فيحاء نيفين مندور: صعود النجومية وصدمة الرحيل في سيرتها الكاملة

نيفين مندور غادرت الحياة فجأة، مخلفة إرثًا فنيًا يتردد في أذهان الجمهور المصري والعربي على مر السنين. برحيلها في حادث حريق مدمر يوم 17 ديسمبر 2025، وهي في الثالثة والخمسين من عمرها، أثارت ذكريات دورها الشهير كـ”فيحاء” في فيلم “اللي بالي بالك”، الذي أطلقها إلى الواجهة عام 2003، قبل أن تختار الابتعاد عن الأضواء لأسباب شخصية عميقة.

نشأة نيفين مندور في أحضان المسرح المبكر

ولدت نيفين مندور عام 1972، حيث أظهرت ميلًا طبيعيًا نحو التمثيل منذ طفولتها؛ فقد كانت تشارك في العروض المدرسية بثقة تجعلها تبرز بين أقرانها، مما شجعها على مواصلة هذا الطريق. خضعت لتدريبات مكثفة أثناء دراستها الجامعية، حيث انخرطت في فرق المسرح هناك، وهو ما صقل حضورها الفريد وقدرتها على جذب الانتباه دون جهد يذكر. هذه البدايات المتواضعة غرست فيها أساسًا قويًا، يجمع بين الإبداع والانضباط، قبل أن تتحول إلى وجه مألوف في الوسط الفني المصري.

انطلاقة نيفين مندور مع “اللي بالي بالك” في 2003

شهد عام 2003 تحولًا كبيرًا في مسيرة نيفين مندور، إذ اختارها المخرج وائل إحسان لتؤدي دور زوجة الشخصية الرئيسية بجانب محمد سعد في فيلم “اللي بالي بالك”؛ جسدت “فيحاء” بأداء يمزج بين الدفء العاطفي والفكاهة الخفيفة، مما ساهم في نجاح الفيلم الذي حقق إيرادات هائلة وأصبح حديث الناس. سرعان ما أصبحت نيفين مندور رمزًا للجمال الهادئ في تلك الحقبة، حيث لفتت أنظار النقاد والجمهور على حد سواء، وفتحت أبوابًا لفرص أخرى في عالم الدراما.

انتقال نيفين مندور إلى الشاشة الصغيرة وتعاوناتها البارزة

انتقلت نيفين مندور بعد نجاحها السينمائي إلى التلفزيون، محافظة على إيقاعها الإبداعي رغم محدودية الأعمال؛ في مسلسل “راجعلك يا إسكندرية”، شاركت البطولة مع خالد النبوي، مقدمة شخصية تكشف عن تنوعها في التعبير عن العواطف المعقدة. كما برزت في “مطعم تشي توتو” إلى جانب سمير غانم وفاروق الفيشاوي، حيث أثبتت قدرتها على الاندماج في مشاهد كوميدية دون أن تفقد طابعها الراقي. هذه التجارب عززت مكانتها كفنانة متعددة المواهب، قادرة على التكيف مع مختلف الأدوار.

في لحظة حزينة، أعلن الفنان شريف إدريس عن وفاة نيفين مندور عبر إنستغرام، مشاركًا صورة لها وقائلًا إنها رحلت إثر حريق نشب في منزلها، مما أدى إلى نهايتها الفورية؛ أثار الخبر موجة من الحزن بين الزملاء والأصدقاء، الذين تذكروا طيبتها وخلقها الرفيع. سر ابتعاد نيفين مندور عن الفن بعد قمة الشهرة يعود إلى عوامل شخصية؛ فقد اعتنت بوالدتها أثناء مرضها الشديد، مفضلة الرعاية العائلية على العمل اليومي في الإنتاج. كانت تشعر برهبة من الضغوط الناتجة عن النجاح المفاجئ، مع عروض كثيرة أثارت فيها توترًا نفسيًا، إضافة إلى نصيحة والدها بالتركيز على الحياة الخاصة بدلًا من الأضواء. تلقت الأسرة تأكيدات من المقربين حول تفاصيل الحادث، الذي جاء كصدمة كاملة للوسط الفني.

لتوضيح بعض الأعمال الرئيسية لنيفين مندور، إليك جدولًا يلخص مسيرتها:

عميق الحزن الذي غمر المنصات الاجتماعية بعد رحيل نيفين مندور؛ تداول الناس صورها من الأفلام، معبرين عن الفراغ الذي تركته في القلوب، بينما ودعها زملاؤها كصديقة مخلصة وموهبة نادرة. بقيت ذكراها حية في أعمالها القليلة، التي ستبقى مصدر إلهام للأجيال الجديدة.