هبوط قياسي في أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي منذ يونيو.. تعرف على الأسباب الحقيقية وراء الانخفاض

شهدت أسعار النفط أكبر خسائرها الأسبوعية منذ يونيو الماضي، متأثرة بتطورات جيوسياسية واقتصادية دفعت المتعاملين في الأسواق للقلق من تباطؤ الطلب وتغيرات في سياسات الإنتاج الدولي. هذه الخسائر تعكس بشكل واضح تأثير الأخبار المتعلقة باتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى تطبيق رسوم جمركية أمريكية مرتفعة على بعض الدول، وهو ما شكل ضغطًا مباشرًا على أسعار الخام.

تذبذب أسعار النفط وتأثير التطورات الاقتصادية والجيوسياسية

شهد خام برنت ارتفاعًا طفيفًا عند التسوية الأخيرة، بزيادة بلغت 16 سنتًا تعادل 0.24% ليصل إلى 66.59 دولارًا للبرميل، رغم تكبده خسائر أسبوعية تجاوزت 4%، وسط ترقب الأسواق لمآلات الحرب في أوكرانيا. وعلى الصعيد ذاته، استقرت العقود الآجلة للخام الأمريكي عند 63.88 دولارًا بعد أن سجلت أدنى مستوياتها خلال الجلسة الماضية عند 62.77 دولارًا، مستجيبةً لأخبار الهدنة المحتملة بين واشنطن وموسكو.

جاء هذا التراجع بعد دخول رسوم جمركية جديدة مفروضة من الولايات المتحدة حيز التنفيذ الخميس الماضي، والتي طاولت عدة شركاء تجاريين، مما أثار مخاوف المحللين في بنك “إيه.إن.زد” من تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي وتراجع الطلب على النفط، وهو عامل أساسي أثّر في تقلبات الأسعار.

تأثير قرار أوبك+ على أسعار النفط وسط تغيرات السوق

زاد قرار تحالف “أوبك+” بإنهاء تخفيضات الإنتاج الكبرى في الشهر المقبل عن موعده المحدد سابقًا من الضغوط على أسعار النفط، حيث اعتبره المستثمرون رسالة بأن العرض قد يرتفع قريبًا، مما يقلص حدة النقص في السوق. هذا القرار أسهم في تراجع الأسعار بشكل متتابع، حيث شهد الخام الأمريكي خسائر مستمرة لمدة ست جلسات متتالية، وهو ما قد يكون أطول فترة هبوط منذ أغسطس 2021 إذا استمر الاتجاه.

تشير هذه المتغيرات إلى تحولات مهمة في استراتيجيات الإنتاج والتوزيع، وتزيد من الحساسية تجاه عوامل التوازن بين العرض والطلب العالمي على النفط.

التطورات الجيوسياسية وتأثيرها على حركة النفط العالمية

على صعيد التطورات السياسية، أعلن الكرملين الخميس الماضي ترتيبات لعقد لقاء محتمل بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب خلال الأيام القادمة، ما أعاد الأمل إلى الأسواق بحل دبلوماسي قريب للصراع في أوكرانيا، وهو ما كان له أثر واضح في تقلبات أسعار النفط.

إلا أن السياسات الأمريكية لم تتوقف عند هذا الحد، حيث فرضت واشنطن رسومًا إضافية على واردات النفط الروسي إلى الهند، في محاولة للحد من تدفقات النفط الروسي عالميًا، الأمر الذي حدّ من هبوط الأسعار مؤقتًا. وبحسب محللين من شركة “ستون إكس”، من غير المتوقع أن تغير هذه الرسوم بشكل كبير تدفقات الخام الروسي في الأسواق العالمية، في ظل احتمالية فرض ترامب لتعرفات مماثلة على واردات النفط الصينية.

العامل التأثير الوضع الحالي
اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وروسيا زيادة توقعات الهدنة وانخفاض الطلب على النفط تسبب في هبوط الأسعار الأسبوعي
الرسوم الجمركية الأمريكية تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي واحتواء تدفقات النفط الروسي أثرت على الطلب وأسعار النفط
قرار تحالف أوبك+ وقف تخفيضات الإنتاج وحجم العرض ضغط بيعي مستمر على سوق النفط
التطورات الجيوسياسية (اللقاء المرتقب) زيادة التفاؤل بحل دبلوماسي وحركة محسوبة للخام تأثير متباين على أسعار النفط