وفاة الحاجة سبيلة.. أيقونة العطاء بعد تبرعها بـ200 ألف ذهب لمصر

الحاجة سبيلة، تلك السيدة المصرية المتواضعة التي أثارت إعجاب الجميع بقرارها السخي، حين تبرعت بمجموعة من الذهب الخاص بها بقيمة تصل إلى 200 ألف جنيه لدعم الوطن، في وقت يشهد فيه المجتمع حملات تضامنية عديدة؛ وقد جاء هذا الفعل النبيل ليبرز روح العطاء الحقيقية، مما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تكريمها خلال احتفال يوم المرأة المصرية في مقر الرئاسة، حيث أصبحت رمزاً للكرم والتفاني بين صفوف النساء.

من هي الحاجة سبيلة وكيف بدأ مسيرتها في العطاء؟

الحاجة سبيلة ليست مجرد اسم عابر في صفحات الأخبار، بل امرأة نشأت في بيئة بسيطة بالريف المصري، حيث تعلمت منذ الصغر قيم الإيثار والمسؤولية الاجتماعية؛ فقد عملت طوال سنوات في مجال التجارة الصغيرة، مما ساعدها على بناء استقلاليتها المالية دون الاعتماد على الآخرين، ومع مرور الزمن، تحولت حياتها إلى نموذج للدعم المجتمعي، خاصة في أوقات الأزمات الاقتصادية التي يواجهها البلد. وفي السنوات الأخيرة، بدأت في المشاركة الفعالة في حملات الإغاثة، سواء للفقراء أو المتضررين من الكوارث الطبيعية، مما جعل اسمها يتردد في الأوساط الخيرية، وأصبحت الحاجة سبيلة مصدر إلهام للعديد من النساء اللواتي يسعين لتحقيق التوازن بين الحياة اليومية والعمل الإنساني.

تفاصيل التبرع الذي ألهم الجميع

في سياق الجهود الوطنية لدعم التنمية، قررت الحاجة سبيلة التخلي عن جزء كبير من ممتلكاتها الشخصية، وتحديداً ذهب تراكمته على مدار عقود، ليصل قيمته إلى 200 ألف جنيه، موجهاً هذا المبلغ نحو مشاريع تنموية في مصر؛ كان هذا القرار مدروساً بعناية، إذ استشارت أولادها قبل الإعلان عنه، وأكدت أن الذهب ليس مجرد مادة ثمينة بل رمز للإرث العائلي الذي يجب أن يخدم المجتمع أكثر من الاحتفاظ به في الخزنة. وقد ساهم هذا التبرع في تمويل برامج تعليمية وصحية، مما يعكس عمق تفكير الحاجة سبيلة في أولويات الوطن، خاصة مع انتشار التحديات الاقتصادية التي تتطلب تضافر الجهود من الجميع.

كيف كرم الرئيس السيسي هذه الأيقونة للعطاء؟

خلال الاحتفال الرسمي بيوم المرأة المصرية، استدعى الرئيس عبد الفتاح السيسي الحاجة سبيلة إلى مقر الرئاسة، حيث أشاد بها أمام الحضور كمثال حي للروح المصرية الأصيلة؛ منحها درعاً تقديرياً وشهادة شكر، معتبراً أن مثل هذه الأفعال تعزز من تماسك المجتمع وتشجع على المزيد من المبادرات الإيجابية. ومع أن الحاجة سبيلة ردت بتواضع شديد، إلا أن هذا التكريم أثار موجة من الإعجاب على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أطلق عليها الكثيرون لقب “أيقونة العطاء”، مما يبرز كيف يمكن لفرد واحد أن يغير نظرة الناس نحو العمل الخيري.

لتوضيح أبرز إنجازات الحاجة سبيلة في العطاء، إليك قائمة مختصرة ببعض المساهمات البارزة:

• دعم حملات الإغاثة للأسر المتضررة من فيضانات النيل في السنوات الماضية.
• تقديم مساعدات مالية لمدارس ريفية لشراء كتب وأدوات تعليمية أساسية.
• المشاركة في برامج التبرع بالدم والمساعدة في مستشفيات المناطق النائية.
• تنظيم ورش عمل للنساء لتعليمهن مهارات الحرف اليدوية لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
• التبرع بأثاث منزلي للأيتام في دور الرعاية الاجتماعية.

شهادة الحاجة سبيلة في العطاء تذكر الجميع بأن الفعل الصغير يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً، ومع استمرار مثل هذه القصص، يزداد الأمل في مستقبل أفضل للمجتمع المصري بأكمله.