تحلية المياه في السعودية تحول الصحراء إلى أنهار صناعية مذهلة

تعتبر تحلية المياه في السعودية ركيزة أساسية لتأمين المياه العذبة في بيئة صحراوية صعبة، حيث أُدخلت شبكات التحلية ضمن البنية التحتية الوطنية لدعم النمو العمراني والاقتصادي بشكل مستدام، مع الاعتماد المستمر على التطورات التقنية الحديثة لتعزيز جودة وإمداد المياه.

تطور شبكات تحلية المياه في السعودية وأثرها على توزيع المياه المتقدم

بدأت رحلة تحلية المياه في السعودية مطلع القرن العشرين، حين تأسست أول محطة تكثيف عام 1905 لتلبية احتياجات الحجاج وسكان جدة، ومنذ ذلك الحين شهد هذا القطاع نقلة كبيرة ليصبح من أكبر أنظمة التحلية عالميًا؛ حيث تمتد شبكات توزيع المياه الرئيسية لأكثر من 14 ألف كيلومتر، وتعبر الشبكة العامة حوالي 130 ألف كيلومتر، مع وجود شبكة صرف صحي بطول نحو 50 ألف كيلومتر، مما يوضح التحول الجذري الذي أحدثته تحلية المياه في السعودية في توفير مصادر مائية مستقرة في جميع المناطق.

إنتاج وتحلية المياه في السعودية ودورها في دعم الاقتصاد والاستدامة البيئية

تتجاوز كمية المياه المحلاة التي تنتجها السعودية يوميًا 11 مليون متر مكعب، حيث تساهم هيئة المياه بشكل رئيس في هذه السعة، بينما يغطي القطاع الخاص نحو ثلث الإنتاج، ما يعكس تطورًا ملحوظًا في توفير مياه نقية؛ وتعد محطة رأس الخير أكبر منشأة تحلية في العالم، بطاقة إنتاج تفوق المليون متر مكعب يوميًا، وتدمج هذه المحطة إنتاج طاقة كهربائية تزيد على 2400 ميجاوات، معتمدة على تقنيات حديثة كالتحلية بالتقطير المتعدد المراحل والتناضح العكسي، ما يضمن كفاءة عالية في استهلاك الموارد ويعزز من استدامة العملية.

مشاريع تحلية المياه في السعودية واستخدام الأنابيب الصناعية المتطورة والبيئية

نجحت تحلية المياه في السعودية في إنشاء “أنهار صناعية” عملاقة تنقل المياه عبر جبال يبلغ ارتفاعها ثلاثة آلاف متر، بضغط يتجاوز 90 بارًا، ما يعد إنجازًا فنيًا عالميًا؛ ويبرز في هذا المجال جهود الحد من الانبعاثات الكربونية بمقدار 37 مليون طن سنويًا عبر التحول للطاقة المتجددة، لا سيما الطاقة الشمسية، مع تدشين أول محطة تحلية تعمل بهذه الطاقة في الخفجي، مما يظهر رؤية المملكة للابتكار البيئي والحفاظ على الموارد الطبيعية.

العنصر القيمة
إجمالي طول شبكات التوزيع 14,000 كيلومتر
طول الشبكة العامة 130,000 كيلومتر
شبكات الصرف الصحي 50,000 كيلومتر
إنتاج المياه المحلاة اليومي 11 مليون متر مكعب
طاقة محطة رأس الخير أكثر من 1 مليون متر مكعب يوميًا
إنتاج الكهرباء في رأس الخير 2400 ميجاوات

تستند استراتيجيات تحلية المياه في السعودية إلى رؤية 2030 التي تركز على تأمين موارد مائية مستدامة من خلال تقليل الفاقد وتحفيز الابتكار في القطاع الخاص؛ كما تولي أهمية كبرى لإعادة استخدام المياه المعالجة في الزراعة، مما يرسخ مفهوم الأمن المائي الوطني، ويعزز فرص تطوير حلول مبتكرة. وبفضل هذا التقدم، استُضيفت المملكة المؤتمر العالمي لتحلية المياه وإعادة استخدامها في 2026، مما يعكس مكانتها الرائدة عالميًا.

تخدم منظومة تحلية المياه في السعودية أكثر من 35 مليون نسمة، مواكبة للنمو السكاني والتوسع العمراني؛ فبعد أكثر من قرن من العمل، برزت المملكة كقوة مائية عالمية قادرة على تحويل البيئة الصحراوية إلى منظومة مائية متكاملة تدعم التنمية المستدامة، في نموذج يعكس كفاءة الإدارة والابتكار في قطاع المياه والطاقة.