زينات صدقى.. من راقصة بصالة بديعة مصابنى إلى ممثلة عتيدة بمسرح الريحانى

زينات صدقي، واحدة من أشهر الكوميديانات في تاريخ السينما المصرية، اشتهرت بأدوار “العانس” خفيفة الظل، صديقة البطلة، ورغم أن أدوارها كانت أدوارا ثانوية في أغلب أفلامها، إلا أنها تركت أثرا لم يمح حتى الآن، ومازالت جملها وعباراتها التي قدمتها في أفلامها وأعمالها السينمائية حاضرة في أذهان ووجدان محبيها، رغم رحيلها في مثل هذا اليوم من العام 1978.

ومن هذه العبارات: “يعنى أنا اللى هفضل كده من غير جواز؟! ده حتى مش كويس على عقلى الباطن، يا روح الرووووح.. يختى جماله حلو يختى دلاله حلو، املالى الوسادة الخالية، بتبصلى كده ليه والمكر جوا عينيك؟، كتاكيتو بني، يا سارق قلوب العذارى، عوّض عليا عوض الصابرين يا رب، أنا قلبى ليك ميال ولا فيه غيرك ع البال إنت وبس اللى حبيبى”.

ومن أشهر عباراتها السينمائية التي لا تُنسي٬ تلك التي وردت في فيلم”عريس مراتي”: “أيوة إعلان جواز يا حبيبتي، عذراء هيفاء حسناء، ولهاء دعجاء سمراء فيحاء، فى العشرين من ربيعها الوردى الزاهر المزدهر، تملك سيارة وفيلا ودار أزياء، ملفوفة القوام كغصن اللبان، تطلب زوجًا مش ضرورى جامعي، ثقافيا إعداديا إلزاميا أهو راجل والسلام، الإمضاء مراهقة”..

في رقص زينات صدقي لون من الفتنة

وفي بابه المعنون بـ “أهل الفن في المرآة”، والمنشور بمجلة الكواكب بتاريخ 22 سبتمبر 1953، كتب الشاعر صالح جودت عن زينات صدقي، مشيرا إلى: “شاءت جاذبية الفن أن تحمل زينات صدقي إلى القاهرة، وإلى دنيا الفن والبهجة عند ملكة المسارح، السيدة بديعة مصابني، وكانت صالتها يومئذ في شارع عماد الدين، وكانت بالصالات في ذلك العهد لمحات من الفن، فقد كانت أسمهان وفريد الأطرش وفتحية أحمد ورجاء عبده، وغيرهم من أعلام الغناء يغنون هناك، وكانت تحية كاريوكا وببا إبراهيم وسامية جمال وبهية أمير يرقصن هناك، وكانت بديعة مصابني وفتحية شريف وعفيفة إسكندر وسيد سليمان يقلن المونولوجات هناك”.

ويضيف “جودت”: “في هذه الصالة بدأت الحسناوان من بنات بحري حياتهن الفنية، كان اسم أحدهما زينات صدقي، والأخرى خيرية صدقي، وقد ظنهما الناس في أول الأمر شقيقتين، ثم أتضح أنهما صديقتان وزميلتان في السحر منذ أيام الإسكندرية، وهكذا بدأت زينات صدقي حياتها كراقصة، وكان في رقصها لون من الفتنة، ولكنها كانت كثيرة التطلع إلى الفن الصادق، فتسللت من جو الراقصات إلى جو الممثلات، ومن الملاهي الخفيفة إلي مسرح من المسارح العتيدة، إلى مسرح الريحاني في أوج عزته”.

8 جنيهات أجر زينات صدقي بمسرح الريحاني

ويشير “جودت” إلى أن زينات صدقي: “ولا شك أن هذه السيدة فنانة في أعماقها، فقد ضحت بذهب الصالات وبالشمبانيا وبإعجاب المعجبين، في سبيل ثمانية جنيهات كانت هي كل مرتبها عندما بدأت في مسرح الريحاني، بدأت هناك بثمانية جنيهات، كومبارس تقف صامتة، أو تقول كلمة أو كلمتين، حتى غابت نجمة من نجوم هذا المسرح ذات ليلة، وكانت نجمة خفيفة الدم، تضطلع بالدور الخفيف اللطيف الذي تقوم به زينات صدقي الآن، دور بنت البلد، الدلوعة، الجذابة، المغرية، المتواضعة”.

وابتسم القدر لزينات في تلك الليلة واستطاعت أن تسد أكثر الفراغ وأن تحسن القيام بالدور، ومن يومئذ أصبحت زينات صدقي شخصية ثابتة من شخصيات مسرح الريحاني العتيد، ترسم لها أدوارها التي لا يملأ فراغها أحد من ممثلات اليوم ما عدا ثلاثة: هي: وداد حمدي، وجمالات زايد، وشقت زينات صدقي طريقها إلى عالم السينما بنجاح كبير، في نفس الدور الذي أهلتها له مواهبها كما اكتشفها الفنان بديع خيري والمرحوم نجيب الريحاني، دور الخادمة اللطيفة ذات الجاذبية والروح البلدية الحلوة.

close