تعرف على اليوم العالمي للقطط ودورها المفاجئ في ساحات الحروب عبر التاريخ

يحتفل العالم في الثامن من أغسطس باليوم العالمي للقطط، وهي مناسبة تعكس علاقة الإنسان الطويلة والقوية مع هذه الكائنات الرقيقة؛ فالقطط لم تكن يومًا فقط حيوانات أليفة محببة، بل كانت شريكة في أحداث تاريخية متنوعة، حيث لعبت أدوارًا هامة في الحروب والحضارات القديمة. هذا اليوم يعكس تقديرنا المستمر لدور القطط الذي يمتد عبر العصور.

القطط في الحضارة المصرية القديمة ودورها الاستراتيجي

حظيت القطط بمكانة مميزة في مصر القديمة، حيث ارتبطت بالإلهة “باستيت” التي كانت تمثل الحماية والجمال والخصوبة، ما دفع المصريين لتقديس هذه الحيوانات وحرمان إيذائها؛ إذ كانوا يعاملونها بكل احترام واهتمام. ليس فقط لأنهم أحبوا القطط، بل لأن لهم تأثيرًا استراتيجيًا ملموسًا، خصوصًا في الجانب العسكري. فعندما غزا الفرس بقيادة قمبيز الثاني مصر، استغلوا هذا التعلق الكبير بالقطط لضمان التفوق؛ إذ وضعوا مئات القطط في مقدمة جيشهم ورسموا صورًا لها على دروعهم، الأمر الذي أربك المصريين وجعلهم يفضلون التراجع عوضًا عن الإضرار بهذه الكائنات المقدسة؛ مما ساهم في سقوط مصر تحت الاحتلال الفارسي بشكل أسرع.

استغلال القطط كسلاح في الحروب: قصة جنكيز خان مع الحصار

تُروى واحدة من أغرب قصص استخدام القطط في الحروب خلال حصار جنكيز خان لمدينة “فولوهاي” في الصين؛ إذ طلب خان ألف قطة من الأهالي، ظنوا أن الطلب بسيط، لكنهم لم يدركوا الخطة العسكرية الماكرة. حيث قام المغول بربط ذيول القطط بقطع قماش مشبعة بالنفط وأشعلوا النار فيها، فانطلقت القطط مذعورة داخل المدينة، ناشرة الحرائق بفعل اندفاعها في المباني. بينما كان السكان يواجهون النيران المشتعلة، استغل جنكيز خان الفوضى لاقتحام المدينة والسيطرة عليها بسهولة، مما يظهر كيف أثبتت القطط جدواها كسلاح غير تقليدي في الحروب.

القطط والحرب العالمية الأولى: حماية الخنادق من القوارض والغازات السامة

مع بداية الحرب العالمية الأولى، كانت الخنادق تعج بالقوارض التي تنقل الأمراض وتفسد المؤن، ما جعل القطط حليفًا لا غنى عنه للجيوش الأوروبية؛ إذ استعانت بحوالي نصف مليون قطة لمكافحة هذه القوارض وحماية الإمدادات الغذائية الضرورية. ولم يقتصر دور القطط على هذا فقط، بل كانت تتمتع بقدرة فائقة على استشعار الغازات السامة قبل الجنود، مما منحهم مهلة كافية لارتداء الأقنعة الواقية؛ وهذا ساهم في إنقاذ العديد من الأرواح. لذا برزت القطط كعنصر حيوي في بيئة الحرب الصعبة، وبمثابة خط دفاع إضافي لا يُستهان به.

  • القطط تمتلك حاسة سمع أقوى بثلاث مرات من الكلاب، مما يعزز قدرتها على التحذير المبكر من المخاطر
  • تستطيع القفز لمسافة تصل إلى ستة أضعاف طول جسمها، ما يجعلها قادرة على الحركة السريعة بين الأماكن
  • تمتلك القطط أكثر من 20 نوعًا من الأصوات للتواصل مع البشر والحيوانات الأخرى
  • تنام القطط حتى 16 ساعة في اليوم، مما يساعدها على استعادة نشاطها لمهامها المختلفة

رغم مرور آلاف السنين، بقيت القطط جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان، سواء كرفيق منزلي أو كعنصر مؤثر في مجريات التاريخ، من المعابد المصرية القديمة إلى ساحات الحروب العالمية، ومن الخطط العسكرية الماكرة إلى حمايتها للمنازل والمؤن. يحتفل العالم في اليوم العالمي للقطط ليس فقط لتكريم هذه الكائنات المحبوبة، بل لتسليط الضوء على تاريخها العريق وأدوارها المتعددة التي تتجاوز كونها حيوانات أليفة إلى شريكة فعالة في قصة الإنسان.