تصاعد الشكوك حول مستقبل “تيك توك” في مصر بعد فرض الحظر.. هل ينجو التطبيق؟

حظر تطبيق تيك توك في مصر أصبح موضوعًا يثير الكثير من الجدل والتساؤلات حول مصيره ومستقبله داخل البلاد، لا سيما بعد الحملة الأمنية التي استهدفت بعض مستخدميه لنشرهم محتوى يخالف الآداب العامة، وهو ما دفع للبحث عن الحلول التقنية والقانونية الممكنة لتنفيذ الحظر بشكل فعّال.

خطوات فنية وقانونية لإنجاح حظر تطبيق تيك توك في مصر

يشير خبير تكنولوجيا المعلومات محمود فراج إلى أن حظر تطبيق تيك توك في مصر من الناحية الفنية ممكن لكنه معقد، يتطلب تنسيقاً دقيقاً بين مزودي خدمات الإنترنت وشركات الاتصالات، من خلال حجب نطاقات وعناوين التطبيق الإلكتروني داخل البلاد، إلا أن هذه الطريقة وحدها قد لا تحقق التأثير المرجو، بسبب توافر تطبيقات وكلمات مرور تمكن المستخدمين من كسر الحجب بسهولة.
ويضيف فراج أن الإجراء الفني لا يكفي دون وجود إطار قانوني متين يصدر عن الجهات المعنية مثل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، مع متابعة مستمرة لكشف أي محاولات للتحايل على الحظر واستغلال الثغرات التقنية، مما يجعل تطبيق تيك توك في مصر تحت مراقبة قانونية صارمة وفعالة.
ويشدد على أن مواجهة التأثير السلبي للتطبيقات لا يكون فقط بالتحكم التقني، بل يتطلب زيادة الوعي الرقمي ووضع ضوابط واضحة وتحسيس المستخدمين حول الاستخدام الآمن والهادف لتطبيق تيك توك.

انتشار مستخدمي تطبيق تيك توك وتأثيره العالمي

أظهرت بيانات حديثة أن عدد مستخدمي تطبيق تيك توك قد وصل إلى نحو 1.59 مليار مستخدم نشط شهريًا، مما يجعله من أكثر منصات التواصل الاجتماعي انتشارًا على مستوى العالم، حيث يحتل المرتبة الخامسة بين تلك المنصات.
وفي الولايات المتحدة وحدها، تجاوز عدد مستخدمي تطبيق تيك توك 135 مليون مستخدم، مما يعكس الشعبية الكبيرة للتطبيق، كما بلغت إيراداته خلال عام 2024 نحو 23 مليار دولار أمريكي، بنمو سنوي يقدر بنسبة 42.86% مقارنة بالعام السابق.
ويُعد تيك توك أول تطبيق غير مخصص للألعاب يتخطى حاجز 6 مليارات دولار من عمليات الشراء داخل التطبيق، مما يبرز قوة تأثيره في مجالات التجارة الرقمية والإعلانات، ويؤكد مدى حرص المستخدمين على التفاعل والمشاركة في محتوى التطبيق المتنوع.

التحديات التي تواجه تطبيق تيك توك في مصر والعالم

لا يقتصر الهجوم على تطبيق تيك توك في مصر فقط، إذ يتعرض لحملات انتقادات واسعة على مستوى العالم، مثلما حدث في ولاية يوتا الأمريكية، التي رفعت دعوى قضائية تتهم التطبيق بالسماح بسوء استغلال ميزة البث المباشر، والتي أدت إلى انتهاكات بحق الأطفال والمراهقين، بحسب ما ذكرته صحيفة “ذا جارديان”.
وأوضحت التحقيقات أن هناك أشخاصًا بالغين دفعوا أموالاً لمراهقين مقابل أداء محتوى غير مناسب عبر البث المباشر، إلى جانب استغلال التطبيق لأغراض غير قانونية مثل غسل الأموال، وتهريب المخدرات، وتمويل الجماعات الإرهابية.
واشتملت الدعوى على اتهامات بأن تيك توك يستغل القاصرين لتحقيق مكاسب مالية كبيرة، حيث كشفت وثائق داخلية عن علم الإدارة المبكر بهذه الانتهاكات دون اتخاذ خطوات فاعلة للحد منها.
وأكد المدعي العام شون رييس أن استخدام التطبيق يؤثر سلبًا على صحة المراهقين النفسية، ويتسبب في زيادة حالات الاكتئاب والعزلة، بالإضافة إلى رفع مخاطر التعرض للاستغلال أو التفكير في الانتحار، وهو ما يجعل الحاجة إلى قوانين صارمة وتنظيمات ملحة ضرورية للحد من انتشاره وتأثيره في مصر والعالم.