«فرصة نادرة» الاستثمار الأجنبي في الأندية السعودية يغير قواعد اللعبة للأبد

الاستثمار الأجنبي للأندية السعودية أصبح واقعاً ملموساً مع بداية عام 2024، حيث شهدت الأندية السعودية خطوة تاريخية بحصول «مجموعة هاربورغ» الأميركية على نادي الخلود بنسبة 100 في المائة، لتكون بذلك أول مالك أجنبي في دوري المحترفين السعودي، وسط حركة تخصيص واسعة تشمل أندية الأنصار والزلفي ضمن خطة أكبر لتعزيز الاستثمار الرياضي.

تخصيص الأندية السعودية ونجاح الاستثمار الأجنبي في دوري المحترفين

شهدت الساحة الرياضية السعودية دخولا بارزا للاستثمار الأجنبي للأندية السعودية مع استحواذ «مجموعة هاربورغ» الأميركية على نادي الخلود، وهو النادي الذي أنهى الموسم الماضي في المركز التاسع ضمن منافسات دوري المحترفين المكون من 18 فريقاً، رغم افتقاره للاعبين من الصف الأول كما هو الحال في أندية الهلال والاتحاد والنصر والأهلي. وتملك المجموعة الأميركية أيضاً نسبة 6.5% من أسهم نادي قادش الإسباني في دوري الدرجة الثانية، مما يعكس استراتيجيتها الاستثمارية الهادفة لتطوير أندية رياضية من مختلف الدول.

وفي أغسطس 2024 تم طرح ستة أندية للتخصيص ضمن المسار الثاني لمشروع الاستثمار الرياضي، وهي الأنصار، والأخدود، والخلود، والزلفي، والعروبة، والنهضة، مع الإعلان عن انتقال ملكية ثلاثة أندية؛ حيث استلمت شركة «هاربورغ غروب» نادي الخلود، وشركة «نجوم السلام» نادي الزلفي، وشركة «عودة البلادي وأبناؤه» نادي الأنصار. وجاء هذا التخصيص بعد استكمال الإجراءات النظامية وتأسيس شركات للأندية، وهو ما يعزز من فرص الاستثمار الأجنبي للأندية السعودية وتطوير أدائها.

خطوات وآليات نجاح الاستثمار الأجنبي في الأندية السعودية وتطوير الحوكمة

لم تكن عملية التخصيص عشوائية بل مرت بمراحل دقيقة شملت استقبال رغبات الاستثمار، وطلبات التأهيل، ومراجعتها، ثم استقبال العروض الفنية والمالية من الجهات المؤهلة، لينتهي الأمر بتقييم هذه العروض واختيار الأفضل بينها. كما فتحت وزارة الرياضة المجال أمام الجهات الاستثمارية لتقديم طلبات الاهتمام للاستحواذ على باقي الأندية، مع دراسة جاهزية هذه الأندية أولاً قبل دخولها مرحلة المنافسة العامة.

وقد حرصت الوزارة على ضمان نجاح الاستثمار الأجنبي للأندية السعودية من خلال التركيز على مصالح الأندية ومستقبلها الرياضي، وتسريع تطوير نماذج حديثة للإدارة المالية والإدارية، لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، بما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 لبناء قطاع رياضي احترافي وتنافسي. هذه الخطوات تأتي ضمن برامج ومشروعات طموحة لتعزيز الحوكمة الرياضية والرفع من كفاءة الأداء داخل الأندية.

• استكمال الإجراءات النظامية لتأسيس شركات الأندية
• انتقال ملكية الأندية إلى شركات استثمارية جديدة
• مرحلة استقبال وفحص الطلبات والعروض الاستثمارية
• دراسة جاهزية الأندية ومسارات المنافسة المستقبلية

الاستثمارات الضخمة وتأثيرها على مستقبل كرة القدم السعودية

رافق مرحلة التخصيص واستقطاب الاستثمار الأجنبي للأندية السعودية صفقات استثنائية للاعبين العالميين الذين نشروا شهرة الدوري السعودي عالمياً. كان البرتغالي كريستيانو رونالدو اول نجم عالمي ينضم إلى الدوري نهاية عام 2022، بعقد تجاوز قيمته 200 مليون يورو لمدة عامين ونصف، مع تمديد عقده حتى 2027. في 2023، استحوذ صندوق الاستثمارات العامة على أندية القمة: الهلال، والنصر، والاتحاد، والأهلي، فشهد الدوري تعاقدات مع نجوم كبار مثل الفرنسي كريم بنزيمة، حائز الكرة الذهبية، والبرازيلي نيمار، إضافة لعدد من المدربين واللاعبين الأوروبيين بصفقات بارزة.

ولم يقتصر الدور السعودي على كرة القدم فقط، بل باتت السعودية تتحول إلى مركز عالمي لاستضافة بطولات وفعاليات رياضية عالمية متنوعة، بينها سباق «الجائزة الكبرى» لـ«فورمولا1»، وسباقات «موتو جي بي»، ورالي داكار الصحراوي، وكأس السوبر الإسباني والإيطالي لكرة القدم، وبطولة العالم للملاكمة للوزن الثقيل، وفعاليات «ليف غولف»، بالإضافة إلى شرف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2034، مما يدل على تطلعات المملكة لتعزيز الاستثمار الأجنبي للأندية السعودية وأثره في تأصيل مكانتها الرياضية.