«فرص ضخمة» 13 % نمو شركات جنوب شرق آسيا في دبي للسلع يعزز الاقتصاد الإقليمي

شهدت الشراكة الاقتصادية بين دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا تعزيزاً واضحاً بفضل جهود مركز دبي للسلع المتعددة الذي سجل نمواً ملحوظاً في عدد الشركات الإندونيسية ضمن منطقة أعماله الحرة، حيث ارتفع العدد إلى أكثر من 30 شركة، ضمن أكثر من 650 شركة جنوب شرق آسيوية خلال العام الفائت، مما يعكس أهمية التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

تعزيز استقطاب الاستثمارات والتوسع في مجالات الطاقة والتكنولوجيا

يركز مركز دبي للسلع المتعددة على تعميق التعاون مع مجتمع الأعمال الإندونيسي، مستهدفاً استقطاب استثمارات جديدة في قطاعات متعددة تشمل الطاقة المتجددة، الأغذية، الزراعة، الاقتصاد الإسلامي، والتكنولوجيا الحديثة، بما يدعم نمو الشراكات الثنائية؛ إذ قامت بورصة دبي للذهب والسلع التابعة للمركز بتحقيق نتائج إيجابية خلال النصف الأول من عام 2024، حيث قفزت قيمة العقود الفورية للذهب المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية بنحو 200% لتصل إلى 46.8 مليون دولار أمريكي، ما يعكس تطوراً ملحوظاً في السوق الإسلامية. وفي أبريل من العام نفسه، تم تشكيل لجنة رقابية شرعية للإشراف على منصة “تريد فلو”، التي تمثل سجلًا رقميًا مركزيًا لتسجيل حيازة وملكية السلع المخزنة في الإمارات، الأمر الذي يعزز المكانة الشرعية والموثوقية في مجال التمويل الإسلامي.

شراكة اقتصادية متينة بين الإمارات وإندونيسيا تدعم النمو والتعاون

أكد عبدالله سالم الظاهري، سفير دولة الإمارات لدى إندونيسيا، أن الجولة الترويجية التي نظمها مركز دبي للسلع المتعددة بالتعاون مع السفارة الإماراتية في جاكرتا وغرفة التجارة الإندونيسية تعكس عمق العلاقة بين البلدين؛ إذ توفر فرصًا واسعة للشركات الإندونيسية للاستفادة من البيئة الاقتصادية الحاضنة التي توفرها الإمارات. وأشار السفير إلى أن العلاقات المتينة بين قيادات البلدين والمبنية على الثقة المتبادلة تشكل الأساس لتحقيق المزيد من النمو، خاصةً بعد زيارات الرئيس برابوو سوبيانتو إلى الإمارات التي أسهمت في تعزيز العلاقات الثنائية. وتعتبر الإمارات ملتزمة بدعم الاقتصاد الإندونيسي عبر مجالات متعددة مثل التجارة والاستثمار والابتكار، مع دعم كامل من سفارة الإمارات في جاكرتا لتسهيل التعاون بين الطرفين.

قفزة نوعية في العلاقات التجارية بفضل الشراكة الاقتصادية الشاملة

صرح أحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي الأول لمركز دبي للسلع المتعددة، أن توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات وإندونيسيا في 2023 أحدث تحولاً جذرياً في العلاقات التجارية؛ حيث تضاعفت قيمة التجارة غير النفطية لتصل إلى أكثر من 5 مليارات دولار، مقارنة بعام 2020. ويضم مجتمع الأعمال في المركز حالياً أكثر من 650 شركة من جنوب شرق آسيا، يمثل الإندونيسيون منها نحو 20%، ما يبرز تميز إندونيسيا كالمنصة الدولية في قطاعات التمويل الإسلامي والسلع الحلال والتجارة المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، مما يجعلها شريكاً مهماً لدبي ومركز الخليج بشكل عام. تعتمد الإمارات على إطار تشريعي مرن، وبنية تحتية تقنية متطورة، وموقع جغرافي إستراتيجي يؤهلها لتكون حلقة وصل بين أسواق الشرق والغرب، ما يساعد في تعزيز الاقتصاد الإسلامي على المستوى العالمي. ويعمل مركز دبي للسلع المتعددة بشكل حثيث على تعزيز دور دبي كوجهة رئيسية للشركات الإندونيسية، مع توسيع فرص التعاون في القطاعات الاقتصادية الحيوية كالطاقة، والمنتجات الغذائية والزراعية، والتكنولوجيا. ومن خلال منصاته المتقدمة، يسهل المركز حركة تدفق المنتجات الحلال، والأدوات التمويلية الإسلامية، والاستثمارات المتوافقة مع الشريعة، بين الخليج وجنوب شرق آسيا والعالم.

تم تنظيم الجولة الترويجية لمركز دبي للسلع المتعددة بالتعاون مع سفارة الإمارات في جاكرتا ومجلس الأعمال الإندونيسي، حيث جمعت أكثر من 150 من قادة الأعمال والمسؤولين الحكوميين لاستعراض دور المركز كمنصة استراتيجية تدعم الشركات الإندونيسية الراغبة في التوسع عالمياً؛ لتعزيز روابط الاقتصاد الإسلامي، ودفع عجلة التجارة المتبادلة بين الإمارات وإندونيسيا عبر منظومة متكاملة ومتطورة.