«توتر مستمر» مانشستر سيتي هل يتراجع أمام أزماته ولماذا الآن؟

مانشستر سيتي عانى بشكل واضح في موسم الدوري الإنجليزي الممتاز 2024-2025، حيث اقتصر رصيده على 71 نقطة فقط، وهو أقل بكثير من المستوى المتوقع للفريق تحت قيادة بيب غوارديولا، الذي اعتاد تسجيل أرقام قياسية الموسم بعد الآخر. هذا التراجع المفاجئ أثار العديد من التساؤلات حول أسباب انهيار أداء الفريق ومدى تأثير الأحداث الداخلية والخارجية عليه خلال الموسم.

التراجع المفاجئ في أداء مانشستر سيتي ونتائج الموسم الماضي

لا يمكن إغفال أن الموسم الأخير شكل نقطة تحول غير متوقعة في تاريخ مانشستر سيتي، حيث جاء المركز الثالث في الدوري بأقل عدد نقاط منذ سنوات عدة، ما يدل على تراجع ملموس في الأداء مقارنة بالمواسم السابقة التي استمر فيها غوارديولا في رفع سقف التوقعات. تراكمت الصعوبات مع بداية موسم 2024-2025، ومن أبرز أسباب هذا التراجع كانت الإصابة الخطيرة للاعب رودري، التي حدثت أثناء مواجهة أرسنال في سبتمبر، وأدت لتراجع واضح في كفاءة الفريق وسط الملعب، خاصة أن بعدها الفريق خسر الكثير من النقاط التي كانت في متناول اليد. قبل إصابة رودري، كان الفريق يمضي بخطى ثابتة ومنتظمة، أما بعد خروجه فلم يعد بالإمكان الحفاظ على نفس المستوى.

الأسباب الكامنة وراء تراجع فريق مانشستر سيتي خلال الموسم

لا يختصر التراجع في غياب رودري فقط، بل تعدّى ذلك إلى عوامل شخصية وعقلية أثرت على بيب غوارديولا والمدربين العاملين في النادي. الصراعات الشخصية، وبخاصة مشاكل غوارديولا الزوجية التي بلغت ذروتها في يناير الماضي، أحدثت هزة قوية في استقرار المدير الفني، ما انعكس سلبًا على قراراته وادارته للفريق. إضافة إلى ذلك، أدى اعتزال تشيكي بيغيريستين، المهندس الأساسي لاستراتيجيات الفريق، إلى نقص الدعم الفني والإداري، ما أثّر على قدرة النادي في السوق الشتوي للانتقالات، وتراجع فرص تعزيز الفريق بصفقات جديدة. كل هذه الأحداث تداخلت لتخلق حالة من الفوضى وصعوبة التنظيم داخل الفريق، ما انعكس في تذبذب النتائج وأداء الفريق غير المنتظم.

آفاق الموسم الجديد: تحديات مانشستر سيتي وفرص الاستعادة

يدخل مانشستر سيتي الموسم الجديد وسط حالة من الحذر والترقب، حيث تعود رودري إلى الملاعب بعد فترة غياب طويلة، إلا أن عدم اتزانه في كأس العالم للأندية أثار قلقاً بشأن قدرته على استعادة مستواه السابق بشكل كامل، خاصة مع بلوغه 29 عاماً، وهو عمر لا يسهّل استعادة اللياقة في مركز يتطلب مجهوداً بدنياً هائلاً. على الجانب الإداري، تولى هوغو فيانا منصب مدير كرة القدم منذ يوليو، لكن القيود المفروضة على النادي والتحديات المالية حدّت من قدرته على إبرام صفقات ضخمة، واقتصر صيف الانتقالات على أربعة لاعبين فقط، وسط حاجة ملحة لتقليص أعداد اللاعبين وميزانية الرواتب. يبقى مستقبل مانشستر سيتي مرتبطًا بشكل كبير بمدى قدرة اللاعبين الحاليين على الظهور بأداء قوي، في ظل المنافسة الشرسة التي يشهدها الموسم بين فرق مثل أرسنال وليفربول وتشيلسي، وإذا تمكن الفريق من تجاوز هذه المرحلة المضطربة، فمن المتوقع أن يعود للمنافسة بقوة في تحقيق نتائج متقدمة.