«عمر طويل» الجيل الطويل أجهزة الألعاب المنزلية القادمة كم ستدوم فعلاً في الأسواق

في عالم الألعاب، دورة حياة أجهزة الألعاب أصبحت أطول من السابق، خاصة مع اقتراب نينتندو سويتش من عامه الثامن، مما يثير تساؤلات عن مستقبل أجيال الأجهزة القادمة مثل PS6 وXbox الجديد، وهل سيستمر هذا التمديد للجيل التالي لأكثر من عشر سنوات أم لا

لماذا دورة حياة أجهزة الألعاب أصبحت أطول مع اقتراب 2028؟

بحسب تصريحات شركات Sony وXbox، من المتوقع أن يبدأ الجيل العاشر لأجهزة الألعاب بين 2027 و2028، لكن لن تكون هناك قفزة تغير قواعد اللعبة بشكل فوري، بل مرحلة انتقالية طويلة، حيث ستتوفر الألعاب على أجهزة الجيلين معًا؛ وتُعزى هذه الظاهرة إلى ارتفاع تكاليف تطوير الألعاب وتراجع الحماس الجماهيري تجاه دفع مبالغ كبيرة مقابل أجهزة جديدة وتجربة حصرية، مما يدفع الشركات إلى إطالة عمر الأجهزة الحالية لتقليل المخاطر المالية وإعطاء اللاعبين مزيدًا من الخيارات ضمن نفس النظام

العوامل التي تجعل دورة حياة أجهزة الألعاب المقبلة تمتد لأكثر من عشر سنوات

الاستمرارية المطولة لأجهزة الألعاب الجديدة تؤثر عليها عدة عوامل رئيسية منها:

  • تراجع العائد التقني: لم تعد التحسينات في الرسوميات والتقنيات ملحوظة بشكل كبير، وأصبحت تقدمًا تدريجيًا بمنتهى البطء
  • تضخم الميزانيات: ارتفاع كلفة تطوير الألعاب تُجبر الشركات على الحفاظ على الأجهزة لفترات أطول لتغطية استثماراتها
  • تغير سلوك اللاعبين: الجمهور بات أقل رغبة في شراء أجهزة باهظة الثمن، ويفضل الحلول الاقتصادية مثل الحواسيب المحمولة وأجهزة مثل Steam Deck
  • انفتاح المنصات: كسر مفهوم الحصرية أصبح واضحًا مع Xbox الذي يتيح ألعابًا على منصات متعددة، مما يحد من الحاجة إلى شراء أجهزة جديدة باستمرار

من ناحية أخرى، تتجه الألعاب نحو البث المباشر، الأمر الذي يجعل من الممكن أن يختفي الشكل التقليدي لأجهزة الألعاب قريبًا، مما يحمل علامة استفهام كبيرة حول مستقبل الأجهزة بعد عقد من الآن

نينتندو والاستثناء في دورة حياة أجهزة الألعاب الحديثة

تظل نينتندو حالة فريدة، رغم نجاح Switch الاستثنائي، إلا أن Switch 2 لا يُتوقع أن يحظى بنفس العمر الطويل، خصوصًا مع تفوق أجهزة مثل PS6 تقنيًا بشكل كبير، مما يعني أن الألعاب القادمة ستتجاوز قدرات Switch 2 بسرعة، ويُحتمل أن يمتد عمره إلى سبع سنوات فقط؛ هذا يشير إلى أن نينتندو تميل إلى تقديم أجهزة بقدرات محدودة مقصود بها الاستدامة القصيرة مع التركيز على المحتوى الخاص

بالإضافة إلى ذلك، يعد ارتفاع الأسعار والرسوم الجمركية واحدًا من العوامل التي تجعل اقتناء جهاز ألعاب جديد ليس قرارًا سهلاً لدى الكثيرين، خاصة مع توفر بدائل أقل تكلفة وأكثر تنوعًا، وفي ظل هذه الضغوط الاقتصادية، تبدو استراتيجيات شركات مثل Sony وXbox أكثر مرونة للتكيف مع التغيرات السوقية

بالنظر إلى المستقبل، تستمر خدمات البث السحابي مثل Xbox Cloud وGeForce Now في التأثير على صناعة الألعاب؛ هذه الخدمات تجعل امتلاك جهاز مستقل أمرًا أقل أهمية، حيث تتحول الألعاب إلى خدمات يمكن الوصول إليها من أي مكان عبر الإنترنت، وهذا التحول يعيد تشكيل مفهوم المنصات وتعدد الأجهزة

هذه المعطيات تشير إلى أن الجيل القادم من أجهزة الألعاب لن ينتهي في وقت قريب وقد يستمر لأكثر من عقد، مدفوعًا بعوامل اقتصادية وتقنية واجتماعية غيرت قواعد اللعبة المنشودة سابقًا؛ وهو جيل قد يغلب عليه الاستقرار والاتساع على حساب الابتكار السريع، حيث ستغلق بوابة الحصرية وتنفتح أمام الجميع في عالم متعدد المنصات، لكن هذا لا ينفي استمتاع اللاعبين بغزارة من الألعاب الجديدة عبر هذه المنصات المتنوعة في السنوات القادمة