هبوط عقود القمح الأوروبية الآجلة مع زيادة المعروض بالأسواق

شهدت أسعار العقود الآجلة للقمح على بورصة يورونكست استقرارًا ملحوظًا بالقرب من أدنى مستوياتها خلال الفترة الأخيرة، متأثرة بعطلة في الولايات المتحدة وفقدان وتيرة النشاط المعتادة، مما أثر بشكل مباشر على تنافسية التصدير في ظل بيئة مليئة بالتحديات الاقتصادية والجغرافية.

تحليل تأثير العقود الآجلة للقمح على التنافس في أسواق التصدير الأوروبية والعالمية

شهدت عقود القمح لشهر مارس، التي تعد الأكثر تداولًا في بورصة يورونكست بباريس، ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليصل السعر إلى 190.50 يورو للطن، ما يعادل حوالي 220.90 دولار أمريكي، وسط حجم تعاملات ضعيف نسبيًا؛ حيث بقي السعر يغطي أقل مستوى سجل مؤخرًا عند 189.75 يورو منتصف أكتوبر. وتأتي هذه الأرقام في ظل وفرة المعروض من مناطق التصدير الأخرى، ما زاد من حدة التنافس بين الموردين، خصوصًا في سوق غرب أوروبا، حيث يتصارع القمح الأوروبي التقليدي مع منافسيه من منطقة البحر الأسود، لا سيما روسيا، إلى جانب الأرجنتين التي تزود نصف الكرة الجنوبي بكميات كبيرة من القمح، ما يزيد من متطلبات التكيف السعرية والتسويقية.

كيف تؤثر تقلبات سعر اليورو على أسعار العقود الآجلة للقمح وأسواق التصدير الدولية؟

سجلت قيمة اليورو مقابل الدولار ارتفاعًا خلال الأسبوع الجاري، ما شكل ضغطًا إضافيًا على أسعار القمح في أسواق غرب أوروبا، بحسب تقارير المتداولين؛ حيث بلغ سعر القمح الروسي الذي يحتوي على نسبة 11.5% من البروتين والمخصص لشحنات ديسمبر إلى مصر بين 246 و247 دولارًا للطن شاملًا تكلفة الشحن. في المقابل، تراوحت أسعار القمح الفرنسي والأوكراني بين 249 و250 دولار للطن شاملاً نفس التكاليف، بينما بلغ سعر القمح الروماني نحو 251 دولارًا للطن بنفس الشروط؛ ما يعكس عدم فارق كبير في الأسعار بين الموردين الرئيسيين. وأكد تاجر ألماني أن القمح الروسي يتصدر المزادات في السوق المصرية، في حين يُعدّ قمح المحصول الجديد من الأرجنتين الأرخص عالميًا، مستفيدًا من عروض تنافسية في آسيا.

مستجدات صادرات القمح والشعير وآثار المناقصات العالمية على حركة الأسعار

أظهرت بيانات مجموعة بورصات لندن أن صادرات فرنسا شملت هذا الأسبوع شحنة قمح إلى مصر بحجم 65 ألف طن، بالإضافة إلى 66 ألف طن من الشعير المتوجهين نحو السعودية، ما يعكس نشاطًا تصديريًا مهمًا رغم الضغوط. كما أثرت نتيجة مناقصة تونسية لشراء الشعير على توافر الكميات، إذ ارتفعت الأسعار بفعل زيادة الطلب الدولي القوي. وفيما يخص قطاع الذرة، قدمت الولايات المتحدة عروضًا بأسعار أقل لكبار المستوردين الإسبان، بعد تراجع الشحنات الأوكرانية التي تضررت بفعل الأمطار الغزيرة والهجمات على البنية التحتية الزراعية، حيث تراوحت أسعار الذرة الأميركية لشحنات ديسمبر ويناير بين 242 و244 دولارًا للطن، أقل بنحو ثلاثة دولارات من أسعار الذرة الأوكرانية.