«صراع رهيب» دانا وايت ودوره الحاسم في وصول ترامب للرئاسة تأثير خفي لا تعرفه عن الرياضات القتالية في السياسة؟

دانا وايت ودوره في دعم ترامب في انتخابات 2024 وتأثيره على الجمهور الرياضي والسياسي يعد أحد أبرز الملفات التي تحولت إلى نقطة تحول في المشهد الإعلامي والسياسي الأمريكي، حيث جمع بين الرياضة والفن السياسي بطريقته الخاصة.

دور دانا وايت في نجاح حملة ترامب الانتخابية عبر يو إف سي

كان دانا وايت أحد الأسماء البارزة في بطولة يو إف سي 310 التي أقيمت في ديسمبر الماضي بمدينة لاس فيجاس، حيث استقطب أنظار الجماهير الذين هتفوا باسمه وكأنه بطل بارز في عالم الفنون القتالية المختلطة، والأهم من ذلك، عبروا عن امتنانهم لدعمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مسيرة فوزه بالانتخابات. يشغل وايت منصب الرئيس التنفيذي لبطولة يو إف سي، التي نجحت خلال العقدين الماضيين في تحويل فنون القتال المختلطة إلى رياضة عالمية. ويشير دانا وايت بشكل واضح إلى الفضل الكبير الذي يعود لترامب، خاصة بعد أن استضاف أول فعاليتين للبطولة في فندق تاج محل التابع لإمبراطوريته، عقب رفض المؤسسات التلفزيونية الكبرى بث تلك الأحداث. هذا الدعم المبكر شكّل نقطة انطلاق أساسية لمسيرتهما المشتركة.

تأثير يو إف سي وجمهوره في دعم ترامب الانتخابي وتحويل السياسة إلى ظاهرة شعبية

برنامج ألتميت فايتر الذي أطلقته بطولة يو إف سي عام 2005، شكل منصة قوية جعلت من دانا وايت شخصية مؤثرة على نطاق واسع بين الشباب، خصوصاً أولئك غير المهتمين بالشؤون السياسية، الأمر الذي ترجم إلى قاعدة جماهيرية ضخمة أصبحت مصدراً مهماً لدعم ترامب خلال حملته. بعد انتهاء ولاية ترامب الأولى وخسارته في الانتخابات التي تلت أحداث الكابيتول، ظهر ترامب بجانب وايت في عدة مناسبات خلال مباريات يو إف سي، الأمر الذي عزز حضوره الجماهيري وخلق دعماً شعبياً عمليا في هذه المرحلة. واستغل وايت هذا النفوذ في الحملة الدعائية لانتخابات 2024 عبر ظهور ترامب المتكرر في البطولات ودعمه علنياً، إلى جانب تنسيق مواعيد ظهوره في برامج بودكاست مؤثرة مثل مقابلاته مع جو روجان، مقدم مباريات يو إف سي، ما شكل نهجاً تسويقياً جديداً سمح باستقطاب فئة جديدة من المؤيدين الذين كانوا سابقاً محبطين من حوافز التصويت التقليدية.

• استغلال قاعدة جماهير اليو إف سي لدعم حملة ترامب
• تنسيق الظهور الإعلامي في برامج بودكاست واجتماعات رياضية
• حشد فئة شبابية كانت غير مهتمة بالسياسة عبر منصة الرياضة

تغير المشهد الإعلامي بين وايت وترامب ومعايير التسويق السياسي الحديثة

مهارات دونالد ترامب كرجل أعمال انعكست بشكل واضح في استراتيجيته السياسية، حيث تبنى خطاباً مناهضاً للنخبوية، ما جعله مكشوفاً ومحبوباً لدى فئة جماهيرية رافضة لسلطة مؤسسات الدولة التقليدية، وكان الإعلام البديل مثل برامج البودكاست ووسائل التواصل الاجتماعي المنصة الأمثل له للوصول إلى هذه القاعدة. دانا وايت كان له دور فاعل في صياغة هذه الاستراتيجية الإعلامية لحملة ترامب الأخيرة؛ فقد أكد في مقابلة مع مجلة فوربس أن فوز ترامب لم يكن ليكون ممكناً بدون حضوره المباشر في مباريات نهائيات يو إف سي وتفاعله مع المؤثرين على منصات التواصل، وهو ما فاق فعالية الظهور على قناة فوكس نيوز فقط. واستفاد وايت بدوره من دعم ترامب، حيث حظي بمكانة مميزة خلال حفل تنصيب ترامب الأخير، واحتل الصف الثاني خلف الرؤساء السابقين، مما يعكس مكانته وتأثيره. وبفضل خبراته الإعلامية، انضم أيضاً إلى مجلس إدارة “ميتا بلاتفورمز” برئاسة مارك زوكربيرج، في خطوة تؤكد تداخله في عالم الإعلام الحديث.

تشكلت الانتخابات الأمريكية الأخيرة في بيئة إعلامية واجتماعية ملائمة لصعود التيار اليميني الشعبوي، مستغلة حالة السخط الشعبي تجاه السياسات النخبوية السابقة، وكان لجهود شخصيات من مجالات غير سياسية مثل دانا وايت دور محوري في رسم ملامح هذا الصعود، عبر توظيف معادلة فريدة تجمع الرياضة، الإعلام البديل، والاستراتيجية السياسية الحديثة.