مواجهة قوية.. فينيسيوس يواجه تحدياته في البرنابيو 2025

فينيسيوس جونيور يواجه لحظة حاسمة في مسيرته مع ريال مدريد، حيث تندمج موهبته الكروية مع تحديات نفسية عميقة، فالقصة ليست مجرد عنصرية أو إنجازات ميدانية، بل اختبار للنضج الذي يحدد مصيره، إما بالسيطرة على انفعالاته ليعود أقوى، أو بفقدان ثقة البرنابيو قبل فوات الأوان.

حادثة الصراخ في برنابيو ودلالاتها

في أحداث هذا العام بملعب سانتياغو بيرنابيو أثناء مواجهة ريال مدريد أمام فالنسيا، حاول فينيسيوس جونيور التمرير أو المراوغة دون جدوى، فانفجر غضب مشجع قريب الذي كان يناقشه بأدب سابق، صارخًا بكلمات قاسية موجهة إليه مباشرة، مستخدمًا لفظًا مشوهًا لاسمه يحمل طابعًا مثيرًا للجدل؛ هذا التعبير الذكي السلبي جرح اللاعب بعمق دون أن يمس الآخرين، مما يبرز كيف يمكن للغضب أن يقود إلى أماكن مظلمة، وكأن الكلمات سلاح حاد يقطع بلا رحمة.

أسباب معارضة فينيسيوس من قبل بعض المشجعين

يعرف الجميع بوجود فئة محدودة بين مشجعي ريال مدريد متأثرة بالإعلام والخطابات الشعبوية، ترفض فينيسيوس جونيور لأسباب مرتبطة بولاء برشلوني أو كره عام للريال، مطالبة برحيل نجمهم الأبرز، أو لدوافع عنصرية واضحة ترفض حقه في الشكوى من وصفها له بألقاب مهينة؛ يقولون إن آخرين ذوي بشرة سوداء يتصرفون أفضل دون إهانة، لكن هذه الفئة بدأت بالتوسع، خاصة بعد انفجار الغضب يوم السبت، إذ يغفر الغالبية الكثير من الأخطاء عادة، لكن ليس كل شيء دائمًا، فبالوتيلي لم يكن يُسامح لتقلباته الشديدة لأنه لم يكن مجتهدًا بما يكفي، وكذلك فينيسيوس جونيور لا يمكنه إثارة الفوضى كل أسبوعين إذا كانت سيطرته النفسية ضعيفة لأكثر من عام، فأداؤه الحالي لا يبرر مثل هذه النزوات.

قسوة كرة القدم وتوقعات فينيسيوس

تُعد كرة القدم عالمًا قاسيًا غير عادل تمامًا، مع الكثير من العدالة المصطنعة خارج الملعب ومحاضرات من أولئك الذين ينتظرون اعتقالهم مستقبلًا، نسمعها بخجل؛ يمكن للاعب التمرد على المدرب كسلطة مطلقة في وسط الملعب إذا كان أداؤه حاسمًا، أو تغيير صورة حسابه على وسائل التواصل من الريال إلى البرازيلية إذا برز كأحد أفضل اللاعبين عالميًا، لكن فينيسيوس جونيور الذي يغير مجرى المباريات بنسبة ستين في المئة لا يستطيع طلب دعم مفرط لنوبات غضبه أو تمثيله أو احتجاجاته، فاطلب ذلك عندما تكون في قمة قوتك حيث يعوض التقلب بالأداء الاستثنائي الذي يجبر الجميع على التحمل أو الدفاع؛ حتى كروس يلمح إلى أن الفريق يتأثر سلبًا بسلوكه.

منذ سن الثامنة عشرة، تطور فينيسيوس جونيور جسديًا بشكل مذهل ليصبح من الأفضل عالميًا، لكنه عقليًا ما زال في مراحل النمو، إذ ينشر النجوم فيديوهات لتمارينهم الرياضية المتقدمة بأجهزة حديثة وتدريبات عالية الكثافة ورفع أثقال والاستشفاء، دون تصوير الجوانب غير الجذابة مثل الجلسات مع الطبيب النفسي أو الاسترخاء مع المستشارين أو التأمل أو مراجعة الأخطاء السابقة.

تطور فينيسيوس بين الميدان والانفعالات

لا يضمن إتقان الكرة بالأقدام أي شيء دون مجهود إضافي، ففينيسيوس جونيور يتجاوز الخصوم بسهولة أكبر من عام 2021، يسجل ويصنع أهدافًا أكثر، لكنه يقضي وقتًا أطول في الجدال، يسمع إهانات أكثر من المدرجات، يمثل بتهور أعلى، وتصرفاته أسوأ مما كانت؛ عانى من عنصرية إسبانية خبيثة أكثر من غيره، مع كاميرات تركز على شفتيه لإبراز انفعالاته دون الاستفزازات، غالبًا ما تكون ردوده ناتجة عن أفعاله أو استفزازات غير عنصرية.

لتوضيح تطور فينيسيوس جونيور، إليك جدولًا يقارن جوانب أدائه:

في الريال، يُشكل فينيسيوس جونيور مشكلة بسبب جدالاته المتكررة التي تؤذي الجميع، رغم رغبتهم في تجديد عقده بقيمة هائلة؛ أما هو، فيواجه نفسه فقدان الحماس تحت التهديد بالرحيل، بعد موسمين ساهم فيه بلقبي دوري أبطال مذهلين، إنه موهبة استثنائية، لكنه يحتاج إلى إدراك أن كرة اليوم شرسة، فالأفضل في العالم يفقد قيمته بعقلية متواضعة على الملعب.

ليتجاوز فينيسيوس جونيور هذه المرحلة، يجب التركيز على جوانب النمو الشامل، مثل:

• تعزيز السيطرة النفسية من خلال جلسات استشارية منتظمة.
• تقليل الاستجابات العاطفية أثناء المباريات للحفاظ على التركيز.
• مراجعة الأخطاء السابقة عبر فيديوهات تحليلية دورية.
• بناء علاقات أقوى مع الجماهير بأداء ميداني متميز.
• دعم الفريق نفسيًا لتجنب التأثير السلبي على الزملاء.

في النهاية، يظل فينيسيوس جونيور قادراً على العودة أقوى إذا سيطر على نفسه، محولاً التحديات إلى قوة دافعة لمستقبله مع الريال.