تعتبر المبالغ التي أنفقتها الأندية الأوروبية خلال فترة الانتقالات الصيفية هذا العام علامة واضحة على “جنون” السوق الكروي، كما وصفها الرئيس السابق لبايرن ميونيخ، أولا هونيس، الذي أعرب عن صدمته من هذه الأرقام التي تجاوزت كل التوقعات. هذا الجنون في الإنفاق يعكس فجوة كبيرة بين واقع اللاعبين العاديين وجمهور كرة القدم، فبينما يتقاضى البعض رواتب متواضعة، تنفق الأندية مبالغ ضخمة تتخطى عشرات ملايين اليوروهات على لاعبين متوسطين المستوى، مما يثير تساؤلات حول مستقبل كرة القدم الأوروبي وأثره على الأندية المحلية.
جنون أندية أوروبا في موازنة سوق الانتقالات الصيفية
بلغ إجمالي إنفاق أندية الدوري الإنجليزي الممتاز 3.56 مليار يورو، وهو الرقم الأعلى بين الدوريات الأوروبية الكبرى، تلاه الدوري الإيطالي بمبلغ 1.19 مليار يورو، ثم الدوري الألماني الذي حقق إنفاقًا يقدر بـ 856 مليون يورو، بينما جاءت إسبانيا وفرنسا بمبالغ 683 و637 مليون يورو على التوالي. رغم هذه الأرقام المهولة، فإن الأندية الألمانية تحاول الحفاظ على استقرارها المالي والرياضي، وهو ما يعكسه موقف بايرن ميونيخ بقيادة هونيس، الذي فرض سياسة تقشفية واضحة على النادي، حيث اقتصرت الصفقات على اللاعب نيكولاس جاكسون من تشيلسي على سبيل الإعارة فقط، وهو ما يعزز من اهمية ضبط الإنفاق وسط هذا الجنون المالي.
التزام بايرن ميونيخ بسياسة مركزة في سوق الانتقالات الصيفية
رغم ضخامة المبالغ التي أنفقتها أندية أوروبا، لوحظ حرص بايرن ميونيخ على اتخاذ نهج عملي ومستدام في معاملاته المالية، حيث بلغ مجموع الإنفاق في الانتقالات الصيفية 88.8 مليون يورو، لكنه استطاع تحقيق إيرادات تقترب من 99 مليون يورو من بيع وإعارة لاعبيه، ما يبرز سياسة النادي في الإدارة المثلى للموارد. هونيس علق على الموقف قائلاً إنه شعر بالصدمة مما يحدث في سوق الانتقالات خلال الأسابيع الأخيرة، مشيرًا إلى أن هذه المبالغ تخالف المنطق الرياضي والاجتماعي وتزيد من تعقيد التوازن المالي في عالم كرة القدم.
أهمية قانون “50+1” ودوره في حماية الأندية الألمانية من الجنون المالي
في ظل موجة الإنفاق غير المسبوقة، شدد المستشار الألماني فريدريش ميرتس على ضرورة الحفاظ على قانون “50+1” الذي يضمن عدم استحواذ أي مستثمر أو جهة خارجية على أكثر من خمسين بالمائة من حقوق التصويت في الأندية الألمانية، مما يحمي الهوية المحلية ويقلل من مخاطر السيطرة المالية الخارجية. وعلى الرغم من التشكيك والجدل الذي دار حول هذا القانون، خاصة بعد تحايل بعض الأندية مثل لايبزيغ التي استغلت ثغرات قانونية لتفادي القيود، أصر ميرتس على أن هذا القانون يفرض قيودًا ضرورية لحماية التقليد الكروي الألماني والحفاظ على استقلالية الأندية، معتبرًا أن التمسك به هو السبيل الأمثل لمنع تفاقم جنون الإنفاق الذي يمثل خطرًا على استقرار اللعبة في ألمانيا.
| الدوري | إجمالي الإنفاق (مليار يورو) |
|---|---|
| الدوري الإنجليزي الممتاز | 3.56 |
| الدوري الإيطالي | 1.19 |
| الدوري الألماني | 0.856 |
| الدوري الإسباني | 0.683 |
| الدوري الفرنسي | 0.637 |
