«مكاسب قوية» دولار يحتفظ بمكاسبه بعد صدور بيانات تضخم أمريكية جديدة

احتفظ الدولار بمكاسبه مدعومًا ببيانات تضخم أمريكية فاقت التوقعات، مما دفع المستثمرين إلى تقليل التوقعات حول خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. هذه البيانات أكدت على استمرار الضغوط التضخمية، مما يجعل من الصعب على البنك المركزي تعديل سياسات الفائدة في الوقت الحالي.

تأثير بيانات التضخم الأمريكية على تحركات الدولار والعملات العالمية

شهد الدولار استقرارًا ملحوظًا في جلسة الجمعة بعد مكاسبه الأخيرة التي تحققت عقب صدور بيانات تضخم أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، والتي أظهرت أسرع وتيرة ارتفاع خلال ثلاثة أعوام في شهر يوليو/تموز. هذا الارتفاع يعكس زيادة ملحوظة في تكاليف السلع والخدمات، ما يشير إلى تضخم واسع النطاق قد يشكل تحديًا للبنك المركزي الأمريكي. وفي الوقت ذاته، لم يحقق اليورو والجنيه الإسترليني أي تغيرات كبيرة مقابل الدولار، حيث ظلا مستقري الأداء بعد خسائرهما التي بلغت 0.5% و0.3% على الترتيب في الجلسة السابقة. كما ارتفع الين الياباني بنسبة 0.3% ليصل إلى 147.395 بعد صدور بيانات إيجابية للناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني، مما عزز من جاذبية العملة اليابانية في الأسواق.

كيف أثرت بيانات أسعار المنتجين على توقعات ردود الفعل النقدية الأميركية؟

أظهرت بيانات أسعار المنتجين في الولايات المتحدة مؤشرًا قويًا على استمرار التضخم، حيث سجلت أسرع معدل زيادة لها خلال ثلاث سنوات، ما أثر بشكل مباشر على توقعات الأسواق بشأن تحركات أسعار الفائدة. وطبقًا لأداة فيد ووتش التابعة لسي.إم.إي، انخفضت احتمالات قيام البنك المركزي الأمريكي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس قليلاً بعد صدور هذه البيانات. وعلى الرغم من أن توقعات سابقة كانت تشير إلى إمكانية خفض الفائدة بواقع 50 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول، إلا أن توقعات خفض الفائدة تلك تبخرت بفعل الأرقام الجديدة. هذا التراجع في توقعات السياسة النقدية انعكس أيضًا على عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين، التي استقرت عند 3.7262% في بداية الجلسة الآسيوية بعد ارتفاعها يوم الخميس.

ارتباط العملات الرقمية ببيانات التضخم وتوقعات السياسة النقدية الأمريكية

تعافت عملتا بيتكوين وإيثر من خسائر بلغت حوالي 4% في الجلسة السابقة، حيث لامست بيتكوين مستوى قياسيًا مدعومًا بتعديل توقعات تخفيض أسعار الفائدة الأمريكية. تعكس هذه الحركة الارتباط الوثيق بين العملات الرقمية وسياسات الفائدة، حيث تتأثر العملات المشفرة بشكل مباشر باتجاهات السياسة النقدية في الولايات المتحدة. وعليه، فإن استمرار قوة الدولار المدعوم ببيانات التضخم الأميركية يعيد تشكيل موازين القوى في الأسواق المالية ويؤثر على تحركات الأصول ذات المخاطر العالية مثل العملات الرقمية.