عصام هيطلاني: التحرك الدرزي في السويداء وجرمانا.. يكشف صراع النفوذ التركي ـ الإسرائيلي في الساحة السورية

عصام هيطلاني: التحرك الدرزي في السويداء وجرمانا.. يكشف صراع النفوذ التركي ـ الإسرائيلي في الساحة السورية

 

عصام هيطلاني

ـ شهدت منطقة جرمانا السورية في الآونة الأخيرة تصاعدًا مفاجئًا في التوترات ، مما أثار قلقًا واسعًا ليس على المستوى المحلي فحسب ، بل على المستويين الإقليمي والدولي أيضًا ، وخاصة بعد التهديدات التي أطلقها رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو “، الذي أصدر أوامره للجيش الإسرائيلي بالتأهب والاستعداد للتدخل في المنطقة تحت ذريعة حماية الأقلية الدرزية.. ـ لا شك أن هذا التصعيد قد أضاف تعقيدات جديدة إلى الأزمة السورية المتشابكة أصلاً ، مما يعكس تداخلات حادة بين الأبعاد المحلية والإقليمية للأزمة
ـ يأتي هذا التوتر في وقت تشهد فيه سوريا حالة من الانقسام الداخلي العميق ، حيث يواجه النظام السوري الجديد تحديات كبيرة من فصائل مسلحة ما زالت ترفض الاعتراف التام بشرعيته ، وبالتالي الانصياع الكامل لسلطته ، وسط غياب متزايد للاستقرار الأمني والاجتماعي في العديد من المناطق.. وفي خضم هذه التوترات المتصاعدة ، يواصل النظام السوري سعيه لاستعادة بسط سيطرته على كامل الأراضي السورية ، لكنه يواجه تهديدات إقليمية مباشرة ، تتعلق بمحاولات تقسيم سوريا إلى كيانات جغرافية متناحرة ، هدفها إعادة تشكيل خريطة النفوذ الإقليمي والدولي في المنطقة من جديد
ـ إن التطورات التي تشهدها جرمانا ،  ليست مجرد حدث طارئ ، بل هي جزء من سلسلة معقدة من التفاعلات السياسية والعسكرية التي قد تؤدي إلى تعميق الانقسامات الداخلية وانتشارها في مختلف المناطق السورية ، مما يزيد من تعقيد الصراع ويهدد بخروجه عن السيطرة السياسية إلى ساحة الصدامات العسكرية.. يأتي هذا التطور في ظل ظروف دولية حرجة ومرحلة حساسة للغاية ، حيث من المتوقع أن تشهد المنطقة والساحة الدولية ، بناءً على تطور المعطيات السياسية الحالية ، تحولات استراتيجية كبرى قد تؤثر لا محالة وبشكل جذري على مسار الأزمة السورية

أبعاد التحرك الدرزي في جرمانا والسويداء
ـ تعتبر منطقة السويداء وجرمانا التي تقطنها أغلبية درزية ، نقطة تقاطع هامة للمصالح السياسية والإقليمية في الساحة السورية.. ففي وقتٍ تشهد فيه المناطق التي تسيطر عليها جماعة ” قسد ” في الشمال السوري تمردًا ضد النظام الجديد ، ورفض فصائل المعارضة في درعا الانصياع لسلطة العهد الجديد ، إضافة إلى التوترات المتصاعدة في الساحل السوري ، تبرز المناطق الدرزية بخصوصية مميزة  في الساحة الإقليمية
ـ إن تصاعد الأزمات الأمنية أدى إلى تزايد الاتهامات للسلطة الجديدة بتحملها مسؤولية غياب الأمن والأمان ، وعدم قدرتها على فرض الاستقرار الأمني في البلاد ، مما أدى إلى تفشي حالات القتل والخطف والسرقة ، ليس في المناطق الدرزية فحسب ، بل في مختلف أنحاء البلاد.. هذا الوضع أسهم في زيادة مشاعر التمرد والقلق والعصيان والتوتر بين صفوف الدروز ، وأدى أيضًا إلى فتح المجال لبعض الأصوات المطالبة بالحماية الذاتية ، وصولًا إلى المطالبة بالحماية الدولية في المناطق التي تقطنها الأقليات
ــ في ظل هذه التعقيدات المتشابكة في الساحة السورية ، لم يكن إعلان الكيان الإسرائيلي عن استعداده للتدخل العسكري في جرمانا تحت ذريعة حماية الأقلية الدرزية .. مجرد رد فعل عفوي ، بل يعكس استراتيجية أوسع .. تهدف إلى تحقيق مصالح إقليمية بعيدة المدى.. ولا شك أن تصريحات الزعيم الدرزي ” وليد جنبلاط ” وبعض زعماء ومشايخ الدروز ، قد ساهمت إلى حد بعيد في تهدئة الأوضاع المتوترة في جرمانا ، حيث دعوا إلى بقاء الطائفة الدرزية تحت سقف الوطن السوري ، ورفض الانجرار وراء الفتنة التي تسعى إسرائيل لزرعها بين أبناء الوطن الواحد
ـ ومع ذلك .. لا يمكن القول إن التحركات في المناطق الدرزية قد خمدت بشكل كامل ، إذ لا تزال هناك احتمالات لعودة التوترات إلى الواجهة.. ورغم التهدئة المؤقتة التي تم التوصل إليها ، يبقى الوضع مشوبًا بإمكانية انفجار الأوضاع مجددًا ، طالما أن الظروف السياسية والأمنية والاجتماعية .. لم تتحسن ولم تتغير نحو الأفضل. ـ وفي جميع الأحوال ، فإن ما حدث في جرمانا قد بعث برسائل سياسية واضحة للعهد الجديد في سوريا ، مفادها أن الدروز لهم مساحة وحق مشروع في التواجد ضمن الساحة السياسية ، ويجب أن يكون لهم دور فعّال ومؤثر في بناء ورسم ملامح الدولة السورية الجديدة ، وإلا ..  فإن ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية .. أكثر تعقيدًا ، قد تساهم في تقسيم البلاد

التدخل الإسرائيلي في الجنوب السوري
ـ يأتي التدخل الإسرائيلي في جنوب سوريا في سياق أوسع من التوترات الإقليمية ، حيث تتزامن سلسلة التوغلات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة على مدار الأشهر الماضية .. مع تدمير البنية العسكرية السورية بشكل شبه كامل ، مما يعكس تحركات استراتيجية بعيدة المدى .. هذه التحركات تتماشى مع تصريحات رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي ”  بنيامين نتنياهو “، ووزير دفاعه ” يسرائيل كاتس “، حول ضرورة حماية الدروز في سوريا
ـ إن الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على سوريا ، تعكس استراتيجية متحولة وغير ثابتة ، ظاهرها حماية الأقلية الدرزية ، ولكن مضمونها يركز على تأسيس قواعد نفوذ عسكرية ومناطق عازلة.. هذه الاستراتيجية لا تضمن حماية أمن إسرائيل القومي فقط ، بل تسعى أيضًا إلى بناء ركائز استراتيجية هامة تدعم مشروع ” ممر داوود ـ من البحر إلى النهر”، حيث تستغل إسرائيل الفراغ الأمني السائد في سوريا ، بهدف تحقيق مكاسب استراتيجية طويلة الأمد.. ـ هذا التدخل الفاضح يهدف إلى إبقاء سوريا في المنظور القريب تحت المجهر الإسرائيلي على مختلف الصعد العسكرية والسياسية والاقتصادية ، كما يسعى إلى منع أي توسع لنفوذ تركي محتمل قد يشكل تهديدًا مباشرًا لمصالحها القومية

أهداف إسرائيل في سوريا
ـ إن التدخل الإسرائيلي في الجنوب السوري ، لا يقتصر على الأهداف الدفاعية فقط ، بل يحمل أهدافًا أوسع تتعلق بإعادة تشكيل النظام الإقليمي في المنطقة.. ولعل تصريحات الرئيس الأمريكي ” دونالد ترامب “، حول “ضرورة إعادة ترتيب الشرق الأوسط” وأن الكيان الإسرائيلي صغير في ظل التواجد العربي الكبير في المنطقة ، بالإضافة إلى طرحه مشاريع تهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار.. تفسر الخطوات الإسرائيلية التي تتماهى مع هذه الأفكار والتوجهات ، حيث تهدف هذه الخطوات إلى تقسيم سوريا إلى كيانات عرقية وطائفية ودويلات صغيرة متناحرة ، ضعيفة وفاشلة ، ما يضمن أمن الكيان الاسرائيلي ويعزز من هيمنته في المنطقة.. ـ كما أن هذا التوجه ، قد يساهم في فرض عملية التطبيع على سوريا ودول المنطقة لاحقا ، وذلك من خلال مشاريع اقتصادية .. تتناسب مع المصالح الإسرائيلية
ـ لا شك أن هذا المخطط يسهم ايضا  في تحقيق حلم الكيان الإسرائيلي التاريخي بتوسيع حدوده من ” النهر إلى البحر “، وهو مشروع يستند إلى القناعة .. بأن التوسع الإقليمي باستخدام أدواتها في المنطقة ، قد يوفر لها الأمن الاستراتيجي والاقتصادي على المدى الطويل

الدور الروسي : بين النفوذ التركي والمشروع الاسرائيلي
ـ لا يمكننا فَصْل ما يحدث في المناطق الدرزية في سوريا عن الحسابات والمخططات الإسرائيلية.. وبالتالي .. فإن ما حدث في منطقة جرمانا والسويداء .. يُعد انعكاسًا مباشرًا لمحاولات الكيان الإسرائيلي المستمرة لاستغلال الأحداث بغية زعزعة الاستقرار الهش في سوريا ، بما يضمن قلب الطاولة على المشروع التركي المتصاعد والساعي لبسط نفوذه التدريجي في الساحة السورية.. حيث يشهد الوضع السياسي منافسة كبيرة بين تركيا وإسرائيل على رسم حدود النفوذ في المنطقة
ـ تركيا..  التي تسعى إلى حل القضية الكردية بشكل نهائي في الشمال السوري ، تمكنت مؤخرًا من إقناع ” زعيم حزب العمال الكردستاني ” عبد الله أوجلان ” بإلقاء خطاب تاريخي يدعو فيه أعضاء الحزب إلى إلقاء السلاح وإلغاء الخيار العسكري في مواجهة تركيا ، والتوجه إلى الحل السياسي والسلمي مع الأتراك الذين وصفهم بالأخوة والأشقاء.. ـ هذا الأمر أثار قلق إسرائيل ، إذ قد تفقد ورقة نفوذ هامة لصالح تركيا في سوريا
 ـ اضافة إلى سعي تركيا لترسيخ أسس الاستقرار وإعادة الإعمار وتوحيد البلاد.. وهذا الهدف يتعارض بشكل مباشر أيضا مع مخطط إسرائيل في تقسيم سوريا جغرافيًا إلى دويلات ضعيفة وفاشلة ومتناحرة
ـ كما أن ترسيخ الاستقرار في سوريا سيؤدي إلى تعزيز قدرة تركيا على تسليح الجيش السوري وتأهيله من جديد ، وبالتالي إعادة ترتيب المنطقة ، بما يضمن تكتل نظام إسلامي متجانس ،  يشمل قطر وحركتي حماس والجهاد إضافة إلى النظام السوري الجديد. هذا التكتل ذو الطابع الإسلامي ، سيأخذ على عاتقه دعم القضية الفلسطينية بهدف ترسيخ حق الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل تحرير أراضيه المحتلة من الكيان الإسرائيلي .. على مبدأ حل الدولتين وعاصمتها القدس الشرقية ، وحق عودة اللاجئين وفق القرارات الدولية.. وهذا يتعارض بشكل واضح مع محاولات إسرائيل لطمس القضية الفلسطينية وتسويق فكرة التهجير نحو دول الجوار مثل مصر والأردن وربما سوريا ولبنان لاحقًا ، بدعم وغطاء أمريكي
ـ ولعل نجاح إسرائيل في ضرب البنية التحتية لحماس والجهاد في فلسطين ، إضافة إلى القضاء على فعالية حزب الله داخل وخارج لبنان ، وطرد إيران وميليشياتها الطائفية من سوريا ، يجعل إسرائيل غير قادرة على قبول تعدد الأقطاب مجددًا في المنطقة.. وخاصة بعد نجاح تركيا في ترسيخ سياستها في سوريا ، ما أثار قلق الكيان الإسرائيلي من وجود نفوذ تركي منافس .. قد يشكل تهديدًا مباشرًا لمشروعها الاستيطاني وحلمها في التمدد والهيمنة المطلقة في المنطقة العربية
ـ من يعيش في تركيا .. يدرك تمامًا مكانة بلاد الشام والقدس في قلوب ووجدان معظم الشعب التركي.. ولعل مواقفه الداعمة للشعب الفلسطيني خلال الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة ، خير دليل على تبني الشعب التركي للقضية الفلسطينية ، مما سيعزز مواقف الحكومة التركية في دعم مطالب الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحقه في تقرير المصير. ـ هذه المواقف تتعارض بالمطلق مع المشروع الإسرائيلي ، الذي يرى في أي توسع تركي بالقرب من حدوده تهديدًا مباشرًا لأمنه القومي
ـ في هذا السياق.. فإن التوسع العسكري والسياسي التركي يضع إسرائيل في موقف يتطلب منها إعادة النظر في استراتيجيتها في سوريا.. ولذلك .. أرسلت إسرائيل السكرتير العسكري لرئيس الحكومة الاسرائيلية  إلى موسكو بهدف التباحث مع الرئيس الروسي ” فلاديمير بوتين ” حول كيفية إفشال المخطط التركي في سوريا ، واقناعه بضرورة عودة الروس إلى الساحة السورية من أجل خلق نوع من توازن القوى ، بما يضمن مصالح إسرائيل الاستراتيجية.. حيث تعد روسيا شريكًا استراتيجيًا مهمًا لإسرائيل في المنطقة ، إذ أن أي تفاهم بين روسيا وإسرائيل ، قد يعيد تشكيل الوضع السياسي والعسكري في المنطقة ، بما يحقق التطمينات المطلوبة للأمن القومي الإسرائيلي .. وهذا ما فعله ” بوتين ” منذ تدخله المباشر في دعم النظام السوري المخلوع

الدور التركي والإسرائيلي في الساحة السورية في سياق الأزمة الأوكرانية
ـ يُحدد الدوران التركي والإسرائيلي في الساحة السورية ، بما ستفرزه الأزمة الأوكرانية من نتائج على الساحة الدولية..  إذا تم التوصل إلى توافق أمريكي – روسي لحل القضية الأوكرانية ، فإن تركيا قد تخسر حيزًا كبيرًا من دورها الذي لعبته في فترة الصراع الروسي – الأوكراني ، وهو ما سينعكس بشكل مباشر على تأثيرها في الساحة السورية ، وبالتالي سيضعف من قدرتها على فرض رؤيتها في سوريا ويقوي من موقع إسرائيل في المنطقة.. وهذا قد يقود إلى صدام بين المشروعين في الساحة السورية ، ما يؤدي إلى إطالة الأزمة السورية حتى تتغير الظروف الدولية
ـ أما في حال تمكّن الأوروبيون من إقناع الرئيس الأمريكي ” ترامب ”  بضرورة تقديم الضمانات الدفاعية لأوكرانيا ودعمها عسكريًا واقتصاديًا ضد روسيا ، مقابل توقيع أوكرانيا صفقة معادن نادرة لصالح الولايات المتحدة ، فإن الدور التركي في الساحة الدولية ، قد يتعزز مجددًا وبشكل ملحوظ.. وهو ما من شأنه أن يعزز موقف تركيا ويجعلها أكثر حضورًا وقوة في المنطقة
 ـ في هذا السياق ، سيظل الدور التركي في الساحة السورية قويًا ، بل قد يتطور ليشمل محاور إقليمية جديدة مع روسيا وإيران ، مما يسهم في تعزيز نفوذها الاستراتيجي في سوريا
وفي الحالتين ، سواء تراجعت تركيا عن دورها أو تعزز ، فإن استقرار سوريا ونجاح مسار إعادة الإعمار فيها يتطلب دعمًا عربيًا تكامليًا.. هذا الدعم العربي سيكون ضروريًا لتحقيق الاستقرار وإعادة بناء سوريا ، سواء من خلال حوار داخلي بين القوى الإقليمية أو عبر مسارات جديدة من التعاون العربي مع الأطراف الفاعلة مثل تركيا ، روسيا ، وإيران ، وأمريكا

وفي النهاية
ـ في خضم التحديات الكبرى التي تواجه سوريا ، يبقى على العهد الجديد واجب السباق مع الزمن لترسيخ أركان الدولة وتعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية بين مكونات الشعب السوري لمنع أي محاولة لإجهاض الدولة الوليدة . ـ إن السير قدمًا نحو اتخاذ قرارات مصيرية ، يتطلب شجاعةً سياسية ورؤية استراتيجية شاملة ، تهدف إلى ضمان وحدة التراب السوري والحفاظ على هويته الوطنية
وفي هذا السياق ، من الضروري أن تتسع الرؤية لتشمل كامل الجغرافيا السورية ، بما يراعي التنوع العرقي والطائفي الذي يميز المجتمع السوري .. إن الحفاظ على سوريا دولة موحدة ، لا يتطلب فقط القرارات الحكيمة ، بل يتطلب أحيانًا قرارات قاسية قد تبدو صعبة في اللحظة الراهنة ، لكنها ضرورية لضمان وحدة الوطن وحمايته من أي محاولات لتفتيته أو تقسيمه
ـ إن بناء الدولة لا يُعتبر مجرد هدف ، بل هو الركيزة الأساسية التي تضمن الأمن والاستقرار والحياة الحرة الكريمة ، القادرة على تقوِيض كل محاولات الهيمنة السياسية من قبل القوى الإقليمية والدولية التي تسعى لفرض سياستها ونفوذها على القرار السوري. ـ إن بناء سوريا من جديد ، على أسس من الوحدة والعدالة والكرامة ، هو الطريق الوحيد الذي يضمن بقاءها قوية ، موحدة ، وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية. وبالتالي ، فإن هذا المسار يستحق منا جميعًا أن نقدم من أجله كل التضحيات الجسام ، لأنه الطريق الأنسب الذي يضمن حياة ومستقبلًا أفضل للأجيال القادمة
كاتب وباحث سوري مقيم في ألمانيا
ألمانيا ـ كولن

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع
للدعم:

close