افتتح المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2025 بـ 22 منصة تفاعلية… هل تعرف كيف تستفيد منها؟

تشكل فعاليات الدورة الرابعة عشرة من «المنتدى الدولي للاتصال الحكومي» في الشارقة حدثًا محوريًا يناقش توسيع وظائف الاتصال لضمان الاستدامة وتحقيق جودة حياة أفضل للأجيال القادمة، وتقام الفعاليات خلال 10 و11 سبتمبر المقبل في مركز «إكسبو الشارقة» عبر 22 منصة تفاعلية متنوعة تقدم رؤية شاملة لكيفية تعزيز دور الاتصال الحكومي في مجالات الأمن الغذائي والصحة والتعليم والاستدامة البيئية والاقتصاد الأخضر.

دور الاتصال الحكومي في تحقيق الأمن الغذائي المستدام

يعتبر الأمن الغذائي من الركائز الأساسية التي يرتكز عليها الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، ويعرض المنتدى كيف يساهم الاتصال الحكومي في بناء وعي مجتمعي مستدام حول الغذاء، من خلال تحفيز اعتماد أنظمة زراعية مبتكرة وتقنيات حديثة تحافظ على الموارد الطبيعية وتدعم التنوع البيولوجي؛ حيث تشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 670 مليون شخص قد يعانون من سوء التغذية بحلول عام 2030، بينما يوجد حالياً نحو 258 مليون يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد. وبناءً عليه، تبرز أهمية وضع استراتيجيات اتصال فعّالة تربط بين التوعية والقرارات الحكومية، لتحويل الرسائل إلى أدوات فاعلة تغير الواقع.

كيفية تحويل الأزمات الصحية عبر استراتيجيات الاتصال الحكومي

يلعب الاتصال الحكومي دورًا فاعلًا في تحويل الأزمات، خصوصًا الصحية منها، إلى فرص لبناء مجتمعات أكثر وعيًا وقدرة على الاستجابة، عبر إطلاق حملات اتصالية تعالج تداعيات انعدام الأمن الغذائي والفجوات الاقتصادية والاجتماعية؛ فحسب منظمة الصحة العالمية، ترتبط نحو 45% من وفيات الأطفال دون سن الخامسة بسوء التغذية، ما يؤكد الحاجة الماسة إلى تفعيل دور الاتصال في تخفيف هذه الآثار وتقديم دعم مستدام للمجتمعات المتضررة عبر رسائل متكاملة وواضحة.

هندسة الاستراتيجيات الاتصالية لتعزيز جودة الحياة

تشدد علياء السويدي، مديرة المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، على أن المنتدى يعزز مفهوم الاتصال كعنصر جوهري في صياغة الاستراتيجيات وقيادة التغيير الإيجابي، حيث يتيح الاتصال الحكومي بناء علاقات تفاعلية بين الحكومة والمجتمع ترتكز على الشفافية والثقة والتمكين؛ ومنذ انطلاقه في 2012، أصبح المنتدى منصة فكرية إقليمية ودولية تجمع صنّاع القرار والخبراء لتبادل الأفكار وصياغة نماذج اتصال مبتكرة تستند إلى المعرفة والخبرة، بهدف مواجهة التحديات العالمية وتحقيق جودة حياة أفضل للجميع.

التعليم كوسيلة اتصال استراتيجية لتمكين الأجيال القادمة

يعتبر التعليم أحد أبرز وسائل الاتصال التي يستعرضها المنتدى كجسر لتحقيق التنمية المستدامة وترسيخ مهارات المستقبل، من خلال تطوير المناهج التي ترتبط بالزراعة المستدامة والتكنولوجيا الحديثة، والنهوض بالسلوكيات الحضرية عبر حملات توعوية تروج لخفض الهدر وإعادة التدوير والعيش وفق مفاهيم بيئية مسؤولة؛ إذ تهدر البشرية نحو 1.3 مليار طن من الغذاء سنويًا، ما يعادل 31% من الإنتاج العالمي، بينما يعاني الملايين من الجوع والحاجة إلى تفعيل هذه الجهود.

السرد الحكومي كأداة بناء وعي وإنسانية التواصل

يركز المنتدى على مفهوم السرد الحكومي باعتباره أداة مؤثرة لإيصال المعلومات وبناء وعي مجتمعي جديد، يعزز العلاقة بين الحكومات والجمهور عبر روايات تشاركية تنطلق من واقع احتياجات الناس وتخاطبهم بلغة إنسانية؛ وتبرز أهمية هذا السرد في ملفات مثل الهدر الغذائي والتغير المناخي، حيث يعمل كوسيلة إقناع لتغيير السلوك وتحفيز التغيير الثقافي والاجتماعي.

الاقتصاد الأخضر ودوره في استدامة جودة الحياة

يناقش المنتدى الفرص التي يقدمها الاقتصاد الأخضر لتعزيز الأمن الغذائي وجودة الحياة، من خلال سياسات حكومية وشراكات مع القطاع الخاص تعتمد ممارسات زراعية وتقنيات تقلل الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 30% بحلول 2050؛ وتشير دراسات الأمم المتحدة إلى أن كل دولار يُستثمر في الزراعة المستدامة يعود بفوائد اقتصادية واجتماعية تصل إلى 2.5 ضعف، إضافة إلى إمكانية توفير 24 مليون وظيفة عالمياً بحلول عام 2030، مما يعكس الدور الحيوي للاتصال الحكومي في دعم هذا التحول.