من الهاوية إلى التتويج.. مدرب مجهول يقود الريال للقب دوري الأبطال

تشافي ألونسو يواجه لحظة حاسمة مع ريال مدريد في المواجهة أمام مانشستر سيتي؛ قد تكون هذه المباراة نهاية مسيرته مع النادي الملكي، الذي استقبله بتوقعات جمة بعد نجاحه الاستثنائي مع بايرن ليفركوزن. رغم عبوره مرحلة مجموعات دوري أبطال أوروبا، إلا أن تراكم الإخفاقات والتوترات داخل الفريق يجعل استمراره مستبعداً؛ إدارة الريال لن تتغاضى عن سلسلة الخسارات التي ألقت بظلالها على أداء اللاعبين منذ اليوم الأول لتوليه المنصب.

بداية الإحباط مع صفقات تشافي ألونسو

وصلت أخبار الإحباط سريعاً إلى معسكر الريال، خاصة في صفقة انتقال ترينت ألكسندر أرنولد من ليفربول؛ أصر تشافي ألونسو على ضم اللاعب لتعزيز الخيوط الخلفية، معتبراً إياه مفتاحاً للمنافسة على لقب مونديال الأندية الجديد. دفع النادي الملكي عشرة ملايين جنيه إسترليني لتحرير عقده قبل شهر واحد فقط من انتقال مجاني مزعوم، مما أثار انتقادات حادة داخل الإدارة؛ كانت هذه الخسارة المالية تجنبية بسهولة لو تم التخطيط بشكل أفضل، لكن حماس ألونسو لاحقاً تحول إلى عبء ثقيل على ميزانية الفريق. اللاعب نفسه لم يقدم التأثير المتوقع، مما زاد من الضغوط على المدرب في اجتماعات الطوارئ المتكررة.

انهيار الأداء تحت قيادة تشافي ألونسو

انطلقت الموسم بوعود مشرقة تحت إشراف تشافي ألونسو، حيث حقق الريال انتصارات مبكرة رفعت معنويات الجماهير؛ سرعان ما تحول الفرح إلى قلق مع هزيمة الديربي أمام أتلتيكو مدريد بخماسية مذلة، فكانت تلك النقطة التحولية التي أشعلت فتيل التراجع. منذ ذلك الحين، سادت وتيرة من الخسارات المتتالية، مع أخطاء دفاعية متكررة وفقدان السيطرة على وسط الملعب؛ لو لم يأتِ فوز مفاجئ أمام برشلونة، لكان ألونسو قد غادر القلعة الملكية منذ أسابيع. اللاعبون بدوا مشتتين، والتكتيكات التي نجحت في ألمانيا لم تتناسب مع ديناميكية الدوري الإسباني، مما أدى إلى تصريحات داخلية تتحدث عن حاجة ماسة لتغيير جذري.

لتوضيح مسار التراجع، إليك قائمة بالعنقود الرئيسي من الأحداث:

  • صفقة أرنولد المكلفة أدت إلى خسائر مالية فورية.
  • هزيمة الديربي أمام أتلتيكو أثارت أزمة ثقة عميقة.
  • سلسلة خسارات في الدوري الإسباني أضعفت المركز التنافسي.
  • عبور دور المجموعات في أبطال أوروبا كان الاستثناء الوحيد.
  • توترات داخلية بين الإدارة واللاعبين زادت الضغط على ألونسو.
  • فوز عشوائي على برشلونة أجل القرار المحتوم مؤقتاً.

تاريخ الريال يفتح أبواب المجد بعد تشافي ألونسو

قد تكون رحيل تشافي ألونسو فرصة ذهبية لمدرب جديد، فتاريخ النادي الملكي يشهد على تحولات ناجحة أعادت الفريق إلى القمة؛ في نوفمبر 1999، أقيل جون توشاك بعد ترنح في دوري الأبطال، فجاء فيسنتي ديل بوسكي ليعدل التوازن ويؤهل الفريق للنهائي أمام ليفركوزن، محتفلاً بلقب الأبطال بركلة جزاء حاسمة من زين الدين زيدان. الفرنسي، الذي انتقل من يوفنتوس، أكمل مسيرته كلاعب بتلك اللحظة، ليفتح له أبواب النجاح كمدرب لاحقاً.

أعادت التغييرات الجريئة بريق الريال، كما حدث في يناير 2016 عند إقالة رافائيل بينتيز بعد ستة أشهر فقط من تعيينه؛ تولى زيدان المهمة، معتمداً على معرفته الداخلية من تدريب الفريق الاحتياطي، فأعاد الثقة وفاز بلقب الأبطال في نهاية الموسم، متبوعاً بثلاثة ألقاب متتالية أصبحت أسطورة في تاريخ البطولة القارية.

للمقارنة بين تلك التحولات التاريخية، يلخص الجدول التالي النتائج الرئيسية:

المدرب السابق المدرب الجديد
جون توشاك فيسنتي ديل بوسكي (فوز بلقب أبطال واحد)
رافائيل بينتيز زين الدين زيدان (ثلاثة ألقاب متتالية)

يظل الريال قادراً على النهوض من رماد الإخفاقات، مستلهماً دروس الماضي لصنع مستقبل يليق بتاريخه العريق.