الملتقى السنوي للتوعية بالالتزام يناقش تعزيز المهارات والاستدامة بالمؤسسات المالية – سبورت ليب

نظّمت الجمعية المصرية لمسؤولي الالتزام “ECS”، الملتقى السنوي للتوعية بالالتزام للعام الثاني على التوالي، خلال الفترة من 16 إلى 20 فبراير 2025، بمشاركة نخبة من الخبراء لمناقشة المستجدات في مجالات الالتزام، الاستدامة، والحوكمة، والرقابة الداخلية، ومكافحة الاحتيال، وغسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وشهد الملتقى السنوي للتوعية بالالتزام هذا العام إقبالًا غير مسبوق، حيث سجل أكثر من 550 مشاركًا من العاملين في المؤسسات المالية المصرفية وغير المصرفية، مما يعكس اهتمام السوق بتنمية المهارات المهنية وتعزيز المعرفة بمجالات الالتزام والرقابة.

تعزيز التعليم المهني المستمر في القطاع المالي

يهدف الملتقى السنوي للتوعية بالالتزام، إلى دعم تبادل الخبرات وتعزيز التعليم المهني المستمر للعاملين في قطاعي الخدمات المالية المصرفية وغير المصرفية، بما يضمن رفع كفاءة مسؤولي الالتزام ودعم جهود الامتثال التنظيمي.

افتتح الملتقى مصطفى عيسى، رئيس الجمعية المصرية لمسؤولي الالتزام، حيث أكد على أهمية انعقاد الملتقى السنوي في ظل متغيرات اقتصادية ورقابية متسارعة تتطلب من المؤسسات المالية تعزيز جهودها لتحقيق الالتزام الفعال وضمان استدامة بيئة الأعمال.

كما شدد على حرص الجمعية على ترسيخ ثقافة الالتزام من خلال التعليم المهني المستمر، ونقل المعرفة، واستعراض أفضل الممارسات الدولية بالتعاون مع الجهات المحلية والإقليمية والدولية.

جهات داعمة ورعاية واسعة النطاق

انعقد الملتقى برعاية كل من: الاتحاد المصري للمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، والاتحاد المصري للتمويل الاستهلاكي، والاتحاد المصري للأوراق المالية.

كما دعمته جمعية الالتزام الدولية “ICA”، والأكاديمية العربية للعلوم المالية والإدارية والمصرفية، إلى جانب عدد من الشركات التي تؤمن بأهمية الالتزام في بيئة الأعمال.

الجلسة الافتتاحية.. تعزيز الثقة والاستدامة المالية

ألقت الدكتورة منى ذو الفقار، رئيس الاتحاد المصري للمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، كلمة أكدت خلالها أن وظيفة الالتزام تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الثقة بين العملاء وضمان استدامة المؤسسات.

كما شددت على أهمية الالتزام بالقواعد التنظيمية وسياسات الشركات، لضمان بناء مؤسسات قوية قادرة على التكيف مع التحديات الاقتصادية والرقابية المتسارعة.

التعليم المستمر.. بروتوكول تعاون لتعزيز الكفاءات

أعلن الدكتور عمرو النحاس، نائب رئيس الأكاديمية العربية للعلوم المالية والإدارية والمصرفية، عن إطلاق بروتوكول تعاون بين الأكاديمية والجمعية المصرية لمسؤولي الالتزام، يتضمن برامج تدريبية متخصصة، مع توفير خصومات خاصة وخيارات تقسيط لبرامج الماجستير والدكتوراه لأعضاء الجمعية، في خطوة تهدف إلى تعزيز التعليم المستمر في مجال الالتزام.

اليوم الأول: مراقبة السوق والالتزام الرقابي في المؤسسات المالية

انعقدت الجلسة الأولى بعنوان “مراقبة السوق والالتزام الرقابي – المستجدات والتحديات”، بمشاركة: حافظ أبو العزم رئيس مجموعة الالتزام بالبنك العربي الأفريقي الدولي، والدكتور مصطفى سنجر رئيس قطاع الرقابة على التداول بالبورصة المصرية، وأدار الجلسة عبدالله غازي – نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية.

تناولت الجلسة التحديات التي تواجه مسؤولي الالتزام، دورهم في تعزيز سمعة المؤسسات، واستعراض الأدوات الحديثة لكشف المخالفات والتلاعب في الأسواق المالية، بالإضافة إلى الإجراءات الرقابية لحماية المستثمرين عديمي الخبرة من التلاعب.

اليوم الثاني: مهارات مسؤولي الالتزام في الإفصاحات غير المالية والاستدامة

شهد اليوم الثاني جلسة حول “تعزيز مهارات مسؤولي الالتزام في الإفصاحات غير المالية والاستدامة”، بمشاركة الدكتور مجدي علام، خبير تغير المناخ والتنمية المستدامة، وأدارها الدكتور حسام بشير نائب رئيس لجنة التعليم المستمر بالجمعية.

ناقشت الجلسة دور الإفصاحات غير المالية في جذب الاستثمارات وتعزيز الامتثال، وأهمية دمج معايير الاستدامة في استراتيجيات الشركات، مع استعراض أفضل الممارسات الدولية.

اليوم الثالث: حوكمة الشركات وإطار COSO في إدارة المخاطر

عُقدت الجلسة الثالثة بعنوان “أهمية حوكمة الشركات وتطبيق إطار COSO في إدارة المخاطر”، بمشاركة: عمرو العنتبلي رئيس مجموعة الالتزام ببنك فيصل الإسلامي، هيثم تركي الشريك التنفيذي بمكتب المحاسبون المتحدون وعضو مجموعة نكسيا العالمية، وأدارها سيد كسبان المدير التنفيذي للجنة التعليم المهني المستمر والتوعية بالجمعية.

تناولت الجلسة دور الحوكمة في تعزيز إدارة المخاطر، وكيفية تطبيق إطار COSO في المؤسسات المالية لضمان الشفافية والمساءلة.

اليوم الرابع: مواجهة الاحتيال في العصر الرقمي

شهد اليوم الرابع جلسة بعنوان “مكافحة الاحتيال في عصر الرقمنة”، تناولت التحديات التي تواجه المؤسسات المالية في رصد ومنع الاحتيال في ظل التطور التكنولوجي المتسارع.

وشارك بها، حسام الشافعي الخبير دولي في التدقيق الداخلي واكتشاف الاحتيال، ورئيس جمعية محققي الاحتيال المعتمدين “ACFE” بمصر، وأحمد مهران رئيس قطاع مخاطر الاحتيال بالبنك التجاري الدولي “CIB مصر”، وإسلام مراد مدير إدارة مخاطر الاحتيال بشركة راية، والمهندس إبراهيم حسان الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة Digified، وأدارها ياسمين هلال الخبيرة في مجال الخدمات المالية.

وتضمنت محاور الجلسة التحديات التي تواجه المؤسسات في مكافحة الاحتيال الرقمي، ودور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تعزيز آليات الكشف عن الاحتيال، والاستراتيجيات الحديثة للحد من الجرائم المالية الرقمية.

اليوم الخامس: معايير مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب

اختتم الأسبوع بجلستي نقاش متعمقتين حول مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، بحضور متحدثين بارزين من وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب المصرية، حيث تم استعراض المعايير الدولية وآليات الامتثال التنظيمي.

الجلسة الأولى جاءات بعنوان “مستجدات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وشارك بها هشام سامي المدير العام المشرف على إدارة الفحص والتحري بوحدة مكافحة غسل الأموال، وأحمد بركة المحلل المالي المسؤول عن ملف مكافحة تمويل الإرهاب والمقيم بمجموعة العمل المالي “FATF”، وعمرو صابر المحلل المالي بإدارة الفحص والتحري بوحدة مكافحة غسل الأموال.

وجاءت الجلسة الثانية بعنوان “الحلول التقنية لمكافحة الجرائم المالية”، حيث شارك بها بسمة عسل، مدير نجاح العملاء بمجموعة بورصة لندن للأوراق المالية “LSEG”.

وتضمنت محاور الجلستين المعايير الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والتحديات التي تواجه المؤسسات المالية في الامتثال لهذه المعايير، ودور البيانات الضخمة والتكنولوجيا في تطوير استراتيجيات مكافحة الجرائم المالية.

الكلمة الختامية: تعزيز ثقافة الالتزام لضمان الاستقرار المالي

ألقى أسامة جمال، عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للأوراق المالية، كلمة ختامية شدد فيها على أهمية الالتزام في تعزيز استقرار الأسواق المالية وضمان النمو المستدام. كما أكد على ضرورة تطوير ثقافة الامتثال داخل المؤسسات من خلال برامج التدريب المستمر والتعاون مع الجهات الرقابية لضمان حوكمة مالية فعالة.

التزام مستمر بتطوير مهنة الالتزام

في ختام الفعاليات، أكد مصطفى عيسى، رئيس الجمعية المصرية لمسؤولي الالتزام، أن أسبوع التوعية بالالتزام نجح في تعزيز الحوار بين الخبراء وصناع القرار حول أحدث تطورات المجال، مشيرًا إلى أن الجمعية ستواصل جهودها لتطوير المهنة من خلال المبادرات التعليمية، والندوات التفاعلية، وورش العمل المتخصصة.

واختُتم أسبوع التوعية بالالتزام بتأكيد المشاركين على أهمية الالتزام كركيزة أساسية للاستقرار المالي، وتعزيز الشفافية، وحماية الأسواق من المخاطر المالية والرقابية، مع الالتزام بمواصلة العمل نحو تطوير الكوادر المهنية في مجال الامتثال والحوكمة.