روسيا في قلب خططنا لتعزيز الشراكة.. كيف ستتغير علاقات التعاون القادمة؟

تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تعزيز علاقاتها الثنائية مع روسيا، مع تركيز واضح على تطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين بما يخدم المصالح التنموية المشتركة. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، خلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، حرص الإمارات على توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والسياسي بين أبوظبي وموسكو، بما يعكس تطور العلاقات بسرعة خلال السنوات الماضية.

تعزيز التعاون الاقتصادي بين الإمارات وروسيا

شهد التبادل التجاري بين الإمارات وروسيا نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد تصاعد الأوضاع العالمية. حيث أعرب صاحب السمو رئيس الدولة عن تطلعه لمضاعفة حجم التبادل التجاري خلال السنوات الخمس المقبلة، مما يعكس قدرة العلاقات الاقتصادية الإماراتية الروسية على التوسع وتوفير فرص جديدة للطرفين. ولعبت الإمارات دور الشريك الاقتصادي الأهم لروسيا في الشرق الأوسط، ما دفع الشركات الروسية لتثبيت وجودها في الإمارات، حيث يبلغ عددها حوالي 4,000 شركة تعمل في السوق الإماراتي. وتأتي هذه التحركات ضمن اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية التي وُقعت عام 2018، والتي دعت إلى دعم الاستثمارات الأجنبية المباشرة وزيادتها بشكل مستمر.

دور الإمارات في تعزيز الاستقرار والتعاون الدولي مع روسيا

يبقى النهج الذي تنتهجه دولة الإمارات واضحاً في دعم التعاون الدولي بهدف مواجهة التحديات العالمية وبناء أجواء من السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي. وتتمثل أهمية اللقاءات المستمرة بين القيادات الإماراتية والروسية في تأكيد حرص الطرفين على تعزيز العمل المشترك والتنسيق تجاه قضايا متعددة، خاصة تلك المتعلقة بالملف الإقليمي للشرق الأوسط. وقد نوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالتزام دولة الإمارات بدعم السياسات التي تحقق الازدهار المشترك وتحفظ مصالح جميع الشعوب، مع التأكيد على أهمية الاستقرار كركيزة تنموية أساسية.

الشراكة المتوازنة بين الإمارات وروسيا ضمن السياسة الخارجية المتعددة

تزدهر العلاقات بين الإمارات وروسيا في ظل سياسة خارجية متوازنة تنتهجها الدولة، تجمع بين الشراكة مع روسيا، والحلف مع الولايات المتحدة، والتعاون مع الصين. وتبرز هذه السياسة في الحرص على عدم الانحياز، كنهج يحافظ على المصالح الوطنية في بيئة جيوسياسية معقدة. وتشير تحليلات الخبراء إلى أن الزيارة الأخيرة لصاحب السمو رئيس الدولة لموسكو تؤكد تقدير الإمارات للعلاقات الاستراتيجية ورغبتها في تعميقها، ما يحمل في طياته دعم مصالح البلدين والتزامهما المشترك بتوسيع أفق التعاون عبر مختلف القطاعات. بهذا الأسلوب المتوازن، تشكل الإمارات نقطة ارتكاز أساسية في تعزيز علاقات روسيا مع دول الشرق الأوسط، مع الاستمرار في توسيع فرص التعاون الاقتصادي والاستراتيجي على المستويات المختلفة.

العنصر التفصيل
حجم التبادل التجاري 42.2 مليار درهم (تبادل تجاري غير نفطي)
عدد الشركات الروسية في الإمارات حوالي 4,000 شركة
اتفاقية الشراكة الاستراتيجية موقعة عام 2018 لتعزيز التعاون الاقتصادي والتنمية المشتركة
السياسة الخارجية للإمارات تنويع الشراكات بين روسيا، أمريكا، والصين دون انحياز لأي طرف

يبرز واضحاً من خلال هذه التطورات أن العلاقات الإماراتية الروسية تشهد مرحلة جديدة من النمو والتقارب، وهو ما ينعكس إيجاباً على الجوانب الاقتصادية والسياسية، ويعزز مكانة الإمارات كشريك رئيسي لروسيا في المنطقة. يبقى الحفاظ على هذا الزخم من التعاون المشترك ركيزة لتنمية العلاقات، التي تأخذ في الاعتبار متغيرات البيئة الدولية ومصالح الطرفين ضمن منظومة متزنة وطموحة.