مداهمة مفاجئة.. مكتب التحقيقات الفيدرالي يفتح تحقيقًا جديدًا في منزل مستشار الأمن القومي السابق ترامب

بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) عملية تفتيش في منزل ومكتب مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، في تحقيق مرتبط بالتعامل مع معلومات سرية ومصنفة ضمن ملفات ذات حساسية عالية. تأتي هذه الخطوة في سياق اتهامات تتعلق بإساءة استخدام وثائق سرية ربما ظهرت في كتاب بولتون الذي أصدره عام 2020، مما أثار جدلاً واسعاً حول مشاركته في إدارة ترامب وتأثير ذلك على الأمن القومي.

تفاصيل التحقيق والتفتيش في منزل ومكتب جون بولتون

شهدت صباح الجمعة نشاطًا مكثفًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي في منزل جون بولتون بمدينة بيثيسدا بولاية ماريلاند، وعدد من موظفي المكتب شوهدوا وهم يحملون صناديق من داخل العقار، مما يؤكد وجود تحقيق معمق يركز على وثائق سرية. كما تمت مداهمة مكتبه في العاصمة واشنطن ضمن إجراءات مصرح بها رسمياً، بحسب ما ورد في بيان رسمي. بولتون لم يُحتجز في هذه المرحلة، ولم توجه له أي تهم جنائية، كما لم يُدل بأي تصريح حول التحقيق حتى الآن، لكن هذا النشاط يوفر مؤشرات واضحة على أهمية الوثائق محل البحث، خاصة في إطار خطوات الرقابة الأمنية.

تداعيات تحقيقات وثائق سرية وتأثيرها على الإدارة الأمريكية السابقة

تعود جذور التحقيق إلى اتهامات لاحقت بولتون بعد إصدار كتابه المثير الذي كشف بشكل صريح عن ممارسات وسياسات ترامب بين 2018 و2019، متهمًا إياه بعدم الكفاءة وارتكاب أخطاء جسيمة في منصب الرئاسة. واجه بولتون في وقت سابق اتهامات من وزارة العدل بانتهاك اتفاقية عدم الكشف عن معلومات سرية، لكنها أُسقطت فيما بعد في ظل التغيرات السياسية التي تلت تولي بايدن الرئاسة. لم يخفِ كبار المسؤولين مثل نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس وجود قلق كبير حول هذه الوثائق، مؤكدين أن القانون سيكون الفيصل الوحيد دون تدخلات سياسية، وهو ما يؤكد حساسية التعامل مع أوراق سرية في الإدارة الأمريكية.

ردود الأفعال السياسية والأمنية حول تحقيقات جون بولتون

تابعت الأوساط السياسية الأمريكية ردود أفعال متباينة حول التحقيق؛ فبينما وصف ترامب بولتون بأنه “وضيع” ونفى وجود إصدار أوامر مباشرة بعمليات التفتيش، شدد مسؤولو إنفاذ القانون على منهجية تحقيق تركز على القانون وليس السياسة. تزامن هذا مع تصريحات من رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي ومدعية عامة الولايات المتحدة التي أكدت عدم وجود تهاون في حفظ أمن البلاد ومساءلة كل من يخالف القانون، سواء كان في منصب أو خارج منه. هذا التحقيق لا يقتصر على بولتون فحسب، بل شمل شخصيات أخرى معروفة، مما يعكس بيئة متوترة تشهد تحولات متسارعة في ملفات الأمن القومي والسياسة الداخلية.

توضّح هذه التطورات حجم المشكلات التي قد تترتب على الكشف غير المصرح به للمعلومات السرية، خاصة مع تقلبات السياسة الأمريكية وأزمات الثقة بين المسؤولين السابقين والحاليين، مما يعزز أهمية احترازات الأمن الرقمي والتشريعات المتصلة بالمعلومات الحساسة داخل الولايات المتحدة.