في بغداد.. اتحاد الأدباء يستذكر الجواهري ويبرز مكانته كرمز للشعر العربي

محمد مهدي الجواهري شاعرٌ أقام للقصيدة مقامًا، حيث استذكره الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق في جلسة خاصة نظمها نادي الشعر بالاتحاد اليوم السبت في بغداد إحياءً لذكرى وفاته؛ وقد جاءت الجلسة فرصة لتسليط الضوء على تجربته الشعرية والثقافية الحافلة بالنضال الوطني والإنجاز الإبداعي.

جلسة استذكار الجواهري تعكس مكانة الشاعر الذي أقام للقصيدة مقامًا

نظم الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق جلسة استذكار للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، هذا الشاعر الذي أقام للقصيدة مقامًا ببيته الشعري الأول؛ فكان الفيصل بين الكلمة والمقام، وأرسى عرش الشعر بجدارة. شهدت الجلسة قراءات شعرية ونقدية تناولت تجربة الجواهري الإبداعية العميقة، كما تضمنت شهادات أدبية وثّقت نضاله الوطني ومسيرته الثقافية الممتدة بين عواصم العالم. افتتح الشاعر حماد الشايع مدير الجلسة كلمته مؤكدًا أن الجواهري ليس مجرد اسم يُستذكر في الذكرى فقط، بل قيمة مستمرة في الوعي الوطني والثقافي، ووصفه بأنه شاعر أرسى القصيدة على عرشها ورفع مقامها بين سائر الملوك، ليظل مصدر إلهام الأجيال.

تجربة محمد مهدي الجواهري بين الشعر والنضال الوطني

في الكلمة التي ألقاها الناقد علي الفواز، نائب الأمين العام للاتحاد، تمت الإشارة إلى أن الجواهري حاضر على الدوام، ليس في ذكرى رحيله فحسب، وإنما من خلال استمرار تأثيره في المشهد الثقافي والوطني، إذ يعزز ثقة الأجيال بمشروعنا الثقافي ويكفل استمرار الفعل الثقافي والالتزام به. كما تم تقديم كلمة نيابة عن مركز الجواهري الثقافي في براغ، الذي يرأسه الباحث رواء الجصاني. ألقاها الشاعر منذر عبد الحر، أمين الشؤون الثقافية في الاتحاد، مستعرضًا محطات حياة الجواهري كمناضل ومثقف متنقل بين عواصم مختلفة، الأمر الذي أضفى على تجربته أبعادًا إنسانية وثقافية واسعة تجاوزت حدود الوطن. وركّزت الجلسة على الجانب الوطني في شعر الجواهري، الذي جمع بين الحس الإبداعي والالتزام بالمشروع الوطني، مما جعله نموذجًا فريدًا في الشعر العربي الحديث.

الأبعاد النقدية والشعرية في استذكار الشاعر الذي أقام للقصيدة مقامًا

تضمنت الجلسة ورقتين نقديتين قدمهما الشاعر والناقد عمار المسعودي والناقد جاسم الخالدي، حيث أكّد الاثنان أن تجربة الجواهري تمثل حالة استثنائية في الشعر العربي المعاصر، إذ تجاوزت حدود التعبير الذاتي لتكون صوتًا يعكس هموم الوطن والتحديات الاجتماعية عبر فترة متقلبة من الأحداث التاريخية. كما عُرضت خلال الجلسة قصائد نادرة بصوت الجواهري نفسه، أضفت حقيقة وجدانية على جو اللقاء، مما أثار تفاعلاً واسعًا بين الحضور. في ختام الفعالية، شارك عدد من الشعراء بقراءات شعرية مهداة إلى روح الجواهري، من بينهم مضر الآلوسي، وياس السعيدي، ومهدي النهيري، ورضا السيد جعفر، ومحمود فرحان، حيث استحضرت هذه القراءات قافية الجواهري ومعانيه الشعرية التي عبروا بها عن وفائهم لهذه الشخصية الأدبية العظيمة.

  • مشاركة نقاد وشعراء بارزين في استذكار الجواهري
  • قراءات شعرية نادرة بصوت الجواهري
  • تسليط الضوء على النضال الوطني في شعره
  • تقديم نظرات نقدية تعكس خصوصية تجربته

تمثّل هذه الجلسة نموذجًا حيًا لذاكرة شاعر أقام للقصيدة مقامًا عظيمًا، إذ لم تكن مجرد استذكار تقليدي بل تجربة ثقافية تثري المشهد العراقي والعربي، وتوفر مساحة للنقاش والإلهام حول شعر الجواهري وأثره المستمر في الشعر والثقافة. يبقى اسمه حاضراً في الوجدان الأدبي كشاعر ملهم ناضل بالكلمة وكان لقصيدته مكانة بين كبار الملوك على عرش الشعر العربي.