تستمر لعنة مدربي مانشستر يونايتد السابقين في إثارة الجدل في الأوساط الكروية، حيث يبدو أن مغادرة أسوار ملعب أولد ترافورد ليست مجرد نهاية لمرحلة مهنية، بل بداية لتحديات معقدة وصعوبات متلاحقة تواجه كل من تولى قيادة الشياطين الحمر في حقبة ما بعد السير أليكس فيرجسون؛ فما إن يرحل مدرب عن النادي حتى تبدأ مسيرته في التعثر بشكل ملحوظ.
هل تطارد لعنة مدربي مانشستر يونايتد السابقين مسيرتهم المهنية؟
يبدو أن الإجابة تميل نحو “نعم” عند النظر إلى المسارات المهنية للمدربين الذين خلفوا الأسطورة فيرجسون، فمن ديفيد مويس إلى أولي جونار سولشاير مرورًا بلويس فان غال وجوزيه مورينيو، واجه الجميع صعوبات جمة في استعادة بريقهم التدريبي بعد تجربة مانشستر يونايتد المنهكة؛ هذه الظاهرة ليست مجرد صدفة بل قد تكون نتيجة مباشرة للضغط النفسي والإعلامي الهائل الذي يفرضه تدريب نادٍ بحجم الشياطين الحمر، فالتوقعات دائمًا في عنان السماء والإرث الذي تركه فيرجسون يمثل ظلًا ثقيلًا يصعب الخروج منه، ويبدو أن تأثير هذه التجربة يمتد ليؤثر على قراراتهم وخياراتهم المستقبلية، مما يؤكد فكرة وجود ما يشبه **لعنة مدربي مانشستر يونايتد السابقين** التي تلاحقهم أينما ذهبوا.
سقوط المدربين بعد مغادرة أولد ترافورد: نماذج حية
تعتبر مسيرة المدربين بعد رحيلهم عن مانشستر يونايتد دليلاً واضحًا على حجم التحدي، فديفيد مويس الذي تم اختياره كخليفة مباشر لفيرجسون، لم يستمر سوى عشرة أشهر قبل أن تتم إقالته، وبعدها خاض تجارب متذبذبة مع ريال سوسيداد وسندرلاند قبل أن يجد بعض الاستقرار مع وست هام يونايتد ولكن دون تحقيق إنجازات كبرى تذكر؛ أما الهولندي لويس فان غال فرغم فوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي، رحل ليقرر الاعتزال بعدها بفترة، وكأن طاقته التدريبية قد استنزفت بالكامل في أولد ترافورد، وحتى “السبيشال وان” جوزيه مورينيو الذي حقق ثلاثة ألقاب مع النادي، لم تكن تجربته مع توتنهام بعد يونايتد على قدر التوقعات وأقيل من منصبه، مما يعزز فرضية **لعنة مدربي مانشستر يونايتد السابقين** وتأثيرها العميق على مسيرتهم، ويمكن تلخيص التحديات المشتركة التي واجهوها في نقاط محددة.
- التعامل مع ضغط إعلامي وجماهيري لا هوادة فيه.
- إدارة غرفة ملابس مليئة بالنجوم ذوي المتطلبات العالية.
- محاولة الخروج من ظل إرث السير أليكس فيرجسون الثقيل.
- التأقلم مع هيكل إداري معقد يؤثر على القرارات الفنية.
هذه العوامل مجتمعة تجعل مهمة أي مدرب شبه مستحيلة، وتترك أثرًا نفسيًا وفنيًا يصعب التعافي منه بسرعة، وهو ما يفسر لماذا تبدو **لعنة مدربي مانشستر يونايتد السابقين** حقيقة واقعة وليست مجرد خيال.
كيف أثرت تجربة الشياطين الحمر على مستقبل المدربين؟
إن تدريب مانشستر يونايتد سيف ذو حدين، فمن ناحية يضع المدرب في قمة الهرم الكروي، ومن ناحية أخرى يجعله عرضة لسقوط مدوٍ يصعب النهوض منه؛ فالتجربة تستهلك المدربين بدنيًا وذهنيًا وتجعلهم تحت مجهر النقد بشكل دائم، وهذا الضغط لا ينتهي برحيلهم عن النادي بل يتبعهم في محطاتهم التالية، حيث يتم الحكم على أدائهم دائمًا بمقارنته مع ما كان متوقعًا منهم في مانشستر يونايتد، ما يضع عبئًا إضافيًا على كاهلهم، ويبدو أن **لعنة مدربي مانشستر يونايتد السابقين** تكمن في هذه المقارنة الأبدية وفي حجم التوقعات غير الواقعية التي تصاحب اسمهم بعد مرورهم بهذه التجربة الفريدة والمعقدة في الوقت ذاته، ويوضح الجدول التالي مسار بعض هؤلاء المدربين.
المدرب | فترته مع مانشستر يونايتد | أبرز إنجاز | مسيرته بعد الرحيل |
---|---|---|---|
ديفيد مويس | 2013-2014 | درع الاتحاد الإنجليزي | تجارب متفاوتة مع ريال سوسيداد وسندرلاند ثم وست هام |
جوزيه مورينيو | 2016-2018 | الدوري الأوروبي وكأس الرابطة | تجربة مع توتنهام ثم روما تخللتها نجاحات وإخفاقات |
أولي جونار سولشاير | 2018-2021 | الوصول لنهائي الدوري الأوروبي | لم يتولى تدريب أي فريق كبير بعد الرحيل |
إن النظر إلى هذه البيانات يعكس بوضوح كيف أن **لعنة مدربي مانشستر يونايتد السابقين** ليست مجرد مصطلح عابر، بل هي نمط متكرر يعكس صعوبة استعادة التوازن بعد المرور بواحدة من أصعب الوظائف في عالم كرة القدم، حيث أن مجرد ذكر اسم النادي بجوار اسم أي مدرب يرفع سقف الطموحات بشكل قد لا يكون واقعيًا في ناديه الجديد، ما يسرّع من وتيرة إقالته أو دخوله في دوامة من النتائج السلبية.
ويبقى السؤال قائمًا ما إذا كانت هذه الظاهرة مجرد صدف متتالية أم أنها بالفعل نتيجة للضغوط الهائلة التي يتركها إرث النادي على كل من يمر من بواباته، مما يجعل مسيرة من عاشوا تجربة لعنة مدربي مانشستر يونايتد السابقين أكثر تعقيدًا وصعوبة بعد مغادرة مسرح الأحلام.