«رحلة مدهشة» مركبة فضاء أوروبية تستكشف وديان سطح المريخ وتكشف اكتشافات جديدة مذهلة

تُعد صور مركبة الفضاء الأوروبية “مارس إكسبريس” لسطح المريخ من المصادر الأساسية لفهم جيولوجيا الكوكب الأحمر، حيث تركز الدراسات على تفاصيل فوهة أكيرون التي تُظهر تغيرات دقيقة في تضاريسها، مما يعزز من قدرة العلماء على تفسير العمليات الطبيعية التي شكلت هذه المعالم الفريدة.

تفاصيل الجيولوجيا في فوهة أكيرون على سطح المريخ وتأثيرها

تحتل فوهة أكيرون مكانة مميزة بين تضاريس المريخ، إذ تجمع بين الحفر العميقة والقنوات التي تشبه الصدوع، وتتوزع فيها التلال والوديان التي تعكس تأثيرات النشاط الجيولوجي المكثف عبر الزمن؛ فتُظهر هذه التكوينات آثارًا قديمة تشير إلى عمليات طبيعية عنيفة تركت بصمتها الواضحة على سطح الكوكب الأحمر.

الأحداث التاريخية لتشكّل فوهة أكيرون وتأثير الأنهار الجليدية عليها

تشير الدراسات إلى أن تشكّل الحفر داخل فوهة أكيرون يعود لحوالي 3.7 مليار سنة خلال فترة النشاط الجيولوجي الأكبر للمريخ؛ حينها اندفعت الصخور المنصهرة إلى السطح، مما أدى إلى تمدّد القشرة وظهور شقوق واسعة تمتد لأميال، وهو ما يمثل علامة مهمة لدراسة تاريخ الكوكب. كما ساهمت الأنهار الجليدية في نحت التضاريس؛ حيث خلّفت أشكالاً مثل التلال المستديرة والهضاب المستوية التي تعكس قوة وتأثير العمليات الطبيعية المستمرة على المشهد الجيولوجي.

تنوّع التضاريس حول فوهة أكيرون وعلاقته بجغرافية كوكب المريخ

تشهد صور “مارس إكسبريس” تنوعًا ملحوظًا في التضاريس المحيطة بفوهة أكيرون، حيث تمتد سهول منخفضة على الجانب الأيمن مقابل سهول مرتفعة على الجانب الأيسر؛ ويمكن لهذه السهول أن تصل إلى جبل أوليمبوس البركان الأعلى في النظام الشمسي، مما يعكس تعقيد الجغرافيا المرتبطة بهذه المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تبرز العديد من الفوهات الصدمية التي تعكس تاريخ التعرض المستمر لصخور المريخ للقصف من الكويكبات، مما يضيف طبقة جديدة لفهم تطور الكوكب.

تظل مركبة الفضاء “مارس إكسبريس” في مهمة مستمرة حتى نهاية عام 2026، متمكنة من جمع المزيد من البيانات التي تساعد في الكشف عن أسرار تشكّل سطح المريخ وتطوره عبر ملايين السنين، معززة بذلك معرفة العلماء بتاريخ الكوكب الأحمر وطبيعة التغيرات التي مر بها.