الخطاب المتشدد أدى إلى التطرف والإرهاب وانعدام الأمن

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن مهمة العلماء هي قول الحق ببساطة، مؤكدًا أن الجرأة في قول الحق ضرورية أينما كان ومع من كان، وأنه مقتنع بكل كلمة يقولها، لأنها نابعة مما تعلمه من مشايخه وقرأه في كتب الأئمة عبر العصور.

وأضاف خلال تصريحاته لبرنامج “مساء dmc”، والمذاع عبر فضائية dmc،  أن الدين الإسلامي واضح، وأنه مستعد للدفاع عنه لأنه الحق، مؤكدًا أنه لا يوجد فيه مداهنة أو تهاون في المبادئ، موضحًا أن الإسلام هو دين الرحمة، مستشهدًا ببداية القرآن الكريم بـ”بسم الله الرحمن الرحيم”، والحديث النبوي “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”.

وأوضح أن المجتمع المصري كان أقل تشددًا في فترة من الفترات، ثم ازداد التشدد بشكل كبير، وأن هناك حاجة لتغيير هذه الثقافة والعودة إلى المنهج الوسطي، بل والتقدم خطوات للأمام، مؤكدًا أن هذا التغيير يحتاج إلى وقت وجهد ومشاركة من جميع أفراد المجتمع.

مصر كانت في أفضل حالاتها عندما كان الأزهر متمسكًا بالمنهج الوسطي العميق

وأشار إلى أن مصر كانت في أفضل حالاتها عندما كان الأزهر متمسكًا بالمنهج الوسطي العميق، الذي يفهم النصوص بفهم عميق، وضرب مثالًا بمشهد من رواية “بين القصرين” لنجيب محفوظ، حيث جسد المشهد التفاعل الطبيعي بين التدين الحقيقي والتسامح، موضحًا أن الأزهر كان يؤدي دوره في ترشيد السلوك المجتمعي دون تشدد أو تطرف.

وأكد أن التوجهات المتشددة دخلت إلى المجتمع المصري منذ السبعينيات، وأدت إلى فساد الكثير من الأمور، مشيرًا إلى أنهم حذروا من ذلك مرارًا، والآن بدأ البعض يدرك خطأ الخطاب المتشدد الذي أدى إلى التطرف والإرهاب وانعدام الأمن وضياع الوقت والجهد.

close