قفزة تاريخية في التبادل التجاري بين الإمارات وروسيا تصل إلى 42.2 مليار درهم: ما أبرز المجالات المتأثرة؟

تُعد دولة الإمارات مركزًا رئيسًا لانسيابية المنتجات الروسية نحو أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تعززت العلاقات الاقتصادية بين الإمارات وروسيا خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، مع ارتفاع حجم التجارة والاستثمارات المتبادلة بصورة متسارعة، واستغلال فرص التعاون في مجالات متقدمة كالذكاء الاصطناعي والاقتصاد الدائري، مما يعكس الطموحات التنموية المشتركة للبلدين.

تنامي صادرات الإمارات وانسيابية المنتجات الروسية في الأسواق الإقليمية

شهدت صادرات الإمارات إلى السوق الروسي ارتفاعًا كبيرًا، حيث ارتفع معدل الصادرات السنوي من 1.1 مليار درهم في 2019 إلى نحو 3 مليارات درهم في 2024، مما يدل على ثقة قوية في المنتجات الإماراتية، خاصة مع تعزيز الإمكانات اللوجستية والتجارية للإمارات؛ الأمر الذي ساعدها لأن تكون نقطة انطلاق رئيسة لتوزيع المنتجات الروسية في أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معتبرة كبوابة استراتيجية لإعادة تصدير المنتجات الروسية إلى العديد من الأسواق الإقليمية، كما أسهمت بيئة الاستثمار الجاذبة وقوانين التملك الكامل التي طُبقت مؤخرًا في جذب حوالي 4000 شركة روسية تعمل في قطاعات اقتصادية مختلفة، فضلًا عن تسجيل 647 علامة تجارية روسية ووجود 29 وكالة تجارية في الدولة، مما يعزز فرص التدفق التجاري ويؤكد موقع الإمارات كمركز رئيس لانسيابية المنتجات الروسية.

المشاريع الاستثمارية المشتركة بين الإمارات وروسيا وأثرها في الاقتصاد المحلي

يُقدر عدد المشاريع المشتركة في الإمارات وروسيا بنحو 400 مشروع قيد التشغيل والإنشاء، حيث يصل حجم الاستثمار الروسي في الإمارات إلى 17 مليار دولار، موزعة على قطاعات استراتيجية متنوعة كالأنشطة العقارية، حيث تجاوزت مشتريات الروس في سوق العقارات الإماراتية 6 مليارات دولار خلال العامين الماضيين، مع تزايد الطلب على العقارات خاصة في دبي، إلى جانب قطاعات تجارة الجملة والتجزئة، والإصلاح الصناعي، والاستثمار في المعلومات والاتصالات، والنقل والتخزين، والخدمات المالية والتعليم، مما يعكس التنوع الاقتصادي وفرص الربط بين السوقين. وفي المقابل، تحتل الإمارات موقعًا رياديًا بين الدول العربية في السوق الروسي، مع استحواذها على 80% من الاستثمار العربي هناك، مع تركيز خاص على قطاع الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، الذي يشهد تعاونًا واستثمارات متزايدة لتطوير حلول مستدامة في المجال.

تعزيز التعاون في قطاع الطاقة كركيزة أساسية للتكامل الاقتصادي بين البلدين

يُمثل قطاع الطاقة محورًا محوريًا للتعاون بين الإمارات وروسيا، نظرًا للدور القوي للإمارات في مجال الطاقة المتجددة ودورها العالمي في النفط والغاز، ولأن روسيا من أكبر الدول المصدرة للطاقة. تتركز الاستثمارات الإماراتية في السوق الروسي في إنتاج النفط والغاز، إلى جانب قطاع البتروكيماويات والبنية التحتية المرتبطة بالنقل البحري وتطوير الموانئ، كما تشمل مجالات الصناعات الأساسية وصناعة مكونات الطائرات، إلى جانب الاستثمارات العقارية وقطاع الإنشاءات والطيران التجاري. هذه الاستثمارات المتنوعة تدعم توسع التعاون الاقتصادي وتبادل الخبرات، مع استثمارات الإمارات التي تمتد أيضًا إلى الاتصالات والقطاع الصحي، مما يعزز التكامل الاقتصادي ويعطي زخماً ملحوظاً للعلاقات الثنائية على المستويات كافة.

حركة سياحية نشطة تعزز الروابط بين الإمارات وروسيا

تشهد حركة السياحة بين الإمارات وروسيا نشاطًا متزايدًا، حيث زار نحو مليوني سائح روسي الإمارات في 2024، مما يؤكد مكانة الدولة كوجهة بارزة ضمن منطقة الشرق الأوسط، بينما ارتفع عدد الرحلات الجوية من الإمارات إلى روسيا نحو 50% خلال العام ذاته، مدعومًا بالتسهيلات السياحية مثل الدخول بدون تأشيرة، وتحسن البنية التحتية للطيران، وزيادة عدد الناقلات العامة، مما يعكس نمواً واضحًا في التواصل السياحي بين الجانبين، ويعزز من فرص التعاون السياحي والتجاري بين البلدين بشكل مستدام.

المجال حجم الاستثمار الروسي في الإمارات (مليار دولار) أبرز الأنشطة
العقارات 6+ مشتريات عقارية، إنشاءات
تجارة الجملة والتجزئة غير محدد إصلاح المركبات، صناعات تحويلية
الطاقة النظيفة متزايد طاقة شمسية، طاقة رياح، هيدروجين أخضر
الخدمات المالية والتعليم متنوع أنشطة مالية، تعليم، تقنيات