«تفاهمات حاسمة» لقاء الرئيس السيسي بنظيره الأوغندي ماذا كشف عنه الذكاء السياسي؟

تعد زيارة الرئيس السيسي لنظيره الأوغندي خطوة استراتيجية ذكية في السياسة الخارجية المصرية، إذ تحمل فرصًا لتعزيز التعاون الإقليمي وتنفيذ اتفاقيات حيوية تتعلق بإدارة موارد نهر النيل. هذه اللقاءات تسهم في تحقيق استقرار وإدارة مستدامة لمياه النهر، بما يخدم مصالح الدول المعنية.

دور الرئيس الأوغندي في تسريع تنفيذ اتفاقية استخدام مياه النهر

رئيس أوغندا يلعب دور الوسيط الأساسي في تنفيذ اتفاقية “عنتيبي” التي توقعتها ست دول عام 2015، والهادفة لتنظيم استخدام مياه النهر بطريقة مستدامة؛ إذ تسعى هذه الاتفاقية إلى تطوير آليات مشتركة لإدارة الموارد المائية الخاصة بالنهر. بدعم مباشر من أوغندا، من المتوقع تسريع إجراءات تشغيل سد النهضة، الذي يعتبر نقطة محورية في ملف مياه النيل، والتوصل إلى حلول واقعية تضمن توزيعًا عادلًا ومتوازنًا للمياه بين الدول.

الذكاء السياسي وراء لقاء السيسي بنظيره الأوغندي

اللقاء بين الرئيسين يعكس قدرة القيادة المصرية على توظيف العلاقات الدبلوماسية لدعم قضايا المياه الحيوية، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها مصر من مشروع السد الإثيوبي. من خلال تحالف إقليمي تستفيد فيه الدول من علاقاتها، يتم تعزيز فرص التفاوض والتوصل إلى تفاهمات مستقرة عبر قنوات جديدة؛ ما يبرز أهمية الحضور الأوغندي الفاعل في تقوية موقف مصر على الساحة الدولية.

تأثير اتفاقية عنتيبي على إدارة وتشغيل سد النهضة بشكل مستدام

اتفاقية عنتيبي تمثل إطارًا قانونيًا وسياسيًا لتنسيق الجهود بين دول حوض النيل، وهي تشمل:

• تنظيم استخدام مياه النهر بآليات شفافة ومتفق عليها
• تعزيز التنمية المستدامة التي تضمن استفادة جميع البلدان من الموارد المائية
• تسهيل الحصول على البيانات والمعلومات المتعلقة بإدارة السدود والمشروعات الكبرى
• دعم الإجراءات التي تحفز تشغيل سد النهضة بطريقة تحفظ الحقوق المائية لمصر والسودان وأثيوبيا

هذه الخطوات تؤدي إلى إدارة متزنة للسدود الكبرى، مع مراعاة مصالح الدول المتجاورة، وتجنب أي صراع محتمل حول المياه.

تُظهر هذه التطورات كيف أن الذكاء السياسي المتمثل في لقاءات قيادة مصر بأوغندا يشكل عاملًا حاسمًا في الدفع نحو تحقيق إدارة مستدامة وحكيمة لموارد نهر النيل، وهو ما يعزز الأمن المائي لمنطقة حوض النيل برمتها.