ردود فعل رياضية عالمية تتصاعد بعد مقتل “بيليه الفلسطيني” ومحمد صلاح يعيد النقاش حول الأزمة في غزة

قُتل لاعب منتخب فلسطين السابق سليمان العبيد، الملقب بـ”بيليه فلسطين”، برصاص القوات الإسرائيلية خلال انتظاره المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وفقًا للإعلان الرسمي للاتحاد الفلسطيني لكرة القدم. يعد هذا الحدث واحدًا من سلسلة المشهد الكارثي الذي يعاني منه قطاع غزة، حيث يواجه سكانه ظروفًا إنسانية صعبة جدًا بسبب الحصار والنزاعات المستمرة.

تأثير مقتل بيليه فلسطين على المجتمع الرياضي الفلسطيني

سليمان العبيد، المعروف بلقب “بيليه فلسطين”، كان رمزًا رياضيًا بارزًا في القطاع، ولد في غزة عام 1984، وله أسرة مكونة من زوجة وأولاد وبنات. لعب العبيد 24 مباراة دولية مع المنتخب الفلسطيني، وحقق ما يزيد على 100 هدف خلال مسيرته، ليصبح أحد ألمع نجوم كرة القدم في فلسطين. شارك أيضًا مع نادي خدمات الشاطئ، ونادي مركز شباب الأمعري في الضفة الغربية حيث فاز بلقب الدوري في موسم 2010-2011. لم يكن مقتل بيليه فلسطين مجرد خسارة رياضية، بل صدمة عميقة أثرت على محبي الرياضة وجعلت الجمهور يعيد تقييم الظروف القاسية التي يعاني منها الرياضيون الفلسطينيون.

تفاعل المجتمع الدولي وشخصيات بارزة مع وفاة بيليه فلسطين

تسببت وفاة سليمان العبيد بردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث نشر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) رسالة وداع له دون توضيح الظروف المؤدية للوفاة، مما أثار نقاشات وطرح أسئلة ملحة حول ملابسات الحادث. من بين أبرز ردود الفعل، تعليق النجم المصري محمد صلاح الذي وجه أسئلة مباشرة لاستيضاح أسباب ومكان الوفاة، وهو ما لاقى اهتمامًا كبيرًا وجذب الملايين من المشاهدات. كما شارك أساطير مثل الفرنسي إريك كانتونا في إدانة استهداف اللاعبين الفلسطينيين، مطالبين بوقف العنف وتأمين الحماية للرياضيين تحت أي ظرف. بالإضافة إلى ذلك، أكدت المقررة الأممية المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية ضرورة محاسبة المسؤولين، داعية إلى إزالة التمييز والعنف من الرياضة.

الوضع الإنساني الخطير وتأثيره على الرياضيين في قطاع غزة

يواجه قطاع غزة جوعًا مجتمعًا وحصارًا خانقًا أدى إلى مقتل أكثر من 1300 فلسطيني منذ مايو 2025، بينهم عدد كبير من العاملين في مجال الرياضة، بمن فيهم لاعبو كرة قدم ينتظرون المساعدات الإنسانية بسلام. أعلن الاتحاد الفلسطيني عن مقتل عدة لاعبين آخرين خلال استهداف نقاط توزيع المساعدات، مثل معاذ علاء الحواجري ونصر الله المقاطعة، مما يسلط الضوء على حجم المعاناة التي تحيط بالرياضة الفلسطينية. الصحفيون الإسرائيليون الذين تعرفوا عن قرب إلى شخصية العبيد وصفوه بالرجل اللطيف والرياضي الملتزم الذي كان يحترم الجميع، مما يجعل استهدافه انتهاكًا إنسانيًا ينذر بتدهور أوضاع الرياضيين هناك.

يواصل سكان غزة العيش في ظروف معيشية بائسة، وصراعات دامية تقتلع الأرواح حتى في لحظات انتظار المساعدة الإنسانية، وهو ما يضع مستقبل الرياضة الفلسطينية تحت تهديد مباشر، ويطرح تساؤلات حول الحماية التي يجب توفيرها للرياضيين والمدنيين على حد سواء. المواقف الدولية والشخصيات الرياضية الكبيرة تعكس حالة الوعي والتضامن التي تعزز مطالب المجتمع الدولي بالتدخل لحماية حياة المدنيين والرياضيين في غزة.