السويداء تحت الحصار.. تهديدات للتجار وتعهدات حكومية بتثبيت الأمن وترسيخه

شهدت مدينة السويداء السورية تصاعداً حاداً في التوترات الأمنية منذ منتصف تموز، وما نتج عنه من حصار أدى إلى تفاقم أزمة شح المواد الغذائية والدوائية، مع توقف التوريد بسبب التهديدات الموجهة للتجار الذين يحاولون إدخال الإمدادات الأساسية.

تأثير الحصار على توصيل المواد الغذائية في السويداء

أدت الاشتباكات التي شهدتها السويداء إلى إغلاق شبه كامل للطرق الداخلية، ما انعكس سلباً على توفر المواد الغذائية والدوائية داخل المحافظة، حيث نزح أكثر من 128 ألف شخص نتيجة العنف المتزايد. ونتيجة هذا الحصار، صارع التجار لتوفير الإمدادات الضرورية وسط تهديدات مستمرة تهدف إلى منع وصول المواد الأساسية إلى السكان، وهو ما تسبب في ندرة حادة وارتفاع غير مسبوق للأسعار. وأكد قائد قوى الأمن الداخلي، أحمد الدالاتي، أن بعض التجار اضطرّوا إلى الانسحاب من عمليات التوريد بسبب تعرضهم لضغوطات وتهديدات تمنعهم من إتمام عمليات الإدخال، الأمر الذي عمّق الأزمة الإنسانية في المناطق المتضررة.

آليات التوريد الحكومي لضمان وصول الإمدادات إلى السويداء

مع تواصل الحصار وتفاقم الأوضاع، سارعت وزارة الداخلية السورية، بالتنسيق مع غرفة التجارة، إلى تفعيل آلية توريد جديدة بدءاً من 7 آب، وشهدت المحافظة وصول كميات كبيرة من المواد الغذائية والخضروات والفواكه بتاريخ 17 من ذات الشهر، مما أكد نجاح الخطوة في تجاوز بعض العقبات. تعهدت الوزارة أيضاً بتأمين خطوط تجارية آمنة لضمان تدفق الإمدادات إلى السويداء بانتظام، فضلاً عن حماية الطرق من المخاطر بضمانات أمنية مشددة، وذلك لضمان وصول السلع الضرورية لجميع المواطنين رغم الوضع المضطرب، وهو ما يُظهر التزام الحكومة بمواجهة تحديات الحصار المتصاعد.

التهديدات التي تواجه التجار وتأثيرها على استقرار السويداء

أوضح الخبير الأمني نضال الأحمد، أن التهديدات الموجهة للتجار ليست مجرد ضغوط على خلفية تجارية بل تحمل رسالة واضحة مفادها أن إدخال الإمدادات يلقى رفضاً من بعض الفصائل المسلحة التي تسيطر على مناطق معينة بالسويداء. ولاحظ أن هذه التهديدات تعكس تعقيد المشهد الأمني، فالأزمة ليست فقط عسكرية بل تؤثر أيضاً على الوضع الاقتصادي والإنساني بشكل مباشر. وأشار أحد عناصر الهلال الأحمر إلى أن فوضى الأمن تضع عائقاً كبيراً أمام وصول المساعدات، على الرغم من الجهود الحكومية والتنسيقات الرسمية، إذ تبقى هنالك حاجة ماسة لتوفير بيئة آمنة تتيح تدفق الإمدادات واحتواء الأزمة المتصاعدة. في ظل هذه التطورات، يعاني السكان من صعوبة كبيرة في تأمين احتياجاتهم اليومية، خاصة مع استمرار انقطاع الإمدادات وارتفاع الأسعار بشكل متسارع.

  • وصلت السويداء أكثر من 12 قافلة مساعدات خلال شهر آب مع تنسيق حكومي دولي.
  • تضمنت المساعدات سلال غذائية، خضروات، وفواكه، إلى جانب الأدوية ومستلزمات طبية ضرورية.
  • تشتمل القوافل كذلك على كميات وقود لتشغيل الأفران وأبراج الاتصالات، ومياه للمستشفيات.
  • ما زالت الطرقات تتطلب تنسيقاً دقيقاً مع القوى المحلية لضمان مرور آمن للمساعدات.