ارتفاع قياسي.. الطلب العالمي على الفحم يصل لأعلى مستوى منذ عقود بفضل الصين

ارتفع الطلب العالمي على الفحم إلى أعلى مستوى قياسي في 2024، مع تصدر الصين قائمة أكبر المستهلكين لهذا المورد الحيوي، مما يؤثر بشكل مباشر على تجارة الفحم الدولية التي شهدت أرقامًا غير مسبوقة لهذا العام

زيادة الطلب العالمي على الفحم وتأثيره على السوق الدولية في 2024

شهد الطلب العالمي على الفحم في عام 2024 ارتفاعًا ملحوظًا، وهو ما يعكس حاجة متزايدة للطاقة من مصادر تقليدية عبر عدد من الدول، لا سيما في ظل تحولات اقتصادية وصناعية عدة. وعلى الرغم من تقلبات الأسعار، استمر الاستخدام المكثف للفحم في القطاعات الصناعية وتوليد الكهرباء، ما دفع الكميات المطلوبة إلى مستويات غير مسبوقة تعتمد بشكل كبير على توسع الصناعة والتوسع السكاني. ولا يخفى أن هذا الارتفاع في الطلب ساهم في تعزيز مكانة الفحم في سوق الطاقة العالمي، على الرغم من محاولات اللجوء لمصادر طاقة نظيفة أكثر.

الصين أكبر مستورد ومستهلك للفحم وتأثيره على حركة التجارة العالمية

برزت الصين كأكبر مستهلك للفحم في 2024، حيث زادت وارداتها بشكل ملحوظ لتعويض الطلب الداخلي المتزايد على الطاقة في مختلف القطاعات الاقتصادية. شكلت هذه الزيادة في الواردات المحرك الأساسي لتوسع التجارة الدولية في الفحم، رغم وجود بعض الدول التي شهدت تراجعًا في الطلب المحلي عليها. وبهذا الصدد، استطاعت صادرات الفحم العالمية تجاوز 1.5 مليار طن خلال العام، مشيرةً إلى ترابط وثيق بين ديناميكيات الاستهلاك الصيني وتحركات السوق الدولية، ما جعل الصين العامل الرئيسي في دفع حجم التبادلات التجارية لمستويات تاريخية.

تجارة الفحم العالمية بين تحديات انخفاض الطلب في بعض الدول وزيادة الاستيراد في الصين

على الرغم من تحقيق صادرات الفحم أرقامًا قياسية في 2024، شهدت بعض دول الاستيراد تراجعًا في الطلب، نتيجة تغيرات اقتصادية أو خطوات للحد من الاعتماد على الفحم لمصادر الطاقة. لكن هذا التراجع لم يُخفف من تأثير الصين التي زادت بشكل كبير من وارداتها، فكان هذا العامل المؤثر الأبرز في الحفاظ على مستويات التجارة العالمية عند معدلات مرتفعة. تستمر تجارة الفحم العالمية في التأقلم مع هذه التغيرات من خلال إعادة توزيع الكميات وضبط الأسعار، مما يعكس مرونة السوق واختلاف أولويات الدول في إدارة استهلاك الفحم