ما هي النينيا وانتقادها لبداية موسم أمطار جنوب كاليفورنيا 2026؟

ظاهرة النينيا أثارت جدلاً واسعاً بين سكان كاليفورنيا هذا العام، حيث توقع العلماء في أكتوبر وصولها مع ظروف جافة شديدة، خاصة في الجنوب. لكن الواقع اختلفت؛ فالأمطار الغزيرة غمرت المناطق حتى الآن، مما يرطب التربة الجافة ويحد من حرائق الخريف، ويعزز مستويات الخزانات المائية في الولاية. هذا التناقض يدفع الجميع للتساؤل عن آليات هذه الظاهرة وتأثيراتها المتقلبة.

كيف تؤثر ظاهرة النينيا على أنماط الطقس في كاليفورنيا؟

تُعرف ظاهرة النينيا بتبريد درجات حرارة سطح البحر في وسط وشرق المحيط الهادئ، مما يدفع التيار النفاث شمالاً؛ فتنحرف العواصف الشتوية نحو شمال غرب المحيط وكندا، تاركة كاليفورنيا أكثر جفافاً، خاصة الجنوب الغربي. وفقاً لدائرة الأرصاد الجوية الوطنية، تمتد سنة المياه من أكتوبر إلى سبتمبر التالي، وترتبط النينيا عادة بفترات جافة. منذ 1954، أدت 15 حالة من أصل 25 إلى جفاف أكثر من المعتاد؛ إلا أن عالم الأرصاد جان نول من جامعة ولاية سان خوسيه يؤكد أنها لا تضمن الجفاف دائماً، فالتنوع المناخي يلعب دوراً حاسماً في النتائج الفعلية.

سنوات ممطرة استثنائية خلال ظاهرة النينيا

رغم الارتباط التقليدي بالجفاف، شهدت السنوات الأخيرة استثناءات بارزة لظاهرة النينيا. في 2010-2011، ضربت عواصف قوية كاليفورنيا، مكونة كتل ثلجية هائلة أثارت شكاوى منتجعات التزلج من الازدحام. ثم في 2016-2017، وصل هطول الأمطار في وسط لوس أنجلوس إلى 134% من المتوسط السنوي، مساهماً في إنهاء جفاف استمر خمس سنوات؛ ففاضت بحيرة أوروفيل، ثاني أكبر خزان، مما أدى إلى إجلاءات جماعية بسبب مخاوف انهيار السد، لكن المأساة تجنبت. أما في سان خوسيه، غمرت الفيضانات أحياءاً سكنية، ووصلت الثلوج إلى مستويات تسمح بالتزلج حتى يونيو. كررت الظاهرة ذلك في 2022-2023، محطمة سجلات الجفاف لثلاث سنوات متتالية، مع انهيارات أرضية في سان كليمنتي بفعل الأمطار الغزيرة.

• عام 2010-2011: عواصف عنيفة شكلت كتل ثلوج تاريخية، مع أمطار متواصلة في الجنوب.
• عام 2016-2017: هطول 134% من المتوسط في لوس أنجلوس، وفيضانات في أوروفيل.
• عام 2022-2023: نهاية لأكثر فترة جفاف مسجلة، مع مخاطر انهيارات أرضية.
• عام 2021-2022: بداية ممطرة في أكتوبر، تلتها جفاف شديد من يناير إلى أبريل.
• السنوات الثمانينية: تطابق مع الجفاف، لكن الاستثناءات زادت في القرن 21.

دور الأنهار الجوية في تعديل تأثيرات ظاهرة النينيا

لا تقتصر ظاهرة النينيا أو نظيرتها النينيو على تحديد الطقس في كاليفورنيا، إذ تتدخل الأنهار الجوية كعامل رئيسي. هذه التيارات تحمل رطوبة هائلة من المناطق الاستوائية، قادرة على نقل كميات تفوق تدفق نهر الأمازون؛ فكل نهر جوي يحمل حمولة مائية تعادل قارباً بحرياً، وتساهم في 65% من الأمطار السنوية في الشمال. حسب دراسة نشرت في مجلة ديناميات المناخ، لا تؤثر النينيا مباشرة على هذه الأنهار، بل تعتمد على العواصف من ألاسكا أو هاواي. في السنوات الأخيرة، غذت أربعة إلى خمسة أنهار جوية متوسط الموسم في الجنوب، مما يفسر التقلبات؛ ففي 2021-2022، أدى نهر جوي مدمر في أكتوبر إلى بداية ممطرة، لكنه تلى بجفاف قاسٍ.

تأثير تغير المناخ على ديناميكيات ظاهرة النينيا

مع تصاعد تغير المناخ، يبدو أن قواعد النينيا تنقلب؛ فقد كانت تتطابق مع الجفاف في الثمانينيات، لكن القرن الحادي والعشرين شهد سنوات “هرطقية” مثل 2006-2007 الجافة أثناء النينيو. يحذر مارتي رالف من معهد سكريبس أن هذه الظواهر تشبه لعبة البوكر، مع تدخل الأنهار الجوية المتزايدة التي تزيد التقلبات. في الخريف الماضي، أدى نظام ضغط منخفض جنوباً إلى أمطار قياسية في سانتا باربرا (9.91 بوصة)، ووادي الموت (1.76 بوصة في نوفمبر)، وفيغاس (2.91 بوصة). لكن الدفء الاستثنائي قلل الثلوج، مما يهدد إمدادات المياه؛ فالكتلة الثلجية ضرورية للري السنوي، وتأخرت افتتاح منتجعات التزلج بسبب ذلك. يؤكد جون جوتشالك أن البداية الممطرة لا تضمن شتاء رطباً كاملاً، كما في 2021-2022 حيث تحول الجفاف إلى شديد. يضيف نول أن تغير المناخ يعدل “الحمض النووي” لكل حدث، مشجعاً على توقعات مرنة.

تذكر كارلا نيميث أن التاريخ يثبت إمكانية أي شيء في شتاء كاليفورنيا، حيث يتداخل الضغط الساحلي مع الرطوبة الاستوائية ليحدد المصير المائي للعام.