«تحديث هام» سد الموصل ما هو وضعه الحالي بعد تصريحات محافظ نينوى

سد الموصل يعد القلب النابض للأمن المائي في نينوى، إذ يواجه تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية وندرة الأمطار التي أدت إلى تفاقم ظاهرة التصحر وارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ، وهو ما استوجب إدارة متوازنة تحفظ كميات المياه وتضمن استمرار تدفقها لأغراض الري والشرب.

الأهمية الاستراتيجية لسد الموصل ودوره في الأمن المائي لمحافظات نينوى والدجلة

محافظ نينوى عبد القادر الدخيل أبرز أن سد الموصل يعتبر شرياناً محورياً يغذي عدداً من المحافظات والبحيرات التي تقع ضمن حوض نهر دجلة، مؤكداً على قدرة إدارة السد في إطلاق كميات من المياه تفوق الواردات القادمة من المنبع، وهو إنجاز نادر يحسب لكفاءة الإدارة ودقة خططها. دعم الحكومة المحلية لهذا المشروع يعد ركيزة أساسية لضمان تجاوز أزمة الصيف والجفاف المستمر، مع العمل على وضع استراتيجيات فعالة لحماية الموارد المائية والمحافظة عليها ضمن رؤية طويلة المدى.

تحديات التصحر وندرة المياه وتأثيرها على استهلاك الفرد والحياة الزراعية

تواجه نينوى وضواحيها أزمة حادة في الموارد المائية نتيجة ندرة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة التي زادت من معدلات تبخر المياه، مما أدى إلى تفشي ظاهرة التصحر وتقلص المساحات الزراعية بشكل ملموس؛ وهو ما يؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي وجودة حياة السكان الريفيين. دعا المحافظ الدخيل إلى إطلاق حملات توعوية وتثقيفية واسعة النطاق لتحفيز المواطنين على ترشيد استهلاك المياه، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الاستخدام الفردي، حيث إن الحفاظ على المياه أصبح من الأولويات الحيوية لمواجهة هذه الأزمة المتصاعدة.

التنسيق الدولي وأزمة الإطلاقات المائية وتأثيرها على سد الموصل والمحطات الكهرومائية

تتصدر قضية الإطلاقات المائية التركية عناوين التحديات التي تواجه الأمن المائي العراقي، إذ كشف فالح الخزعلي، رئيس لجنة الزراعة والمياه النيابية، عن محاولات العراق لتقديم تسهيلات اقتصادية لتركيا، تشمل زيادة التبادل التجاري واستيراد وقود الكهرباء، مقابل رفع معدلات المياه، إلا أن الرد التركي ظل محدوداً؛ حيث لا تتجاوز الإطلاقات 350 متراً مكعباً في الثانية، في حين أن الحاجة العراقية تصل إلى 800 متر مكعب، مما يهدد عمل محطات معالجة المياه، خصوصاً في بغداد. أطلقت تركيا مؤخراً كميات متزايدة من المياه بعد جهداً دبلوماسياً دولياً، ما ساهم مؤقتاً في تخفيف الأزمة رغم استمرار المخاوف من تفاقم الشح، تزامناً مع انخفاض مخزون المياه داخل السدود والخزانات إلى مستويات دون الآمنة، وهو ما أجبرت وزارة الموارد المائية على اعتماد خطط توزيع صارمة تعتمد الأولوية للشرب والبستنة بسبب غياب خطة زراعية شاملة لفصل الصيف.

الجهة حجم الإطلاقات المائية (متر مكعب / ثانية)
تركيا (قبل الجهود الدبلوماسية) 300 – 350
تركيا (بعد موافقة زيادة الإطلاقات) 420 عبر نهر دجلة، و320 لسد الموصل
الحاجة العراقية المطلوبة 800

تجدر الإشارة إلى أن هذه الظروف القاسية تتطلب إجراءات مستدامة لحماية سد الموصل واستمرار أداء محطات الكهرباء المرتبطة به، مع تعزيز التعاون الإقليمي للحفاظ على استقرار الأمن المائي الغذائي في نينوى والمناطق المجاورة، لضمان مستقبل أفضل مع تقلبات المناخ المستمرة والتحديات البيئية المتزايدة.