينجم عن احتمال «أن تفكر الولايات المتحدة في سحب جيشها من أوروبا».
وقال الرئيس الأوكراني إن روسيا ستنتقل بسرعة إلى وضع التوسع الإقليمي. وأضاف: «لا أعرف (ما إذا) كانوا يريدون 30 في المائة من أوروبا أو 50 في المائة، لا أعرف، لا أحد يعرف، لكن سيكون لديهم هذا الاحتمال». وعكست مقابلته مع شبكة «إن بي سي» تصريحاته في مؤتمر ميونيخ، السبت، عندما دعا لإنشاء جيش أوروبي، معتبراً أن القارة لم تعد قادرة على الاعتماد على واشنطن.
وقال زيلينسكي، في مؤتمر ميونيخ: «لا يمكننا استبعاد احتمال أن تقول أميركا: لا لأوروبا، بشأن قضايا تهددها». وأضاف: «أعتقد حقاً أن الوقت حان. يتعين إنشاء قوات مسلَّحة لأوروبا».
وطُرحت فكرة إنشاء قوة قارية مشتركة منذ سنوات دون أن تكتسب زخماً، ومن غير المرجح أن يغيّر مسعى زيلينسكي التوازن.
رجل مباراة الأهلي وطلائع الجيش في الدوري المصري
«الداخلية»: ضبط 22,663 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع - أخبار السعودية
محمود محيي الدين: الاقتصاد العالمي أمام تحديات معقدة وفرص جديدة للتنمية المستدامة
مران الأهلي | الفريق يختتم استعداداته لسموحة.. وعودة كهربا
فيديو | بعد ارتباك دفاعي.. ديمبلي يسجل هدف باريس سان جيرمان الأول أمام ليفربول
مصر وزامبيا تبحثان تعزيز التعاون في مجالات الزراعة وتعظيم الاستثمارات والثروة السمكية
تفاصيل معرض "استيولا" لـ صالحة المصري
أحمد بلال: الزمالك أبعد ما يكون عن التتويج بالدوري
وزير الإعلام: «إكسبو 965» يوفر بيئة حاضنة للإبداع
"برابط مباشر" .. شروط التقديم على وظائف وزارة الصحة 1446 في السعودية| وموعد انتهاء التسجيل