مانشستر يونايتد يعاني من أزمة حقيقية لا تشبه أي فترة سابقة، إذ تواصل النتائج المخيبة للآمال حتى في مواجهة فرق أقل مستوى، مما يضع النادي في موقف محير ويطرح تساؤلاً ملحًّا: إلى أين يمضي مانشستر يونايتد في ظل هذه المرحلة الصعبة؟
الأزمات الإدارية وتأثيرها على مستقبل مانشستر يونايتد
الوضع في مانشستر يونايتد لا يقتصر على إخفاقات المدرب روبن أموريم فقط، بل تتداخل فيه مسائل الإدارة التي اختارت هذا المسار المرتبك. الرؤى المتناقضة ظهرت جليّة مع تدخلات المالك الجزئي الجديد السير جيم راتكليف، والرئيس التنفيذي عمر برادة، والمدير الفني جايسون ويلكوكس الذين لم ينجحوا في اختيار استراتيجية واضحة. تجديد عقد المدرب السابق إريك تين هاغ ثم إقالته خلال ثلاثة أشهر، ورفض الأسماء التي اقترحها دان أشوورث، مثل توماس فرانك وماركو سيلفا وغراهام بوتر، أدت إلى تعيين أموريم قادمًا من سبورتنغ لشبونة وسط حالة من عدم اليقين. برادة بادر إلى الذهاب بنفسه إلى البرتغال لإقناع أموريم بالانضمام، لكن النتائج ظهرت بعيدة عن التطلعات مع 17 فوزًا فقط من 45 مباراة.
صيف 2024 شهد إنفاقًا ضخمًا تجاوز 200 مليون جنيه إسترليني على ثلاثة مهاجمين جدد لدعم مخطط أموريم، بعد أن أنفق تين هاغ مبلغًا مشابهًا قبل نهاية عهدته، ولكن مع غياب الاستقرار وظهور الاحتمالات المتذبذبة للمدرب الحالي، يظل السؤال قائمًا: لماذا يبقى أموريم في هذا المنصب رغم عدم تحقيق نتائج مرضية؟
الفلسفة التكتيكية وأثرها على أداء مانشستر يونايتد
أموريم حمل معه فلسفة ترتكز على النظام الدفاعي بثلاثة مدافعين مع أجنحة متقدمة ولاعبين وسط اثنين خلف رأس الحربة، ما نسج نجاحًا في الدوري البرتغالي تحت بيئة أقل تنافسية، ولكنه لم يجد النجاح نفسه داخل الدوري الإنجليزي الممتاز. هذا النظام أثّر سلبًا على لاعبين بارزين مثل جادون سانشو، وأنطوني، وكذلك ماركوس راشفورد الذي تراجعت قيمته السوقية على خلفية تراجع أدائه.
اللاعب أليخاندرو غارناشو، الذي كان يُعتبر من الركائز المستقبلية للنادي، يعيش عزلة كاملة دفعته للتفاوض مع تشيلسي، بينما كوبِي ماينو، الذي طالما حلم بقيادة خط وسط الشياطين الحمر، يشعر بالتهميش بشكل واضح ويفكر في الرحيل إذا وصل عرض مناسب.
حتى عندما نُظر إلى مشاركة ماينو أمام غريمبسي بعد فترة طويلة من الإقصاء، لم يقدم الأداء الذي يجعله يستحق المشاركة الدائمة، لكن إصرار الأموريم على إبقائه في المنافسة مع برونو فرنانديز يعكس تصلبًا واضحًا في رؤية المدرب التكتيكية، ما يعوق تجديد دماء الفريق بالشكل الملائم.
أرقام وأداء مانشستر يونايتد يعكس واقع الأزمة الحالية
المتتبع للأرقام يدرك مدى عمق الأزمة؛ معدل انتصارات أموريم في الدوري لا يتجاوز 24.7%، وهو معدل هو الأدنى بين جميع مدربي مانشستر يونايتد منذ مغادرة السير أليكس فيرغسون. المدرب قاد الفريق لتحقيق 7 انتصارات فقط من 29 مباراة خاضها في الدوري الممتاز. الموسم الماضي شهد تجمع 42 نقطة فقط، ليحتل الفريق المركز الخامس عشر، وهو أسوأ ترتيب له في تاريخ الدوري الممتاز، في الوقت الذي لم يتمكن فيه سوى من تسجيل 44 هدفًا، وهو رقم متواضع جدًا مقارنة بحجم وطموحات النادي.
حتى مع بداية الموسم الجديد، ما زال الفريق يعاني في الدخول إلى أجواء المباراة، حيث يظل عجزه عن التسجيل في الشوط الأول واضحًا، متفوقًا فقط على نادي جنوا الإيطالي الذي واجه أزمة مماثلة في الكالتشيو. عدد النقاط التي جمعها أموريم في 29 مباراة أقل من عدد المباريات نفسها، ما يدل على أن النتائج تراوح مكانها ولا تبشر بتحسن وشيك.
تصريحات أموريم بعد الخسارة أمام غريمبسي رمزية بامتياز، إذ عبر بقوله: «شعرت أن اللاعبين قالوا اليوم ما يريدونه» كأنها إشارة إلى انعدام التزام الفريق أو فقدان الروح القتالية، فيما بدا في لحظة تسديد ركلات الترجيح أنه انكمش وحيدًا بدلاً من أن يقود فريقه بثبات، مما يرسل إشارات عن قيادة غير مكتملة.
مستقبل مانشستر يونايتد بين الضغوط الجماهيرية والتحديات الإدارية
المواجهة القادمة مع بيرنلي في ملعب «أولد ترافورد» تبدو نقطة فاصلة في مشوار الفريق هذا الموسم، حيث لا تقبل الجماهير بأي نتائج أقل من الفوز، والإعلام مستمر في الضغط على الإدارة بأسئلة عن مستقبل الفريق. الفوز قد يخفف من هذه الضغوط، لكنه لن يحل الإشكالات العميقة القائمة، في حين أن الخسارة قد تكون شرارة نهاية قصيرة عهدة أموريم.
إدارة مانشستر يونايتد تواجه اليوم تحديًا حقيقيًا في تحديد مسار إعادة البناء، سواء باستمرار الرهان على الفلسفة التكتيكية التي لم تثبت فعاليتها في الدوري الإنجليزي، أو البحث عن مدرب جديد يعيد الاعتبار لنادي كبير لا يقبل البقاء في مؤخرة الترتيب أو تكرار إخفاقات متتالية. الجماهير تراقب بقلق واضح، والرهان على أن يعود مانشستر يونايتد من جديد إلى مكانته الحقيقية وسط كبار أوروبا لم يعد خيارًا بل ضرورة ملحة.
الإحصائية | الرقم | الوصف |
---|---|---|
نسبة الفوز مع أموريم | 24.7% | الأدنى بين مدربي النادي منذ فيرغسون |
عدد الانتصارات في الدوري الممتاز | 7 من 29 | نتائج دون المستوى خلال عهد المدرب الحالي |
عدد النقاط الموسم الماضي | 42 | أسوأ جمع تاريخي للنادي |
ترتيب الدوري الموسم الماضي | 15 | أسوأ مركز في الحقبة الحديثة |
عدد الأهداف المسجلة | 44 | رقم ضعيف بالنسبة لفريق بحجم مانشستر يونايتد |
الاستعلام المجاني.. تعرف على طريقة سهلة لفحص مخالفات المرور برقم السيارة دون الحاجة للخروج
برشلونة يعلن سفره إلى اليابان لإقامة معسكره التحضيري قبل الموسم
رد روسي حاد بعد تقليص ترامب لمهلة موسكو.. هل نقترب من التصعيد؟
تعرف على موعد ودية الأهلي ضد دوردريخت وأهم تفاصيل اللقاء اليوم
أهلاً مدارس.. تعرف على أبرز فعاليات معرض 2025 التعليمي
دي باول يكشف كيف غيّر ميسي وجهته صوب إنتر ميامي الأمريكي الأحد 03/08/2025 – تعرف على التفاصيل
أسهل خطوات الاستعلام الإلكتروني عن السجل التجاري داخل السعودية للمقيمين والمتعاملين