«أسرار امتداد» أندية القتال النازية تتوسع عالمياً وتحافظ على نفوذها القوي

أندية القتال النازية المتطرفة «أكتيف كلوب» توسّعت عالميًا خلال العامين الماضيين كشبكة دولية تحولت تدريبات الفنون القتالية فيها إلى غطاء لنشر أفكار عنصرية وفاشية، وجذب عناصر جديدة إلى الأيدولوجيات اليمينية المتطرفة، حسب تقرير «المشروع العالمي لمكافحة الكراهية والتطرف» (GPAHE) وصحيفة «الغارديان»؛ إذ باتت هذه الأندية موجودة في 27 دولة من الولايات المتحدة إلى أمريكا اللاتينية وأوروبا.

التوسع الدولي لأندية القتال النازية وأثرها في البلدان المختلفة

شهدت أندية القتال النازية «أكتيف كلوب» انتشارًا واسعًا خارج الولايات المتحدة التي نشأت فيها، متغلغلة في بلدان عدة منها كندا وأستراليا والدول الأوروبية مثل السويد وفنلندا وسويسرا، بالإضافة إلى بعض دول أمريكا اللاتينية كتشلي وكولومبيا؛ وهو ما يكشف قدرة هذه الأندية على تشكيل شبكة عالمية لتنظيم ودعم الأيديولوجيات المتطرفة مستغلة تدريبات الفنون القتالية كواجهة.
في كندا، على سبيل المثال، برزت هذه الحركة بوضوح حين ظهر مجموعة من الرجال الملثمين أمام مقر بلدية لندن في أونتاريو، مروّجين لشعارات معادية ومناهضة كـ «الترحيل الجماعي الآن» و«لا دماء من أجل إسرائيل»، في مشهد يثير القلق نظرًا لتكرر أحداث جرائم الكراهية في المدينة، مثل قتل عائلة باكستانية عام 2021.
كما انتشرت ملصقات تحمل شعارات تضم «الشعب–العائلة–المستقبل» في المدن المجاورة، وهي عبارات تمتد من خطاب نازي مبطن يهدف إلى تعزيز تأثير اليمين المتطرف في مناطق جديدة.

كيف تستخدم أندية القتال النازية «أكتيف كلوب» رياضة القتال كواجهة آيديولوجية متطرفة

ترتكز أندية القتال النازية «أكتيف كلوب» على تنظيم تدريبات قتالية منتظمة في الأماكن العامة والصالات الرياضية، حيث يُصور النشاط البدني على أنه تعزيز للصحة الجسدية والنفسية، لكنه يتحول إلى أداة لتلقين أيديولوجيات متطرفة تحث على الكراهية العرقية والدينية، مستوحاة من ثقافة «جنود الشوارع» النازيين والعنف الجماهيري في أوروبا.
تُنسق هذه الأندية أنشطتها عبر منصات رقمية مثل «تلغرام» التي تسهّل تبادل الدعائيات ونشر خطوات التنظيم رغم طابعها غير المركزي، إذ توحي بالتنظيم العالي والقدرة على التوسع السريع.
هذه الاستراتيجية تجعل من تدريبات القتال ذريعة مثالية لاستقطاب الشباب وتعليمهم المواجهة العنيفة ضمن إطار أيديولوجي متشدد، ما يزيد من حجم التهديد الذي تشكله الأندية على الأمن المجتمعي.

الرواد والعلاقات الدولية لأندية القتال النازية «أكتيف كلوب» ودورها في تصعيد التطرف

يرجع تأسيس أندية القتال النازية «أكتيف كلوب» إلى الأميركي روب روندُو، المعروف كأحد رموز النازية الجديدة في الولايات المتحدة، والذي أدين عام 2024 بتهمة التآمر لإثارة الشغب في كاليفورنيا، وكان قائدًا سابقًا لمجموعة «الصعود فوق الجميع» التي شاركت في أحداث شارلوتسفيل الشهيرة 2017؛ رغم غياب ارتباطه المباشر بفروع الأندية العالمية الحالية، إلا أن هذه الأندية تستلهم تنظيمها من أفكاره وتروج لصراع عالمي من أجل البقاء العرقي.
تتقاطع أنشطة «أكتيف كلوب» مع جماعات يمينية متطرفة أخرى، أبرزها «جبهة الوطن الأميركية» (Patriot Front)، حيث تظهر علاقات تنسيقية واضحة وتشارك في تدريبات قتالية في ولايات مثل تكساس، كما توضح صور حديثة لزعيم الجبهة توماس روسو ضمن جلسات مصارعة مع المتدربين، ما يؤكد تنسيقًا علنيًا بين الطرفين.
في أستراليا، يُعتبر المتطرف توماس سويل من أبرز داعمي شبكة الأندية محليًا، وقد سعى سابقًا إلى تجنيد منفذ مذبحة كرايست تشيرش بنيوزيلندا، مستخدمًا الفنون القتالية وسيلة لتدريب المناصرين على العنف الجسدي.

  • انتشار أندية القتال النازية في 27 دولة
  • استخدام تدريبات القتال كواجهة أيديولوجية
  • تنسيق دولي مع جماعات يمينية أخرى
  • دور أفراد متطرفين بارزين في تدعيم الشبكة
  • التركيز على جذب الشباب وتدريبهم على العنف

يحذر الخبراء من أن أندية القتال النازية «أكتيف كلوب» تتحول إلى منصات عالمية لتأهيل متطرفين مدربين على العنف، مستغلة شعارات الصحة البدنية والانضباط لجذب فئات الشباب، مما يجعلها جزءًا من التهديد المتزايد على الاستقرار المجتمعي. يتزامن ذلك مع ظهور أجنحة شبابية جديدة يُقال إنها تمضي في نفس طريق خطاب منظمات يمينية متطرفة قديمة، على غرار ما تروّج له أجنحة شباب هتلر في الثلاثينيات، ما يشير إلى خطورة التصعيد المستقبلي في نمط التطرف العنيف.