برشلونة يقرر التخلص من نجومه بطريقة مثيرة للجدل.. ماذا يعني ذلك لتير شتيغن والجماهير؟ 28 يوليو 2025

برشلونة هل يتعمد إخراج نجومه من الباب الضيق؟ تتجلى هذه المسألة بوضوح في الصراع غير المعلن بين الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن ونادي برشلونة، الذي تفاقم مؤخراً بسبب تحركات إدارة النادي نحو استقدام لاعبين جدد، ما أثار حفيظة تير شتيغن خاصة بعد خضوعه لعملية جراحية في مدينة بوردو الفرنسية دون مرافقة فريقه، تعبيراً عن رفضه وضعية المنافسة مع الحارس الشاب جوان غارسيا.

برشلونة هل يتعمد إخراج نجومه عبر سياسة تسريح صريحة؟

تعكس الأزمة الحالية بين برشلونة وتير شتيغن مدى اعتماد الإدارة على سياسة دفع النجوم لمغادرة النادي، سواء عبر فسخ العقود أو البيع بمجرد ورود عروض مالية حتى وإن كانت غير مرضية فنياً. في حالة تير شتيغن، لم يكن فقط التعاقد مع جوان غارسيا ومنافسة الحارس الجديد السبب، بل جاء تمديد عقد الحارس تشيزني لسنتين إضافيتين كعامل من شأنه تضييق الخناق على حارس المرمى الأساسي سابقاً. كذلك منح رقم القميص رقم (1) لجوان خلال المباراة الودية مع فيسيل كوبي الياباني، وهو ما حاول المدرب فليك التقليل من تأثيره إعلامياً، يعكس توجه النادي نحو تغيير واضح في أولويات الفريق.

صراع تير شتيغن مع إدارة برشلونة ليس حالة منفردة، بل يطرح تساؤلات حول التصرفات الإدارية التي قد تعمد إلى دفع اللاعبين الكبار خارج النادي بطريقة غير مباشرة، رغم خدماتهم السابقة ومسيراتهم مع النادي. الاصابات مثل قطع الرباط الصليبي التي تعرض لها تير شتيغن في أبريل 2024 لم تكن كافية للحفاظ على مكانته، ما يزيد من قناعة البعض بأن برشلونة يسلك مساراً جديداً يعتمد على تجديد الفريق بطريقة قسرية.

نجوم برشلونة الذين دفعهم النادي للمغادرة: قصة متكررة أم سياسة منظمة؟

تتكرر هذه الظاهرة مع عدة نجوم بارزين مرت عبر تاريخ برشلونة، ما يدفع إلى التساؤل حول ما إذا كانت الإدارة تتعمد دفع اللاعبين للمغادرة بأبواب ضيقة. ليونيل ميسي، الذي قضى عشرين عاماً في النادي، رأى في عام 2021 عدم تجديد عقده بسبب قانون اللعب المالي النظيف، وهو تبرير رسمي قدمته إدارة لابورتا لإنهاء علاقته مع النجم الأرجنتيني الذي انتقل إلى باريس سان جيرمان ثم إنتر ميامي.

صامويل إيتو كان مثالاً آخر حين غادر النادي في صفقة تبادلية مع زلاتان إبراهيموفيتش عام 2009، رغم نجاحه وتاريخه مع النادي، حيث ألقى اللوم على المدرب بيب غوارديولا في تسريع رحيله. بينما تسبب تراجع مستوى رونالدينيو بسبب مشاكل شخصية وعادات خارج الملعب في رحيله، وهو الأمر الذي نفاه اللاعب مؤكداً اتخاذه القرار طواعية مع بقاء العلاقة جيدة مع المدرب.

أنسو فاتي، حامل الرقم (10) سابقاً، شهد تراجعاً ملحوظاً في مسيرته بسبب الإصابات المتكررة ما أجبر النادي على إعارته لموناكو ثم برايتون، بينما رحل بيير إيمريك أوباميانغ وذكّر برحيل مفاجئ بعدما عانى بسبب حادثة سطو مسلح أثرت على حالته النفسية وأسرته، ما دفعه للعودة إلى لندن وانتقاله لتشيلسي.

دور الإدارة في دفع نجوم برشلونة للمغادرة وتأثيره على مستقبل النادي

رحيل اللاعبين أمثال إيلكاي غوندوغان بعد موسم واحد فقط يعكس السياسات المالية التي تتبعها إدارة برشلونة لتفادي التعقيدات المتعلقة بقانون اللعب المالي النظيف. غوندوغان الذي انتقد علناً زملاءه بعد الكلاسيكو وحمل بعضهم مسؤولية الخروج من دوري أبطال أوروبا، كان أيضًا عبئاً مالياً مكلفاً على النادي، الأمر الذي سهَّل رحيله وعاد به إلى مانشستر سيتي.

يمكننا تلخيص الأسباب التي تدفع إدارة برشلونة نحو هذه السياسة فيما يلي:

• تحديث الفريق تجديداً شاملاً والتخلص من اللاعبين ذوي الرواتب العالية
• الامتثال الصارم لقوانين اللعب المالي النظيف
• استقطاب المواهب الشابة لتعزيز المنافسة والابتكار داخل الفريق
• السيطرة على التشكيلة عبر تعزيز اللاعبين الجدد ودفع القدامى للرحيل

يبدو أن برشلونة يتعامل مع ملف خروج النجوم بمنطق إداري محكم، يتجاوز في كثير من الأحيان المراعاة الميدانية أو التكتيكية، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول أثر هذه السياسة على استقرار الفريق وجماهيريته مستقبلاً.

يظل السؤال محورياً حول ما إذا كانت سياسة برشلونة في دفع اللاعبين للرحيل عبر أبواب ضيقة استراتيجية ناجحة تحافظ على هوية النادي وتطلعاته، أم أن ذلك يترك فراغاً في الروح القتالية والارتباط الحميم مع جماهيره، خصوصاً أن نزعات مثل تلك المؤثرة على تير شتيغن قد تعيد إلى السطح مخاوف تتعلق بكيفية تعامل النادي مع نجومه.