ذكرى رحيل محمود الجوهري 2025.. إرث الجنرال وبطل حرب أكتوبر في كرة القدم المصرية

تُعد ذكرى رحيل محمود الجوهري لحظة مهمة في تاريخ كرة القدم المصرية والعربية، حيث ترك هذا الجنرال بصمة لا تُمحى في عالم كرة القدم، بعد مسيرة زاخرة بالعطاء والإنجازات التي امتدت بين اللعب والتدريب والقيادة. شهد الجوهري مراحل متعاقبة من النجاح، بداية من لاعب بارز في النادي الأهلي حتى استشرافه دور تدريب وطني وإقليمي عالي المستوى خلال سنوات طويلة.

مسيرة محمود الجوهري الاحترافية ومسيرته مع كرة القدم المصرية

ولد محمود الجوهري في 20 فبراير عام 1938 بالقاهرة، والتحق بالكلية الحربية التي تخرج منها في يوليو 1957 حاملاً بكالوريوس العلوم العسكرية، قبل أن يخدم ضابطًا في سلاح الإشارة لمدة عقدين من الزمن، بما في ذلك مشاركته الفعالة في حرب أكتوبر المجيدة، وقد قرر الاستقالة من الخدمة العسكرية عام 1977. بدأ حياته الكروية لاعبًا مع النادي الأهلي بين عامي 1955 و1961، حيث حقق عدداً من البطولات المهمة مع الفريق منها ست بطولات دوري وثلاثة كؤوس مصرية، إلا أن إصابته بالرباط الصليبي أجبرته على إنهاء مسيرته كلاعب مبكراً، مما دفعه إلى التفرغ لمجال التدريب.

تجارب مدرب ناجحة: محمود الجوهري في الأندية والمنتخبات العربية

انطلقت مسيرة الجوهري التدريبية من النادي الأهلي عام 1965، قبل أن ينتقل لتدريب نادي اتحاد جدة السعودي حتى عام 1982، ليعود بعدها لتدريب الأهلي مجددًا ويحصد معه أول لقب لدوري أبطال إفريقيا عام 1983. تميز الجوهري أيضًا بتجربته الفريدة مع نادي الزمالك في موسم 1993-1994، ليصبح المدرب الأهلاوي الوحيد الذي يقود الفريق الأبيض، وقاد الزمالك لتحقيق لقب دوري أبطال إفريقيا ولقب السوبر الإفريقي بفوزه على الأهلي. إضافة إلى ذلك، قاد الجوهري أندية خليجية بارزة مثل الهلال السعودي وأندية الإمارات الشارقة والوحدة، فضلاً عن قيادة منتخب عمان في كأس الخليج عام 1996.

سجل تاريخي مع منتخب مصر ودور فعال في تطوير الكرة الأردنية

يشكل الجوهري إحدى أعظم الشخصيات التدريبية في تاريخ منتخب مصر حيث قاد الفراعنة للتأهل إلى كأس العالم في إيطاليا عام 1990 للمرة الثانية في تاريخهم، كما حصد تحت قيادته بطولة أمم إفريقيا عام 1998 في بوركينا فاسو، ليصبح أول مدرب يحقق كأس الأمم الإفريقية كلاعب ومدرب بعدما كان هداف البطولة في نسختي 1957 و1959. بعد مغادرته قيادة منتخب مصر عام 2002، تولى الجوهري تدريب منتخب الأردن ونجح في تأهيله لأول مرة إلى نهائيات أمم آسيا، مما أحدث نقلة نوعية في تاريخ الكرة الأردنية، ثم عمل مستشارًا فنيًا لاتحاد الكرة الأردني حتى وفاته في 3 سبتمبر 2012، حيث أقيمت له جنازة عسكرية وشعبية في عمان، ونُقل جثمانه إلى القاهرة بحضور الأمير علي بن الحسين.