فيديو نتنياهو القديم يُستخدم لتشويه صورة مصر والسيسي.. تعرف على تفاصيل الادعاءات المضللة

انتشار فيديو قديم لنتنياهو مصحوبًا بعنوان مضلل يزعم أن التعاون مع الرئيس السيسي كان سببًا في تكبيل المصريين وحصار غزة دفع إلى حالة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، لكن التدقيق في الفيديو يكشف حقيقة مختلفة تمامًا عن المحتوى المزيف الذي يراد به الإساءة لمصر والرئيس.

تحليل دقيق لفيديو نتنياهو المضلل وتأثيره على صورة مصر والرئيس السيسي

الفيديو المتداول، الذي لا تتجاوز مدته ثلاث دقائق، يتكوّن من مشاهد مقطوعة بعناية من مصدرين مختلفين؛ الأول هو فيديو قديم لنتنياهو يعود إلى عام 2019، والآخر مشاهد لرئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي من مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني السابق عام 2024 عقب أحداث 7 أكتوبر. العنوان الذي رافق الفيديو والذي تحدث عن “تكبيل المصريين وحصار غزة” لا يستند إلى أي تصريحات فعلية من نتنياهو، إذ لم يذكر غزة أو إي ربط بين التعاون المصري والإسرائيلي كما زعمت وسائل التواصل، وإنما تم تحريف الكلام بعمد لتشويه صورة مصر والرئيس السيسي.

ما قاله نتنياهو فعليًا في الفيديو القديم: سياق مختلف بالكامل

الفحص الدقيق لمقطع الفيديو القديم لنتنياهو يظهر أنه يعود إلى 10 يوليو 2019، حين شارك في احتفال نظمته السفارة المصرية في تل أبيب بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو 1952. في هذا الفيديو، أشاد نتنياهو بالموقف المصري الحازم تجاه موجة التطرف والإرهاب في سيناء، مؤكدًا تقديره الكبير للرئيس السيسي وذكائه، كما عبر عن استفادته من الأفكار التي طرحها حول التحديات الأمنية. لم يتحدث أو يشير نتنياهو بأي شكل إلى قطاع غزة أو حصاره، ولا إلى “تكبيل المصريين” كما تردد.

هذا التصريح يعكس المرحلة التي تمكنت فيها مصر من مواجهة الإرهاب في سيناء، ولا يتعلق بالأحداث السياسية أو العسكرية في غزة التي حصلت بعد ذلك. بالمقابل، قناة الجزيرة بثت أجزاء من الفيديو بهدف توجيه انتقادات لمصر، مستغلة اقتطاعات من كلام نتنياهو لخدمة أجندات مضللة.

تصريحات الرئيس السيسي في مؤتمر 2024: موقف مصر الثابت من غزة وخيارات الفلسطينيين

الجزء الثاني من الفيديو الذي تم دمجه يتعلق مؤتمراً صحفياً عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي مع المستشار الألماني السابق أولاف شولتس عام 2024، تناول فيه الوضع في غزة عقب أحداث 7 أكتوبر. أكد السيسي في هذا المؤتمر رفض مصر القاطع لأي محاولات تهجير الفلسطينيين من القطاع، وهو موقف موثق بالتغطية الإعلامية المحلية والدولية بشكل واضح. ومع ذلك، اقتُطعت هذه التصريحات وجُمعت مع مقاطع نتنياهو القديمة لتشكيل رسالة مزيّفة تهدف إلى الإساءة للرئيس السيسي وموقف مصر من القضية الفلسطينية.

تزيد مثل هذه الفيديوهات المزيفة من الضبابية حول الحقائق وتسيء إلى الصورة الوطنية، لذا من الضروري التحقق دائمًا من مصادر الأخبار ومصداقيتها قبل الانجرار وراء العناوين المثيرة والمضللة

.