جفاف “البدعة” يثير أزمة في ذي قار.. هل يقر المجلس مقاطعة تركيا؟

جفاف سدة البدعة في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار أثّر بشكل كبير على الوضع المائي في المنطقة، حيث يعاني البلد من شح المياه المستمر منذ سنوات، ما دفع مجلس ذي قار لدراسة مقاطعة تركيا كخطوة ضغط سياسية. هذه الأزمة المائية باتت تهدد موارد المياه المحلية بعد أن جفت سدة البدعة التي كانت تعد من أهم المناطق المائية في المحافظة.

جفاف سدة البدعة وتأثيراته على المياه في قضاء الشطرة

شهدت سدة البدعة جفافًا حادًا للمرة الأولى منذ ما يقرب من قرن، وذلك بسبب انخفاض مناسب المياه الذي يعاني منه البلد بشكل مطول؛ ما أشعل انتقادات واسعة من الأهالي والناشطين البيئيين في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار. وأشار المختصون إلى أن الإطلاقات المائية من سدة الكوت التي كانت تصل سابقًا إلى 95 مترًا مكعبًا في الثانية، انخفضت لاحقًا إلى 50 مترًا مكعبًا فقط بعد تشغيل مشروع ماء البصرة؛ ما أدى إلى انهيار تغذية الأهوار وإحداث خلل في تجهيز محطات الإسالة التي تعتمد بصورة رئيسة على مياه نهر البدعة المتغذية من نهر الفرات.

مطالبات مجلس ذي قار بمقاطعة تركيا بسبب جفاف سدة البدعة

في ظل هذا الوضع المائي الحرج، أعلن عضو مجلس محافظة ذي قار أحمد الخفاجي عن تقديمه مقترحًا رسميًا لرئاسة المجلس يقضي بوقف مشاركة الشركات التركية في المنافسة على تنفيذ المشاريع الاستثمارية بالمحافظة، مشيرًا إلى أن الهدف من هذا المقترح هو ممارسة ضغط سياسي على الجانب التركي من أجل زيادة الإطلاقات المائية القادمة نحو العراق. كما شدد الخفاجي على ضرورة أن تتبنى الحكومة المركزية هذا القرار كورقة ضغط فعالة على تركيا، معتبرًا أن هذه الخطوة قد تكون الحل الأمثل لمواجهة جفاف سدة البدعة، الذي يؤثر سلبًا على الموارد الطبيعية والمشاريع المحلية.

تجاوب الحكومة المركزية مع أزمة جفاف سدة البدعة وخطوات معالجة الأزمة

خلال متابعة التطورات الخاصة بجفاف سدة البدعة، أكد قائممقام قضاء الشطرة حيدر غالب لوكالة شفق نيوز أن الحكومة المركزية استجابت للاتصالات التي أجراها مع الجهات العليا المختصة، مما أدى إلى بداية ارتفاع مناسيب المياه في السدة المائية ليلاً، مع توقع استمرار الزيادة خلال الساعات القادمة. وأضاف غالب أن الجهات المعنية قامت برفع التجاوزات على الأنهار وإغلاق الجداول الفرعية لضمان توصيل المياه إلى سدة البدعة المتضررة بشكل أفضل، في محاولة لاحتواء الأزمة وتأمين الموارد المائية الضرورية.

  • انخفاض إطلاقات المياه من 95 إلى 50 مترًا مكعبًا في الثانية بعد تشغيل مشروع ماء البصرة
  • تقديم مقترح لمقاطعة الشركات التركية في المشاريع الاستثمارية كخطوة ضغط لإعادة زيادة الإطلاقات المائية
  • استجابة الحكومة المركزية برفع التجاوزات على الأنهار وإغلاق الجداول الفرعية لدعم تغذية سدة البدعة
الإطلاق المائي لسدة البدعة قبل مشروع ماء البصرة (م³/ث) بعد مشروع ماء البصرة (م³/ث)
كمية المياه 95 متر مكعب في الثانية 50 متر مكعب في الثانية

تؤكد الأوضاع الراهنة ضرورة استمرار متابعة موضوع جفاف سدة البدعة وتأثيراته المائية على المحافظة، مع الضغط السياسي والبيئي لاستعادة مناسيب المياه الطبيعية. إن تضافر الجهود الحكومية المحلية والمركزية إلى جانب التحركات السياسية بات أمرًا لا غنى عنه للحفاظ على الموارد المائية في ذي قار ومنع تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل القريب