قمة الجولة.. منظومة كرة القدم في بطولة كأس العرب 2025 الجزء الثاني

كرة القدم المصرية تواجه تحديات حقيقية بعد ما حدث في بطولة كأس العرب بالدوحة، حيث خرج المنتخب الثاني من دور المجموعات بطريقة مؤلمة، مما أثار موجة من الإحباط العام؛ إن هذه اللحظة ليست إعلاناً عن نهاية، بل فرصة للتأمل العميق في الواقع الرياضي، بعيداً عن العواطف الجامحة التي قد تعمي الرؤية، ومع التركيز على إعادة بناء المنظومة بأكملها لاستعادة المكانة الرياضية المناسبة.

تأثير خروج المنتخب على صورة كرة القدم المصرية

الخروج المبكر للمنتخب الثاني من بطولة كأس العرب كشف عن ضعف فني واضح، حيث أظهر المستوى المتواضع في المباريات مستوى بائساً يعكس مشكلات أعمق في كرة القدم المصرية؛ لم يكن الأمر مجرد هزيمة عابرة، بل دليلاً على تدهور المنظومة الرياضية التي كانت يوماً ما رمزاً للتميز العربي، ومع ذلك يجب تجاوز ردود الفعل الساخطة التي سيطرت على الجميع، لأن الغضب قد يدفع نحو جلد الذات دون فائدة حقيقية، وهو ما يمنع أي تقدم؛ الواقعة المريرة هذه لا تمثل الترجمة الكاملة لقيمة مصر في خريطة كرة القدم العربية، بل هي لحظة مؤقتة يمكن تحويلها إلى نقطة انطلاق إيجابية إذا تم التعامل معها بحكمة.

أسباب الانهيار في منظومة كرة القدم المصرية

شهادة الخبراء تؤكد على حالة التدهور الشامل في كرة القدم المصرية، حيث تحولت الرياضة من مجرد تسلية إلى صناعة معقدة تعتمد على أسس علمية وفنية متقدمة؛ في الوقت الذي أصبحت فيه الدول الأخرى تركز على تطوير اللاعبين واكتشاف المواهب، تعاني المنظومة المصرية من عشوائية إدارية وفساد مالي يقوض الجهود؛ الدراسة العلمية الجادة ضرورية لتحديد الأسباب الجذرية، مثل غياب الكفاءة في اختيار المدربين، وضعف الدعم للأندية، بالإضافة إلى نقص البنية التحتية الحديثة؛ هذا الانهيار شبه التام لم يأتِ من فراغ، بل نتج عن إهمال طويل الأمد للجوانب الإدارية والفنية معاً، مما يجعل الخروج من كأس العرب مجرد قمة جبل الجليد، ويحتاج الأمر إلى تحليل دقيق يغطي كل الجوانب لتجنب تكرار الأخطاء.

خطوات إعادة بناء كرة القدم المصرية

للخروج السريع من حالة الإحباط، يجب البدء فوراً في بحث جاد يهدف إلى بناء منظومة قوية لكرة القدم المصرية، بعيداً عن المجاملات والفساد؛ يتطلب ذلك وضع أهداف واضحة تركز على إصلاح الأعمدة الأساسية، ومن بين الخطوات الرئيسية التي يمكن اتباعها:

  • تقييم شامل لأداء المدربين واللاعبين لتحديد نقاط الضعف.
  • تطوير برامج اكتشاف المواهب في الأندية الشابة.
  • توفير دعم مالي وإداري للمنتخبات على جميع المستويات.
  • بناء ملاعب وتجهيزات حديثة تلبي المعايير الدولية.
  • تعزيز الشراكات مع الجهات الدولية لنقل الخبرات الفنية.

هذه الخطوات، إذا تم تنفيذها بجدية، ستعيد كرة القدم المصرية إلى مسارها الصحيح؛ وفي هذا السياق، يمكن تلخيص العناصر الرئيسية للصناعة في جدول بسيط يوضح الوضع الحالي مقابل المتطلبات:

العنصر الوضع الحالي
المدربين واللاعبين ضعف في التدريب والأداء؛ غياب الكفاءة.
اكتشاف المواهب عشوائي وغير مدعوم؛ نقص البرامج المنظمة.
البنية التحتية قديمة وغير كافية؛ حاجة لتحديث فوري.
الدعم المالي والإداري معرض للفساد؛ يتطلب إصلاحاً جذرياً.

التعامل مع هذه التحديات يتطلب إرادة جماعية، حيث يمكن لمصر استعادة بريقها الرياضي إذا ركزت على الإصلاحات المنهجية دون تأخير.