هل ستشهد أسعار الذهب هبوطاً أكبر؟ تعرف على المخاطر القادمة اليوم

دخل التداول العرضي في السوق مرحلة دقيقة تتحدد إما بالتجميع أو التصريف، وهاتان الحالتان هما السبب الرئيسي وراء خسارة أكثر من 70% من المتعاملين في الذهب الذين يصرون على الشراء دون فهم دقيق لحركة السعر، فتتشابك المنافسة بين السوق وصانع السوق (الحوت) وصغار المتداولين داخل هذه المناطق، ما يضاعف من المخاطر الحالية على الذهب.

كيف تؤثر الرسوم الجمركية على سعر الذهب في الأسواق الحالية

شهدت القوانين المتعلقة بالرسوم الجمركية تطبيقًا فعليًا منذ بداية أغسطس، مع استثناءات تخص أوروبا والصين، إذ لا تزال المفاوضات جارية مع هاتين القارتين، وقد أكد الرئيس ترامب عدم نيته تعديل الرسوم المفروضة حاليًا، معتبرًا أن المعدلات المحددة في المرحلة الراهنة هي النهائية، في حين تبقى الصورة ضبابية في الأسواق بسبب هذه الرسوم المتشابكة، رغم احتياج السوق الملح لخفض الفائدة، إذ يُنتظر أن يؤدي التوصل إلى اتفاق مع الصين وأوروبا إلى استقرار وتحسن ملحوظين.

تحليل اقتصاديات السوق: الرسوم الجمركية وتأثيرها على التضخم وخفض الفائدة

ترتفع معدلات التضخم بوتيرة ثابتة تصل إلى 2.2%، وهو مستوى بعيد عن هدف الفيدرالي الأمريكي الذي يستهدف ملف خفض الفائدة عند معدل 2% أو أقل، وتبلغ توقعات المتخصصين أن الانخفاض يبدأ عند 1.5%، مع تحسن تدريجي بطيء للنمو الاقتصادي مصحوبًا باستقرار معدل البطالة وارتفاع عوائد السندات، ما يدفع السوق للتشوق لخفض الفائدة، غير أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، يرفض هذه الخطوة بسبب غموض مستقبل الرسوم الجمركية، إذ من شأن فرضها أن يرفع التضخم ويربك خطط خفض الفائدة، وبالتالي يؤخر الحل.

أسباب تعنت جيروم باول في خفض الفائدة وسط حالة التعطش الاقتصادي

يظهر سوق الذهب حالة من التعطش لخفض الفائدة تعبيرًا عن رغبة المستثمرين في دفع الاقتصاد للتوسع رغم ضعف النمو والركود الطفيف القابل للتصحيح، وبالرغم من ذلك، يبقى باول متحفّظًا بسبب مخاطر التضخم المرتفع الذي قد ينجم عن تطبيق الرسوم الجمركية الذي يرفع أسعار السلع، مهددًا بحدوث ركود تضخمي يصعب معالجته، وهذا السبب الرئيسي الذي يجعله يحافظ على سيطرة الفيدرالي وأدواته لمواجهة التحديات الاقتصادية المحتملة، بينما يظل ترامب متمسكًا بسياساته الجمركية كوسيلة ضغط سياسية واقتصادية تهدف إلى تحقيق مكاسب داخلية وخارجية رغم تأثيرها التضخمي.

التحليل الفني لسعر الذهب: توقعات وتصحيحات ضرورية

يُظهر التاريخ الإحصائي لحركة سعر الذهب أن أغسطس يشهد عادة تصحيحًا عنيفًا يتبعه صعود ثابت في أكتوبر، كما تتركز أوامر الشراء بشكل كبير عند مستوى 3200 دولار، والسعر لم يُنهِ بعد الموجة الخامسة وفق نموذج إليوت التي تستهدف 3700 دولار، وتُبين نماذج التوزع الاحتمالي أن التذبذب داخل نطاق 200 دولار يعكس حالة عدم وضوح اتجاه للسعر، ما يجعلنا مترقبين لتصحيح محتمل يصل إلى مستويات 3100-3200 دولار، وإلا يُحتمل ارتفاع السعر نحو 3500 دولار كحد أقصى، والذي بدوره سيمنح الذهب الدافع لاستهداف 3700 دولار والإغلاق عند 3800 دولار بنهاية العام، ثم الاستقرار بين 3500 و3600 دولار.

تتعدد التوصيات والتوقعات خلال هذه المرحلة العالمية المضطربة، ويجب الحذر الشديد من الانجرار وراء آراء متضاربة قد تسبب خسائر جسيمة، لذا تبقى العقلانية هي المفتاح الذي يوضح الرؤية وسط هذه الفوضى المستمرة والتقلبات الشديدة التي يتعرض لها سوق الذهب.