تعرف على أندرو تولوش: العبقري الذي رفض عرض زوكربيرغ بقيمة 1.5 مليار دولار!

أندرو تولوش اختار الاستقلالية في مسيرته المهنية بعد رفضه عرضًا ضخمًا بقيمة 1.5 مليار دولار من مارك زوكربيرغ للانضمام مجددًا إلى ميتا، مفضلًا التفرغ لمشروعه الخاص كمؤسس مشارك لمختبر Thinking Machines Lab مع ميرا موراتي. هذه الخطوة تبرز اتجاهًا متزايدًا بين نخبة مهندسي الذكاء الاصطناعي نحو تأسيس شركات مستقلة تعنى بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الآمنة والمتقدمة بعيدًا عن قيود الشركات الكبرى.

مسيرة أندرو تولوش الأكاديمية والعملية في مجال الذكاء الاصطناعي

بدأت رحلة تولوش العلمية في جامعة سيدني، حيث تخرج بمرتبة الشرف الأولى وحصل على الميدالية الجامعية في الرياضيات، قبل أن ينهي دراساته العليا في جامعة كامبريدج بدرجة الماجستير في الإحصاء الرياضي، ثم نال الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا في بيركلي. عمل لمدة 11 عامًا في ميتا، حيث كان له دور أساسي في تطوير إطار العمل “باي تورش” الذي أصبح حجر الزاوية في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. ثم انتقل إلى OpenAI في 2023 ليساهم في تحسين نماذج GPT-4 قبل الانطلاق نحو تأسيس Thinking Machines Lab. تُظهر هذه المسيرة التزام تولوش العميق بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة والمبتكرة.

رؤية مختبر Thinking Machines Lab لتطوير الذكاء الاصطناعي الآمن والمتقدم

يهدف Thinking Machines Lab بقيادة تولوش وميرا موراتي إلى ابتكار أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر أمانًا وقابلة للفهم، تتكيف مع احتياجات المستخدمين المتنوعة على نطاق عالمي، مع التركيز على الشفافية والسلامة. رغم أن المختبر لا يزال في بداية طريقه، إلا أنه جمع تمويلاً تأسيسيًا بقيمة ملياري دولار من مستثمرين بارزين مثل Andreessen Horowitz وNvidia وGoogle Cloud. ويضم المختبر فريقًا من الخبراء المنتمين لأكبر شركات الذكاء الاصطناعي مثل DeepMind وAnthropic وOpenAI، مما يعزز قدرته على المنافسة على صدارة تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

رفض أندرو تولوش عرض مارك زوكربيرغ والتزامه بمشروع Thinking Machines Lab

قدم مارك زوكربيرغ عرضًا شخصيًا لتولوش بعقد مدته ست سنوات يصل إلى 1.5 مليار دولار، ضمن خطة لتعزيز قسم “الذكاء الفائق” في ميتا، لكن تولوش رفض العرض محافظًا على استقلاليته ورؤيته طويلة المدى. أثار هذا الرفض إعجاب الكثير من الباحثين ومتابعي الصناعة، إذ اعتبروه مثالاً نادرًا على التمسك بالمبادئ في عالم يهيمن عليه المال والتنافس. كما حاولت ميتا استقطاب المزيد من الموظفين من Thinking Machines Lab في حملة مكثفة لكنها لم تحقق نجاحًا، ما يؤكد نجاح تولوش وفريقه في الحفاظ على التزامهم بمهمة الشركة. يضم المختبر نحو 50 موظفًا بالإضافة إلى دعم مالي ضخم وتقييم سوقي وصل إلى 12 مليار دولار، مدعومين بشراكات قوية مع أبرز الشركات التقنية وحكومات مثل الحكومة الألبانية.

لقد أبقى تولوش مسيرته العلمية حافلة بالإنجازات، حيث تفوق في دراسته منذ النشأة في أستراليا، مرورًا بحصوله على جوائز أكاديمية مرموقة وتفوقه في تطوير مشاريع الذكاء الاصطناعي في أبرز المؤسسات التقنية، وبعدها التزامه بقيادة مشروع مبتكر يبشر بمستقبل أكثر أمانًا وشفافية لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

هذا القرار برفض عرض زوكربيرغ وانطلاقه في بناء Thinking Machines Lab يعكس جهوده في المساهمة داخليًا في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تفهم السياق وتعزز السلامة، وهو ما يظهر جليًا في تركيز المختبر على التقنيات متعددة الوسائط التي تجمع بين النصوص والصوت والصور بتفاعلية عالية. من الواضح أن تولوش يسير على درب فريد يجمع بين العبقرية التقنية والرؤية الاستراتيجية، مستهدفًا إحداث تأثير مستدام يتجاوز حدود الاستثمارات المالية الضخمة.