إحياء نادر.. المملكة تنقذ طائر الجمل من الانقراض بعد 100 عام

إعادة توطين النعام ذو الرقبة الحمراء يُعد خطوة بيئية بارزة أطلقتها محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية في السعودية؛ حيث يعود هذا النوع إلى المنطقة بعد غياب دام أكثر من قرن، كبديل حيوي عن النعام العربي المنقرض بفعل الصيد الجائر وتآكل الموائل الطبيعية. يعكس الإجراء التزام المملكة بإحياء الإرث البيئي الذي يميز شبه الجزيرة العربية؛ فهو يساهم في إعادة التوازن الطبيعي وتعزيز النظم الحيوية التي اختفت تدريجيًا.

تأثير إعادة توطين النعام على التنوع الحيوي

أطلقت المحمية مبادرة تركز على نقل خمسة أفراد من النعام ذو الرقبة الحمراء لبناء مجموعة مستقرة ضمن مساحتها الواسعة التي تمتد إلى 24 ألف وخمسمائة كيلومتر مربع؛ وتشمل الخطط عمليات تكاثر منهجية وإطلاق تدريجي لإعادة الحيوية إلى المنطقة. يمتد الفائدة إلى الوسط البري والبحري معًا؛ إذ تعمل هذه الطيور على تعزيز التوازن الإيكولوجي بتفاعلاتها مع المناطق المحيطة، مما يدعم استدامة البرية ويحد من تفاقم فقدان الأنواع في الصحاري القاحلة، ويفتح آفاقًا لاستعادة الغنى الطبيعي القديم.

مكانة إعادة توطين النعام في البرامج البيئية الشاملة

يأتي إعادة توطين النعام ذو الرقبة الحمراء كجزء من مشروع أكبر يهدف إلى إحياء 23 نوعًا حيوانيًا كان موجودًا سابقًا في المنطقة؛ وقد حققت الجهود نجاحًا في إعادة 12 نوعًا منها حتى الآن. يُشيد أندرو زالوميس، الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المحمية، بهذه الخطوة كلحظة فارقة؛ فالطيور تعيد وظيفتها الطبيعية في توزيع البذور ومنع انتشار الآفات، بالإضافة إلى صيانة المواطن الطبيعية للكائنات الأخرى، مما يُنعش الدورة الحيوية للنظام البيئي بأكمله ويُعزز الاستقرار الطويل الأمد.

الأساس التاريخي لمبادرة إعادة التوطين

ترتكز برامج إعادة توطين النعام ذو الرقبة الحمراء على بحوث تاريخية مفصلة تؤكد تواجد النعام العربي في صحاري شبه الجزيرة؛ حيث كان يرتبط بالصيد التقليدي وأنماط الحياة الرحلة، وتُظهر الرسوم الصخرية في مواقع متعددة تجمعات كبيرة منها. تجمع المحمية بين الدراسات العلمية المعاصرة والسجلات القديمة لتحديد مسارات بيئية مناسبة؛ خاصة أن هذا النوع يشبه المنقرض محليًا بيولوجيًا، فهو يُساهم في إعادة صياغة الطابع الطبيعي للمنطقة ويُدعم الخطط الوطنية للحفاظ على التراث البيئي، مما يربط الماضي بالحاضر بطريقة مدروسة.

لتوضيح الدور الفعال لهذه الطيور في الوسط الصحراوي، إليك أبرز مساهماتها:

  • توزيع البذور من خلال تنقلها الواسع في المناطق الجافة.
  • الحد من الإضرار الحشرية عبر نظامها الغذائي اليومي.
  • الحفاظ على الموائل بتجنب الإفراط في الرعي بالمناطق الضعيفة.
  • دعم التوازن الغذائي للمنتجات الطبيعية الأخرى.
  • تعزيز الجذب السياحي كعنصر من التراث الثقافي.

الشراكات المحلية الداعمة لإعادة توطين النعام

تتقدم مبادرة إعادة توطين النعام ذو الرقبة الحمراء بتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة البرية، إلى جانب محميات ملكية أخرى وكيانات مثل أرامكو ونيوم والهيئة الملكية لمحافظة العلا؛ وتتوافق هذه التعاونيات مع رؤية 2030 ومبادرة السعودية الخضراء، التي تسعى لحماية 30% من الأراضي بحلول نهاية العقد. تضم المحمية أكثر من نصف الأنواع البرية في المملكة، وتشمل 15 نظامًا بيئيًا متنوعًا يعبر عن الثراء الطبيعي للمنطقة، مما يجعلها محورًا للجهود الشاملة.

لتلخيص الإنجازات في إعادة التوطين، يُقدم الجدول التالي نظرة موجزة على بعض النتائج الرئيسية:

النوع المعاد توطينه عدد الأفراد
النعام ذو الرقبة الحمراء خمسة كأساس للمجموعة
أنواع برية أخرى 12 نوعًا حتى الآن

تحت قيادة مجلس المحميات الملكية برئاسة الأمير محمد بن سلمان، تواصل المحمية برامجها للاستدامة؛ فهي تعيد الانسجام الطبيعي وتحمي الإرث البيئي، وتصبح نموذجًا متقدمًا في المنطقة الشرق أوسطية.