رسميًا.. الجفاف يجبر مئات المزارعين على مغادرة شمال أفغانستان وتحول القرى إلى أراضٍ قاحلة هذا العام

تسبب الجفاف الشديد في شمال أفغانستان بنزوح مئات المزارعين من أراضيهم، بعدما تحولت مساحات واسعة إلى أراضٍ قاحلة، ما جعل الحياة في القرى شبه مستحيلة بسبب نقص المياه وتأثيرات التغير المناخي القاسية. الأوضاع تزداد سوءًا مع ندرة الموارد وغياب بنى تحتية فعالة تساعد في مواجهة الأزمة المتفاقمة.

تأثير الجفاف الشديد على المزارعين في شمال أفغانستان

تتعرض مناطق شمال أفغانستان لجفاف شديد أدى إلى فقدان الأراضي الزراعية خصوبتها؛ الأمر الذي دفع العديد من المزارعين إلى ترك بيوتهم والبحث عن مناطق أكثر أمانًا، وسط تخوفات من استمرار نقص المياه وتعكر الأحوال المعيشية. يقول معروف، رب عائلة محلية، إنه لا يملك خيارًا سوى الهجرة لأن الأطفال يحتاجون إلى غذاء مستقراً وحياة كريمة، مضيفًا أن معظم منازل الطين التي تحيط به أصبحت مهجورة بفعل الجفاف والعجز عن استمرار الزراعة أو تربية المواشي. يؤثر هذا الجفاف على المجتمعات الريفية بشكل أقسى، حيث يعتمد معظم سكان المنطقة على الزراعة وتربية المواشي التي أصبحت معرضة لخطر الانقراض بسبب ندرة المياه وفشل المحاصيل.

تفاقم أزمة المياه بسبب تغير المناخ يهدد مستقبل الزراعة والريف في أفغانستان

لا يقتصر التهديد على الجفاف فقط؛ فالتغير المناخي يغير بشكل كبير دورة المياه في أفغانستان، وهو ما أدى إلى فيضانات مفاجئة خلال السنوات الماضية غمرت الأراضي واقتلع المنازل، مما زاد من هشاشة السكان وترك لهم مساحة ضيقة للبقاء. وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، فإن التغير المناخي هو السبب الرئيسي وراء الحركات السكانية داخل البلاد منذ انتهاء الحرب عام 2021، حيث بلغ عدد المتضررين من ظواهر الطقس المتطرفة خمسة ملايين شخص مع نحو 400 ألف نازح. ومن خلال تقييم حديث لمنظمة الأغذية والزراعة، تبين أن فشل المحاصيل وجفاف المراعي أدت إلى تدهور مصادر المياه، ما يهدد بدفع مجتمعات بأكملها إلى الانهيار في المناطق الريفية، ويجعل من الصعب استمرار الأسر الزراعية في مواصلة حياتها أو حتى كسب دخل.

محاولات مواجهة الجفاف وتنمية البنى التحتية المائية في أجواء عزلة دولية وأزمات متراكمة

على الرغم من الأزمة الحادة، شهدت السنوات الأخيرة انطلاق مشاريع لتحسين موارد المياه مثل حفر قناة قوش تبه التي تهدف إلى نقل مياه نهر آمو دريا لري الأراضي القاحلة، لكن هذه المشاريع تواجه تحديات كبيرة بسبب ضعف الموارد المالية والعزلة الدولية المفروضة على النظام الحاكم. يقول رسولي، أحد السكان المحليين، إن ندرة المياه تدمر كل شيء من الزراعة إلى الأشجار، ويرجو أن ينجح المشروع في جلب الماء وإنقاذ القرى. وزير الطاقة والمياه عبد اللطيف منصور اعترف بوجود حالات جفاف متفاقمة وأكد أن المشاريع القائمة لا ترتقي لحجم الأزمة، إذ تستغرق أعمال تطوير السدود والقنوات وقتًا طويلاً. وفي وقت تتزايد فيه الفيضانات المفاجئة بسبب تغير أنماط الهطول وارتفاع درجات الحرارة، تصبح إمكانية التكيف محدودة، وسط أزمة إنسانية حادة خلفتها النزاعات المستمرة وسوء إدارة الموارد الطبيعية.

  • اضطرار ملايين الأسر إلى ترك منازلها بسبب الجفاف ونقص المياه.
  • فشل المحاصيل والجفاف يؤثران على اقتصاديات المزارع والمواشي المحلية.
  • المشاريع المائية تواجه تحديات مالية وتقنية تؤخر إنجازها.
  • التغير المناخي يزيد من حدة الفيضانات والجفاف على حد سواء.
  • الاعتماد الأكبر على الزراعة يجعل المجتمعات المحلية أكثر هشاشة في مواجهة الكوارث.