تراجع مصيري في حرب الخليج الثانية بسبب أخطاء استراتيجة كارثية.. ماذا حدث للمنطقة العربية في 05/08/2025؟

شهدت المنطقة العربية كارثة كبرى بعد غزو العراق للكويت عام 1990، حيث شكلت حرب الخليج الثانية منعطفًا دراماتيكيًا غيّر موازين القوى والسياسة في الخليج بعمق، ولا زالت آثارها تمتد حتى اليوم، خاصة مع ترسخ الوجود الأمريكي في المنطقة الذي بدأ آنذاك ويستمر حتى الآن.

الأخطاء القاتلة في حرب الخليج الثانية وتأثيرها على الاستقرار العربي

حكمت “الأخطاء القاتلة في حرب الخليج الثانية” بقلم جمال كمال على نتائج الصراع الذي اندلع بعدما قرر صدام حسين غزو الكويت؛ حيث يعرض الكتاب تحليلًا مفصلاً لهذا الحدث من منظور استراتيجي يعكس اختلالات فادحة في الحسابات العربية والدولية. يوضح الكاتب كيف أن القيادة العراقية كانت متوهّمة بقوتها بعد الحرب مع إيران، مما دفعها لاتخاذ قرار الغزو دون تقدير دقيق لتوازن القوى الإقليمي والدولي، وهذا ما أدى إلى كارثة استراتيجية هدّدت الأمن العربي وفتحت الباب أمام تدخل أجنبي واسع في الخليج.

انقسام المواقف العربية واستدعاء القوة الأجنبية في حرب الخليج الثانية

انقسمت الدول العربية في مواجهة حرب الخليج الثانية، حيث أدانت مصر والسعودية وسوريا الغزو وشاركت في تحالف دولي لطرد العراق، في حين تبنّت جهات أخرى مواقف متباينة، وبدت بعض الأطراف صامتة أو مؤيدة لبغداد مثل منظمة التحرير الفلسطينية واليمن والسودان، مما أفقد العمل العربي المشترك تماسكه وفضح هشاشة النظام الإقليمي. جاء ذلك تزامنًا مع استدعاء دول الخليج الولايات المتحدة وحلفاءها لحماية المنطقة من التمدد العراقي؛ ما عكس تحوّلًا جذريًا في أمن الخليج، مبنيًا على الاعتماد شبه الكلي على القوى الغربية، وهو ما وصفه جمال كمال بأنه تسليم واضح بمفاتيح الأمن للغير ونقطة لا عودة عنها في العلاقة العربية – الأمريكية.

دور الإعلام والكارثة الإنسانية في تداعيات حرب الخليج الثانية

برز الإعلام كأحد ساحات المعركة الغير معلنة خلال حرب الخليج الثانية، إذ استُخدم لتهيئة الرأي العام الدولي من خلال حملات تضليلية، أشهرها مزاعم “الممرضات الكويتيات والأطفال المسحوبين من الحاضنات”، التي ساهمت في تبرير التدخل العسكري، لكنّها ثبت لاحقًا زيفها. من جهة أخرى، خلف الحصار الاقتصادي والدمر التي تعرضت لها البنى التحتية العراقية آثارًا إنسانية مدمرة، أدت إلى تدهور الصحة والتعليم والخدمات الأساسية، وجعلت من العراق دولة مشلولة لسنوات طويلة. ولا يغفل الكاتب نقد الدور السلبي للأمم المتحدة، التي استُغلت كأداة مساندة للهيمنة الأمريكية، مما عمّق من معاناة الشعب العراقي وحبس العراق في عزلة سياسية واقتصادية مستمرة.

البند الأثر
الغزو العراقي للكويت انهيار الأمن الإقليمي وتصعيد الأزمة السياسية
الانقسام العربي تفتت العمل العربي المشترك وتراجع القوة الإقليمية
الاستدعاء الأمريكي لقوات الخليج ترسيخ الوجود الأمريكي وتأمين الهيمنة على المنطقة
الحصار والعقوبات الاقتصادية تدهور البنى التحتية وزيادة المعاناة الإنسانية
الدور الإعلامي التلاعب بالرأي العام وتبرير التدخلات العسكرية

لقد كشفت حرب الخليج الثانية عن هشاشة الاستراتيجيات العربية في التعامل مع الأزمات الكبرى، ما فتح المجال لتغييرات جوهرية في وضع المنطقة، حيث أدت الأخطاء الكبرى في التصرفات إلى تراجع النفوذ العربي، وترسيخ الهيمنة الأجنبية. يظل هذا الحدث نموذجًا درّس بوضوح أن الحسابات الاستراتيجية غير الدقيقة، والتناقضات الداخلية، والاعتماد المفرط على القوى الخارجية، يمكن أن تجرّ المنطقة إلى أزمات متكررة ومعقدة تؤثر على استقرارها الأمني والسياسي لعقود.