«قصة مؤثرة» محطة الحب تحكي كيف غرزت الثقة بين القلوب بطريقة فريدة

تعتبر قصة فو ثي لان نموذجًا ملهمًا لما يمكن تحقيقه بالرغم من التحديات الصحية والاجتماعية؛ فقد ولدت عام 1990 في بلدة ي ين، نينه بينه، مصابة بقصر القامة وانحناء في الظهر والساقين، إلى جانب ضعف في نمو الهيكل العظمي، مما عرّضها لأربع عمليات جراحية كبرى بهدف تمكينها من المشي وارتداء الأحذية بشكل طبيعي. رغم المعاناة التي أصابتها بغياب الدراسة لفترة، إلا أن لان تخرجت بامتياز في المحاسبة من كلية هانوي للاقتصاد والتكنولوجيا، لكنها واجهت العزلة والبطالة لأكثر من عشر سنوات بسبب صحتها ومظهرها المختلف، وحصل تحول جذري في حياتها عند تعرفها على دورة الخياطة التي قدمها المعلم نجوين دوي لونغ.

كيف أعادت فو ثي لان بناء حياتها عبر تعلم مهارات الخياطة

اتخذت فو ثي لان قرارًا حاسمًا لتغيير مستقبلها في أوائل عام 2024، عندما شاهدت مقاطع فيديو تحفيزية على وسائل التواصل الاجتماعي واكتشفت دورة الخياطة التي يقدمها نجوين دوي لونغ في هانوي. عكفت لان على التعلم الجاد، حيث أمضت أكثر من ثلاثة أشهر في اتقان كل غرزة، محاولة التغلب على مخاوفها واستعادة ثقتها بنفسها. كانت رحلة الخياطة ملاذها الأول لإثبات قيمتها والنجاح في مجال جديد، وبفضل دعم المعلم نجوين دوي لونغ، وجدت الثقة للظهور أمام الكاميرا والبدء في بث مباشر يشاركها فيه جمهورها المتزايد الطاقة الإيجابية والإبداع.

افتتاح “محل خياطة 1م25” ودوره في دعم المرأة وتمكين ذوي الإعاقة

بعد اكتساب مهارات الخياطة، عادت فو ثي لان إلى مسقط رأسها وافتتحت محلًا صغيرًا في فناء منزلها أطلقت عليه اسم “محل خياطة 1م25″، حيث تصنع منتجات مخصصة للأطفال وتصمم حيوانات محشوة لطيفة. لا يقتصر نشاطها على العمل اليدوي فقط، بل تبث لان بانتظام عبر صفحتها الشخصية “لان خوييت” مقاطع حية تعكس تفاؤلها وقوة الإرادة. هذا المحل الصغير بات مساحة تجمع الضحك والحكايات التي تعبر عن كل منتج وخبرات لان الشخصية، كما أصبح منبرًا لنشر الأمل للنساء ذوات الإعاقة أو اللواتي يعانين ظروفًا صعبة، حيث تفضل توفير فرص تعلم مهارات مهنية لتمكينهن من الاعتماد على أنفسهن اقتصاديًا.

دور برنامج “محطة الحب” في دعم نجاح فو ثي لان وتحقيق أحلامها المستقبلية

ساهم برنامج “محطة الحب” في تسليط الضوء على قصة لان، حيث قدم لها دعمًا نفسيًا وماديًا ساعدها على تخطي العوائق، كما كان للمعلم نجوين دوي لونغ دور بارز في تحفيزها بثقة لتقديم أول بث مباشر. خلال حلقات البرنامج التي عُرضت، حكى الجمهور لحظات مليئة بالتأثر، بدءًا من عرض لان على خشبة المسرح بفستان من تصميمها، مرورًا بذكرياتها مع العمليات الجراحية، حتى الكلمات الصادقة التي شاركتها عن فترة بطالتها وانعزالها، وصولًا إلى اللحظة التي استردّت فيها ذاتها. يقدم البرنامج دعمًا ماليًا جزئيًا يخفف الأعباء الاقتصادية عنها، ويساهم في تحقيق حلم افتتاح ورشة خياطة لتعليم النساء ذوات الإعاقة، وهو مشروع يؤسس لتمكين أوسع يشجع النساء على بناء مستقبل مهني ومستقر.

  • توفير بيئة عمل صغيرة ملهمة ومليئة بالإيجابية في “محل خياطة 1م25”.
  • تعليم مهارات مهنية للنساء في ظروف صعبة لتعزيز استقلاليتهن الاقتصادية.
  • دعم نفسي واجتماعي من خلال برامج تليفزيونية ومبادرات مجتمعية.
  • خلق فرص لتسويق المنتجات اليدوية ضمن نطاق محلي واسع.

تُجسّد رحلة فو ثي لان مدى قوة الإرادة التي تستطيع تحويل نقاط الضعف إلى مصدر للقوة، فمهارات الخياطة التي تعلمتها ساعدتها على إعادة تشكيل حياتها، بينما البرامج الداعمة والمجتمع المحيط بها منحاها الفرصة لإشراق جديد يمنحها الاستقلالية والثقة، مدفوعة برسالة واضحة: مهما كانت التحديات، يمكن لكل فرد أن ينسج مستقبله بيديه.